ثقافة وفن

«حرائق» محمد عبد العزيز تلهب مهرجان القاهرة السينمائي … إلهام شاهين: أحيي كل امرأة سوريّة تتصدى للإرهاب .. ميسون أبو أسعد: سعيدة جداً لدعوتي ضيفة شرف

| وائل العدس

كعادتها خلال السنوات القليلة الماضية، خرجت السينما السورية متوجة بإحدى جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الثامنة والثلاثين، في مؤشر إيجابي على تطور الفن السابع في سورية رغم هول الأزمة التي تعيشها منذ ما يقارب الست سنوات.
ولأنها تميزت منذ بداياتها بتطرقها لمواضيع حساسة وجوهرية وابتعدت عن كل ما هو استهلاكي وترفيهي بحت وناقشت هموم الإنسان الاجتماعية والوطنية والإنسانية، وتشريح المشكلات الحياتية المعاصرة بكل جوانبها، فإنها باتت حاضرة بقوة حتى إن شمسها لم تغب عن كل المهرجانات والمناسبات الفنية في الوطن العربي والعالم.
وبحضور كبرى الشخصيات الفنية والثقافية في الوطن العربي والعالم، أعلن فوز فيلم «حرائق» سيناريو وإخراج محمد عبد العزيز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة آفاق السينما العربية.
لحظة حب

عند إعلان فوز الفيلم السوري صفق الحضور بحرارة، وكان لافتاً كلمة رئيس لجنة التحكيم النجمة المصرية إلهام شاهين التي أعلنت هوية الفائزين حيث قالت: أضم صوتي لصوت الفيلم السوري، وأحيي كل امرأة سوريّة تتصدى للتيارات الإرهابية، وأضافت: «ربنا مع سورية»، في لحظة حب وامتنان ووفاء واعتراف بدور سورية في احتضان وتكريم جميع الفنانين العرب.
المخرج محمد عبد العزيز وبعد استلامه الجائزة قال لـ«الوطن»: إن كلام النجمة شاهين تجاه سورية وإدانتها للإرهاب كان لافتاً.
وتابع: الفيلم في أول اختبار له حصد واحدة من أرفع جوائز المهرجان، وأعتقد أن أي سينمائي في المنطقة يطمح لعرض تجربته في مصر أمام جمهور مصر ونقادها وفنانيها، ومن هذا الباب حاز فيلم «حرائق» اهتمام الجمهور والنقاد.

ضيفة شرف
أما النجمة السورية ميسون أبو أسعد الذي حضرت فعاليات المهرجان فقالت لـ«الوطن»: «سعيدة جداً لدعوتي ضيفة شرف على المهرجان، فمهرجان القاهرة عريق ويحرص المدعوون إليه على تلبية دعواتهم من مختلف دول العالم والدول العربية، وهو منصة كبيرة بعدة مسابقات تتيح الأفق لاختيارات كثيرة تغني المشاركين والجمهور على حد سواء».
وأشارت إلى أن «المهرجان ابتدأ مع غصة كبيرة على رحيل العملاق محمود عبد العزيز الذي رحل جسداً وبقي أثراً خالداً، واختتم بتكريم عملاق آخر وهو يحيى الفخراني حيث ألقى كلمة مؤثرة جداً افتتحها بالترحم على صديقه الساحر وختمها بآخر كلمة قالها له على الهاتف وهي كلمة حب وعشق لمصر».
وأردفت: أما تحية النجمة الكبيرة إلهام شاهين لسورية ومقاومتها كانت أجمل تحية من نجمة تنتمي بكل كيانها لقضية شعب أحبته من قلبها، وعندما تحدثت معها دمعت عيناها، وقالت لي: «كنا ننتظر دوماً الذهاب إلى مهرجان دمشق، وسورية في وجداننا كل لحظة»، وكنتُ سعيدة بمشاركة المصريين كل هذه اللحظات.
واختتمت كلامها: «توجت سعادتي بفوز مخرجنا الشاب محمد عبد العزيز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن مسابقة آفاق السينما العربية، وبإضافة إنجاز جديد للسينما السورية».

فيلم «حرائق»
الفيلم الذي أنتج وصور قبل عامين لم يعرض في الصالات بعد، لكن المؤسسة العامة للسينما أطلقت الإعلان الخاص به منتصف شهر آب الماضي.
ويحاكي «حرائق» الأزمة السورية من الناحية الإنسانية في ظل الحرب الطاحنة من خلال أربع نساء يكافحن من أجل حياة أفضل.
ويستفيد سرد الفيلم من المونتاج الاحترافي ليربط بين قصص بطلاته الأربع التي تحدث في الوقت ذاته مع اختلاف الأمكنة، حتى يعزز الشعور بالتصاعد الدرامي للأحداث قبل أن تتقاطع طرق الشخصيات في مكان وزمان واحد في مشهد الذروة.
ويستفيد الفيلم أيضاً من اللقطات الواسعة الثابتة التي استغلها مدير التصوير وائل عز الدين في مناطق تصوير طبيعية، لتظهر آثار الحرب المدمرة بلا أي رتوش، في حين لجأ في تصوير بطلاته إلى اللقطات المتوسطة التي تبدو فيها انفعالات الوجه واضحة، كما تظهر أيضاً البيئة المحيطة بهن في الخلفية ليخلق صلة بين المكان والدمار الذي لحق به وبين الشخصيات والضغوط التي تعاني منها نتيجة هذا الدمار.
واللافت للنظر في الفيلم إلى جانب تصويره في مناطق الحرب الاستعانة بأشخاص عاديين لا يمتهنون التمثيل كي يكونوا جزءاً من فريق التمثيل في الفيلم إلى جانب أبطاله وبطلاته من الممثلين المحترفين.
ويؤدي أدوار البطولة كل من رنا ريشة، وجفرا يونس، وأماني إبراهيم، ونانسي خوري، وولاء عزام، ونغم ناعسة، ومؤيد رومية، ومازن جبة وآخرين.

جوائز متعددة
تحوي جعبة المخرج عبد العزيز عدة أفلام من إنتاج خاص، منها الفيلم الروائي الطويل «نصف ميلغرام نيكوتين» الذي حصل على ثلاث جوائز هي لـ«أفضل فيلم متكامل» و«أفضل ملابس» و«أفضل ديكور» من مهرجان «باري» السينمائي في إيطاليا، إضافة إلى تنويه من لجنة التحكيم بالتصوير والنص.
وفي جعبته أيضاً فيلم «المهاجران» الذي نال الجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «الكاميرا العربية» بدورته الرابعة التي أقيمت تحت عنوان «سينما من أجل التواصل»، واستضافتها مدينة «روتردام» الهولندية.
كما قدم فيلم «دمشق مع حبي» الذي حصد الجائزة الثانية في مسابقة الفيلم الروائي الطويل في ختام فعاليات «لقاء نابل الدولي» للسينما العربية في تونس، إلى جانب كونه حائزاً درع مهرجان الإسكندرية الدولي. واختير لافتتاح مهرجان «لقاء الشرق» بهولندا، كما اختير فيلم الافتتاح بمهرجان «نساء هوليوود» ببروكلين، ولتظاهرة «أهلاً بالمهاجر» بمهرجان ميلانو بإيطاليا، واختير للعرض بمتحف «لايتون هاوس» بلندن.
أما ما يخص العمل مع المؤسسة العامة للسينما فقد أخرج عبد العزيز ثلاثة أفلام طويلة هي «ليلى» الذي لم يعرض، وفيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في فئة المسابقة الكبرى لدول البحر الأبيض المتوسط في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ31. كما فازت الممثلة نوار يوسف بجائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة مناصفة عن دورها في الفيلم نفسه. أما آخر أعماله فكان «حرائق».

الجوائز كاملة
اختتمت الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمنح الممثل المصري يحيى الفخراني «جائزة فاتن حمامة التقديرية» وهي جائزة تكريمية.
وفي قسم «جوائز لجنة التحكيم الدولية» توج فيلم «ميموزا» بجائزة «الهرم الذهبي» وهو إنتاج إسباني مغربي فرنسي، من إخراج أوليفر لاكس.
وحازت المصرية ناهد السباعي جائزة «أحسن ممثلة» عن دورها في فيلم «يوم للستات» لكاملة أبو ذكرى، وذهبت جائزة «أحسن ممثل» إلى المغربي شكيب بن عمر عن دوره في «ميموزا».
وفي مسابقة «سينما الغد الدولية» منحت شهادات تقدير للفيلم البرتغالي «صعود» إخراج بيدرو بيرالتا، والفيلم الكرواتي «نزهة»، إخراج يوري بافلوفيتش، والفيلم البرازيلي «روزينيا» إخراج جوي كامبوس.
وذهبت جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» إلى فيلم من كوريا الجنوبية «الناحية الأخرى لنهر دومان» إخراج سي وونغ باي.
أما جائزة «يوسف شاهين» لأفضل فيلم قصير فنالها الفيلم الكولومبي «عدن» للمخرج أنرديس راميريز بوليدوث.
ووزعت جوائز «مسابقة أسبوع النقاد» على النحو الآتي: نال فيلم «المنفى» إخراج دافيس سيمانيس وهو من إنتاج لاتفي ليتواني جائزة شادي عبد السلام. وذهبت جائزة «فتحي فرج» لأفضل مساهمة فنية إلى مدير التصوير بافل خورجيبا عن الفيلم البولندي «زود» إخراج مارتا مينوروفيتش.
وفي مسابقة «آفاق السينما العربية» منحت شهادتا تقدير للفيلم المصري «لحظات انتحارية» إخراج إيمان النجار، والفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» إخراج محمود الصباغ.
وذهبت جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» المقدمة من شركتي «فيلم كلينك» و«فيرست استب» إلى الفيلم السوري «حرائق»، في حين ذهبت جائزة شركة «الماسة» لأفضل فيلم إلى الشريط التونسي «زيزو»، إخراج فريد بوغدير.
وفي مسابقة «ملتقى القاهرة السينمائي الرابع» حاز فيلم «بابيون في خزان المياه» ليحيى العبدالله جائزة «أفضل مشروع في مرحلة التطوير» ومقدارها 10 آلاف دولار مقدمة من شركة «يوسينتشري».
وذهبت جائزة أفضل فيلم مصري في مرحلة التطوير (مقدمة من شركة الماسة للإنتاج الفني ومقدارها 60 ألف جنيه) إلى «شروط المحبة» للمخرجة هالة خليل، بينما ذهبت جائزة «خدمات ما بعد الإنتاج» (50 ألف جنيه مقدمة من شركة «فيلم فاكتوري») إلى «الكيلو 64» لأمير الشناوي، وذهبت جائزة «أسبوعان لتصحيح ألوان»، المقدمة من شركة «بيكسلموب» في لبنان إلى فيلم «بيروت ترمينوس».
أما جائزة تطوير السيناريو المقدمة من «باريس فيلم اينشياتيف»، فنالها «مهلة خمسة أيام لصالح ناس». وذهبت دعوة لحضور ملتقى بيروت للإنتاج المشترك إلى «ابن» لمهدي برساوي. ونالت منتجة فيلم «بيروت ترمينوس» جانا وهبي، دعوة لحضور ورشة المنتجين في مهرجان روتردام السينمائي الدولي. وحاز الفيلم الجورجي «حياة آنا» للمخرج نيون بزيليا، جائزة لجنة تحكيم «الفيبريسي».
اختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وهذه الجوائز الكاملة لمسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة:
حاز فيلم «لحظات انتحارية» للمخرجة إيمان النجار، شهادة تقدير، حيث استطاع توثيق فترة مهمة في تاريخ مصر المعاصر.
ونال المخرج محمود الصباغ شهادة تقدير عن فيلمه «بركة يقابل بركة»، وذلك لعرضه تغيير الواقع برؤية طبيعية غير نمطية وتحرير الإنسان داخل مجتمعه.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة باسم المخرج صلاح أبو سيف، المقدمة من شركتي فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي وفيرست استب، ومقدارها 50 ألف جنيه، إلى فيلم «حرائق» للمخرج محمد عبد العزيز، وذكرت إلهام أن العمل عرض محاربة النساء للتيارات الإرهابية في سورية، معلنة تأييدها لكل امرأة سورية في هذه الحرب ضد الإرهاب.
وذهبت جائزة السيناريست سعد الدين وهبة، ومقدارها 75 ألفاً من شركة الماسة للفيلم التونسي «زيزو»، إخراج فريد بو غدير، وذلك لأنه يتحدث عن الربيع العربي بطريقة صادقة وصادمة، وتسلمت الجائزة بطلة الفيلم سارة حناشي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن