سورية

«درع الفرات» تعزل «منبج العسكري» عن الباب.. والجيش وحلفاؤه يتقدمون نحوها من الاتجاه الغربي … مقتل الجنود الأتراك قرب أخترين يستدعي اتصالات تركية إيرانية.. ويلدريم: حلب ليست ضمن أهداف عمليتنا

| وكالات

في وقت وصل فيه وفد تركي سياسي استخباراتي إلى طهران من أجل بحث الوضع حول مدينة الباب، أكدت الحكومة التركية أن عملية «درع الفرات» لن تتقدم صوب مدينة حلب، معلنةً أن هدفها يقتصر على القضاء على تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ومنع إقامة حزام تحت سيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا).
زيارة الوفد التركي إلى العاصمة الإيرانية جاءت بعد يومين من إعلان هيئة الأركان التركية عن مقتل 3 جنود أتراك جراء قصف طائرات «يُعتقد» أنها سورية. واستدعى هذا التطور الدراماتيكي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي عزاه بسقوط الجنود الأتراك.
وسبق لمسؤولين سوريين بما فيهم الرئيس بشار الأسد أن اعتبروا التدخل التركي في سورية بمثابة «احتلال وعدوان» يحق للسوريين «مقاومته»، وذلك في حين هددت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بإسقاط أي طائرة تركية تخترق الأجواء السورية.
وعزز الجيش العربي السوري وحلفاؤه من مواقعهم إلى جنوب وجنوب غرب الباب، وتواصلت الغارات التركية على مواقع داعش داخلها، في حين تمكنت المليشيات المدعومة تركياً من عزل المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف، عن مدينة منبج، التي تسيطر عليها عناصر «مجلس منبج العسكري» المتحالفين مع «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ«بيدا».
وجرى استهداف الجنود الأتراك قرب بلدة آخترين الواقعة في وسط المنطقة العازلة، التي ينوي الأتراك فرضها في ريف حلب الشمالي. وجاء استهدافهم في ظل حديث مسؤولين في «قوات سورية الديمقراطية» عن نية الأتراك إقامة قاعدة عسكرية لهم في منطقة اخترين. وقال ممثل «قوات سورية الديمقراطية» زكريا عبد المجيد أن تركيا تنوي تعزيز موقفها في سورية عن طريق بناء قاعدة عسكرية في منطقة اخترين. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن عبد المجيد أن «تركيا تقوم في الوقت الراهن بنقل قوات إضافية إلى تلك المنطقة وتنشر هناك عناصر وحداتها الخاصة».
وبالترافق مع الاتصالات التركية الروسية الإيرانية، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن عملية «درع الفرات» لا تستهدف التقدم نحو حلب، وذكر في حديث تلفزيوني أن استهداف الجنود الأتراك، «لن يغير رأينا بشأن هدفنا هناك (في سورية)»، وأضاف موضحاً أن تركيا تريد القضاء على تنظيم داعش في شمال سورية، فضلاً عن منع (بيدا) من وصل «كانتوناته» ببعضها، لتشكل وحدة جغرافية مترابطة.
وذكر يلدريم أن تركيا حذرت من تكرار الهجمات ضد القوات التركية المتوغلة في سورية، موضحاً: «هيئة الأركان العامة التركية مستمرة بالتواصل مع المسؤولين المعنيين، وقد تم تحذير هؤلاء المسؤولين، بشكل مؤكد وواضح، لعدم تكرار الهجوم»، من دون أن يورد تفاصيل محددة.
في طهران، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ورئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان ضرورة عدم زعزعة «الاستقرار» في المنطقة، داعياً إلى حلول إقليمية لأزمتي سورية والعراق بعيداً عن القوى الخارجية. وقال روحاني: إن «استقرار المنطقة يجب أن يكون من أصول التعامل التركي الإيراني»، مؤكداً أنه إذا وقفت القوى الإقليمية إلى جانب بعضها البعض، فإن أزمتي العراق وسورية ستحلان من دون الحاجة لقوى خارجية، وبين أن طهران وأنقرة متفقتان على الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسورية ووحدتهما الوطنية. وبدوره، رأى جاويش أوغلو أن لإيران دوراً بناءاً ومهماً في القضايا الدولية وإقرار السلام ومحاربة الإرهاب في المنطقة، معتبراً أن الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسورية ووحدتهما الوطنية «يصب في مصلحة إيران وتركيا».
وتلاقى الوزير التركي مع الرئيس الإيراني إذ انتقد تعامل الدول الغربية مع قضايا المنطقة معتبراً أنها «تهدف إلى تحقيق مصالحها فقط».
وأوضحت وكالة «إيرنا» الإيرانية الرسمية للأنباء دون الخوض في تفاصيل عن المحادثات الإيرانية التركية «بالرغم من (خلافاتهما) يبحث مسؤولو البلدين حلولاً ويسعون لتقريب وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بالعراق وسورية».
ونقل موقع قناة «الميادين» عن مصدر في الرئاسة الإيرانية أن اللقاءات مع المسؤولين التركيين تأتي في إطار الجهود لحلّ أزمات المنطقة ومشاكلها والتأكيد على الأمن والاستقرار والمحاربة المشتركة للإرهاب.
وبين المصدر أن الجانب الإيراني أكد خلال اللقاءات مع الوفد التركي «ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدول وسيادتها ومبدأ الديمقراطية إضافة إلى الحيلولة دون مقتل الأبرياء ومساعدة اللاجئين والنازحين»، معتبراً أن ذلك يعتبر خطوة مهمة في إطار التعاون الإقليمي.
ولم تتطرق التصريحات الرسمية التركية أو الإيرانية إلى حادثة استهداف الجنود الأتراك.
وسبق للرئيس الروسي أن قدم تعازيه لأردوغان، خلال اتصال هاتفي أول من أمس على مقتل الجنود الأتراك، حسبما أفاد الكرملين، الذي بين أن الرئيسين اتفقا على «مواصلة الحوار الفعال بين وزارتي الخارجية والدفاع والمخابرات الروسية والتركية، بهدف ضمان تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب الدولي».
وفي تطور من شأنه أن يغير المعطيات بشأن معركة الباب، تمكنت قوات الجيش العربي السوري وحلفاؤه من انتزاع السيطرة على مساحة تزيد على 120 كم مربعاً في ريف حلب الشمالي الشرقي من قبضة تنظيم داعش، تشمل 25 قرية ومزرعة منها تل شعير والمزارع المحيطة بها والطعانة وحريصة والوردية وجوبة والمزارع القريبة منها، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر ميداني، الذي أوضح أن التقدم جرى في محيط مدرسة المشاة.
وشن القائد الميداني هجوماً حاداً على عملية «درع الفرات» واسما المجموعات المنضوية تحت لوائها بالإرهابية، وقال إن «المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا التي تدعي قتال داعش على اتجاه شمال شرق الباب منذ 3 أشهر لا تريد قتال داعش في حين استطاع الجيش السوري والقوات الرديفة والصديقة دحر إرهابيي داعش من كامل هذه المنطقة خلال 15 يوما».
وذكر موقع «الميادين» أن الجيش العربي السوري يوفر الدعم لمقاتلين عرب وأكراد في منطقة الباب من أجل التصدي للتقدم التركي.
وبحسب تقارير، فإن الجيش يستعدّ لإطلاق هجوم على الباب عبر حشد قواته في مطار كويرس جنوب المدينة، بجانب تأمين المطار وتجهيزه للعمليات الجوية المُرتقبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن