رياضة

في المؤتمر السنوي لتنفيذية حلب … مداخلات متواضعة ودعم قيادي منقطع النظير

| حلب – فارس نجيب آغا

تحت شعار الرياضة ثقافة وأسلوب حياة لم يخرج المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية لفرع حلب للاتحاد الرياضي العام عن المألوف ولم تسجل أي مداخلة عليها القيمة، حيث جاءت جميعها كلاسيكية وذات نمط مكرر من دون الولوج إلى فكرة تخدم رياضتنا في ظل الأزمة الحالة التي تعلق بها الأغلبية ووضعوها ذريعة لفشلهم، ويمكن القول إن المؤتمر جاء نسخ لصق عن السنوات الماضية، حيث انحصر الهم والاهتمام -ونقولها للأسف- حول المطالبة برفع سقف أذونات السفر والمنح المالية وتقديم الدعم لمعظم الألعاب من المكتب التنفيذي عبر إرسال التجهيزات الرياضية المطلوبة مع ضرورة إيجاد أماكن بديلة تمارس فيها الألعاب نتيجة خروج بعض الصالات عن الخدمة جراء الدمار الذي طالها من العصابات الإرهابية، وكنا نمني النفس بارتقاء الفكر عند من يعتقد أنهم خبراء رياضيون لكن حدث ولا حرج، ما يعني أن العقلية ذات سقف محدود والبحث يبقى محصوراً في المكاسب الشخصية من دون أي مشروع يقدم للمكتب التنفيذي يحدث ثورة بالرياضة السورية، على حين سجل البعض حضوره للاستماع فقط وتوزيع الابتسامات على مدى أربع ساعات تقريباً ولاسيما مع وجود (27) مداخلة منها ما هو مفرغ من مضمونه عبر الترحيب والسلامات رغم طلب رئيس المنظمة اللواء موفق جمعة قبل البداية ضرورة اختصار هذه العبارات والدخول في الموضوع مباشرةً لفتح مجال أكبر للنقاش، لكن البعض خالف التعليمات وأضاع الوقت من دون جدوى ومنهم من دخل بقضايا ثانوية وأراد شرح نبذة عن ناديه المحدث ليستعرض إنجازاته حسب فهمه فذهب الوقت من دون فائدة.
خلاصة الكلام وما يهمنا هو المراوحة في المكان فلا جديد يمنحنا جرعة تفاؤل نحو الأمام رغم أن القيادة الرياضية التي حضرت من دمشق تركت أريحية تامة للحاضرين ومساحة من الحديث، وذلك لطرح ما يرغبون به من قضايا، لكن خبرات حلب كما يسمونها لم تكن على قدر المأمول والمؤسف أن البعض هرول خلف نيل موافقة بالسفر إلى دمشق وكسب إقامة وإطعام مجاناً على حساب المنظمة، فهل تستطيع تلك الشريحة أن تقدم شيئاً لرياضتنا برأيكم وهمها ينحصر بالسفر والأكل من دون النظر لسنوات طويلة قضوها في مراكز حساسة ولم يحققوا أي نقلة نوعية لرياضة حلب تستدعي الوقوف عندها؟
طبعاً القيادة الرياضية من جانبها ممثلة برئيس المنظمة ونائب رئيس المنظمة ومشرف حلب في المكتب التنفيذي أثنوا على صمود شعب ورياضيي حلب وأكدوا دعمهم المطلق لكل الألعاب معتبرين أنها تستحق الكثير، فالرياضيون يؤدون رسالة وطنية بامتياز والرعاية والاهتمام أمر مفروغ منه جراء ما يقومون به من تضحيات مع زيارات مستمرة ستكون حاضرة لمعالجة كل القضايا العالقة وهذا ما ينطبق على اتحادات الألعاب.

دعم مالي
أبرز النقاشات تمحورت حول دعم نادي اليرموك لإعادة ترميم صالته الرياضية وما تهدم منها جراء القصف الذي طالها بعد الموافقة على منحة مالية من المكتب التنفيذي، لكن إدارة النادي كما أشار رئيس المنظمة لم ترسل ملف الدراسة من الشركة المنفذة حتى تحصل على المبلغ المطلوب والفرصة لا تزال قائمة حتى مطلع الشهر الأول من العام الجديد، ومن ثم عرج على موضوع منشآت الباسل وما يحدث فيها من تجاوزات بحق الرياضيين من المستثمر وعدم منح الساعات المحددة كما هو موجب بالعقد، واعتبر ممثل نادي عفرين تثبيت المشاركة بكل النشاطات الرياضية وهم بحاجة لدعم مادي لعدم وجود إيرادات وهو حال ناديي السفيرة ونبل بعد مطالبة ممثل النادي الأخير زيارة خاصة تقوم بها القيادة الرياضية.

وجهة نظر
نور شمسه من جانبه أكد مدى الظلم الذي لحق به جراء القرار الذي طاله عبر إعفائه من عضوية اللجنة التنفيذية بعد كل سنوات العطاء عبر تهمة (التحريض) وهو ما لم يثبت وكان من الأفضل حسب وجهة نظره قبول استقالته المقدمة لرئيس مكتب الشباب بالمحافظة، على حين شدد رئيس المنظمة على أن الكلام غير دقيق فقد حدث تشهير على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الإساءة لبعض الأشخاص في الاتحاد الرياضي العام ولأنك زميلنا في المجلس المركزي كان يجب عليك طرح وجهة نظرك في حال وجود خلل من دون التشهير.

شكر ومعضلة
كما طالب رئيس نادي الجلاء تغطية جميع النفقات الإلزامية إن أمكن بما يخص المشاركات لفرقه وذلك من الأندية المضيفة وأشار إلى ضرورة إقامة نهائيات كرة السلة بكل الفئات في أرض محايدة وشكر زيارة رئيس المنظمة لمنشآت النادي للاطلاع على واقعها نتيجة ما لحق بها لأنها تقع على خط تماس مباشر مع العصابات المسلحة وتخصيص مبلغ لإعادة ترميمها، رئيس نادي الحرية من جانبه أكد أن عدد الألعاب التي تمارس في النادي يبلغ عددها (12) لعبة بينما استثمارات النادي بمجملها العام تصل إلى (22) مليون ليرة سورية فقط وهو ما يمكن تحصيله وهناك ألعاب احترافية (كرة القدم + كرة السلة) ذات مصروف ضخم ومشاركتنا الأخيرة في الدوري الكروي التصنيفي بلغت (8) ملايين ليرة سورية وأمامنا معضلة مالية حقيقية.

رأي قيادي
رئيس المنظمة من جهته اعتبر أن أي اتحاد لعبة يتأخر عن زيارة مدينة حلب ولا يقوم بواجبه سنقول له رافقتك السلامة فرياضيو حلب نعتز بهم وعندما تدفع الأسر أبناءها إلى دمشق للمشاركة في النشاطات فهي رسالة وطنية وهم يقدمون فلذات أكبادهم والرياضة جامعة لكل السوريين وتعزز اللحمة الوطنية، ونسعى في المكتب التنفيذي لاستيراد تجهيزات من خلال الإعلان عن مناقصة لشراء كل الاحتياجات ولمعظم الألعاب وننتظر قرار الموازنة من وزارة المالية ومهما قدمنا للأندية والرياضيين فهو قليل، ونعمل وفق المستطاع ونبقى حريصين على المال العام لصرفه في محله، وبما يخص نادي عفرين فأهلنا الكرد هم جزء من سورية وناديكم ضمن اهتمامنا وسنؤمن لكم احتياجاتكم دعماً لنشاطكم، كما شكر القائمين على مشروع البطل الواعد وسندعمه ونحاول تعميمه في بقية المحافظات، وبما يخص كرة القدم فهناك قانون احترافي يحدد آلية الصرفيات على اللاعبين وأستغرب حتى الآن كيفية دفع بعض الأندية مقدمات عقود بمبالغ كبيرة فراتب لاعب المنتخب الوطني هو (200) ألف ليرة سورية وهو ما سمح به القانون وغير ذلك مخالفة صريحة.

عين «الوطن»
حضر المؤتمر محافظ حلب حسين دياب وأمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد صالح إبراهيم ورئيس مكتب الشباب الرفيق محمد الصالح وعضو المكتب التنفيذي بحلب عبد السلام بري حيث بدأ المؤتمر بعزف النشيد العربي السوري ثم تم تكريم أسر الشهداء الرياضيين.
تم عرض فيلم وثائقي قصير عبر لوحة إسقاط ضوئي استعرض من خلاله الأماكن الرياضية التي طالها القصف من العصابات المسلحة وحجم الدمار الحاصل بعد أن كانت أيقونة رياضية من خلال صور قبل وبعد مع صور لجميع الشهداء الرياضيين من المحافظة الذين طالتهم يد الغدر.
زار رئيس المنظمة ونائب رئيس المنظمة ومشرف حلب بالمكتب التنفيذي نادي الجلاء قبل يوم من المؤتمر واطلعوا على واقع المنشأة وما يتم العمل به من صيانة وإعادة تأهيل لعودة الحياة لها من جديد وقد أعرب الوفد عن أسفه لما شاهده ووعد بمنحة مالية لزوم التأهيل.
شارك الوفد القيادي في تقديم العزاء لأسر شهداء مدرسة سارية حسون التي طالتهم قذائف الحقد وعبر رئيس المنظمة عن أسفه وحزنه لما شاهده على وجه الأهالي معتبراً أن الإرهاب لا يفرق بين طفل ومسن وما شهدناه من حياة في حلب يعبر عن قوة إرادة الشعب المتمسك بوطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن