شؤون محلية

المتاهة!!

| محمد حسين

كلنا يعرف الوضع الذي يمرّ به بلدنا وكلنا يعرف الإمكانات المتواضعة الموجودة بين أيدي هذه الحكومة بعد مرور أكثر من خمس سنوات من هذه الأزمة الدامية التي طالت البشر والحجر وكلنا يعرف أيضاً تدني مستوى الإيرادات على جميع الصعد وعلى جميع المستويات بل جميعنا يدرك أن لا حلول سحرية لكل ذلك!!
ومن الطبيعي أن تبدو هذه الحكومة منشغلة بالحلول الإسعافية لهذه المشكلة أو تلك وهذا جزء من واجبها ولكن هل يكفي ذلك؟!
ألن يتحول ذلك مع الوقت إلى مفرخة للمشاكل تبدأ ولا تنتهي؟ فكل حل إسعافي يحتاج مع الوقت لحل إسعافي آخر.. وهو الآخر يحتاج لحل آخر وهكذا دواليك!! فهل من المبرر لأي حكومة الوقوع في هذا المطب الذي يصعب الخروج منه أو على الأقل الوصول إلى طرف الخيط لفك العقد في «شربوكة» الخيطان التي حصلت!! قد يقول قائل إن الحكي والتنظير سهل على المتكئ والجمرة لا تحرق إلا حاملها ولكن هل يفترض بنا النوم على عسل هذه التبريرات الخلبية أو التفكير الجدي في اجتراح معجزات تغنينا عن الوقوع في حفرة قادمة لا محالة.. لابد من التذكير هنا أن الأزمات الكبيرة كالتي نعيشها كما أخرجت أسوأ ما فينا يجب أن تخرج -كذلك وبحكم الضرورة- أجمل وأنقى ما لدى البشر من أفكار ورؤى ومشاعر خلاقة مبدعة تفتح طاقة الأمل والرجاء في غدٍ أجمل كما نحب ونشتهي فيما يشبه «المعجزة» التي نحتاجها للخروج من عنق الزجاجة الذي نمرّ به!!
فكما تعمل الحكومة لتقديم الحلول الإسعافية والخدمية.. فمن واجبها تقديم الرؤى والبرامج لتصورها عما هو قادم في المستقبل القريب والبعيد أو على الأقل الدعوة لمشاركتها في وضع الاقتراحات والحلول لتأسيس بنك (اقتراحات) يمكن اللجوء إليه عند الحاجة.. فلو كان ذلك موجوداً لدينا بالفعل لربما كانت مشكلتنا مع الفيول اللازم لمحطات التوليد الكهربائية والمصانع التي تحتاجه من الماضي وهل يعقل أن يتم ترحيل هذه المشكلة من الحكومة الماضية إلى الحالية؟! هذا على أقل تقدير وقسّ على ذلك!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن