شؤون محلية

المركزي يرفض بيع الدولار لتجديد جوازات المغتربين والمئات من أقربائهم يلجؤون إلى السوق السوداء

| محمد منار حميجو

يضطر الكثير من المواطنين إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشراء الدولار لتجديد جوازات ذويهم المغتربين باعتبار أن الرسم القنصلي البالغ 400 دولار لا بد أن يستوفى بالدولار ما دفع مصادر للتساؤل: هل هذا تشجيع منه على تفعيل دور السوق السوداء بشكل ملحوظ؟
وتلقت الـ«الوطن» العديد من الشكاوى من مواطنين لديهم مشكلة بالحصول على الدولار لتجديد جوازات أقربائهم ولا سيما أن هناك يومياً مئات جوازات السفر لمغتربين بحاجة إلى تجديد، مشيرين إلى أن أقرباءهم يفضلون تجديد جوازاتهم داخل البلاد لأنه لا سفارات سورية في الدول الإقامة مثل بعض دول الخليج.
وقال أحد الشاكين: إن قريبته أرسلت إليه جواز سفرها لتجديده وهي تقيم في الولايات المتحدة الأميركية إلا أنه لا يوجد فيها سفارة سورية وأرسلت حوالة بقيمة الرسم القنصلي إلا أنه تم تسليمه إياها بالليرة، مؤكداً حينما ذهب إلى شراء دولار من المركزي لم يتم بيعه رغم أن لديه إيصالاً من الهجرة بتسديد الرسم القنصل وأنه حالياً يبحث عمن يبيعه دولار لتسديد الرسم.
حالة هذا المواطن واحدة من مئات الحالات اليومية فأكد شاك آخر أن هناك صعوبة كبيرة في سداد الرسم القنصلي وأحياناً المواطن ينتظر لأيام حتى يستطيع الوصول إلى الموظف المشرف على ذلك، لافتاً إلى الازدحام الحاصل على نوافذ المالية والتابعة للمركزي لا مسوّغ لها.
من جهته أعلن مدير إحدى شركات الصرافة أن المركزي لا يبيع الدولار للراغبين في تجديد جوازات سفر أقربائهم ما يدفعهم إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشرائه، معتبراً أن هذا الأمر فيه تنشيط لها.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال المدير: إننا نضطر إلى إرشاد المواطنين إلى السوق السوداء لشراء الدولار بدلاً من أن نبيعه لهم نتيجة التعليمات الصارمة من المركزي لعدم بيع الدولار للمواطنين، معتبراً أن القيود المفروضة منه قاسية وتنشط السوق السوداء بشكل كبير.
وكشف المدير أن نسبة الذين كانوا يراجعون شركات الصرافة انخفضت من 90 بالمئة إلى 10 بالمئة إلا أن هناك عدداً كبيراً منهم يسافر عبر لبنان نتيجة الإجراءات المشددة من المركزي على الراغبين في السفر.
وأكد المدير أن الحوالات التي تدخل إلى البلاد من المغتربين انخفضت من 10 ملايين إلى مليوني دولار يومياً وهذا يدل على أن الإجراءات المتبعة من المركزي خاطئة في هذا المجال ولا سيما أن معظم الحوالات تدخل إلى البلاد من مغتربين يرغبون في تسيير أمورهم الإدارية مثل تجديد جوازات سفرهم.
من جهته أكد أستاذ كلية الحقوق بجامعة دمشق وعضو مجلس الشعب محمد خير العكام أن عدم بيع المركزي للدولار للراغبين في تجديد جوازات سفر أقربائهم تنشيط للسوق السوداء، داعياً الهجرة والجوازات إلى منح كتاب لكل مواطن يرغب في تجديد جواز قريبه المغترب يتضمن السماح له بتحويل الليرة إلى الدولار بمقيمة الرسم القنصلي.
وفي تصريح لـ«الوطن» رأى العكام أن هناك ثغرات يجب تلافيها في هذا الموضوع، مشيراً إلى وجود بعض المواطنين ذهبوا ضحية الصرافة غير المشروعة، موضحاً أن المواطن يضطر اللجوء إلى السوق السوداء لشراء الدولار لتجديد جواز سفر قريبه إلا أنه يتم القبض عليه من الجهات المختصة بتهمة الصرافة غير المشروعة.
قال العكام: يجب ألا نحمل القضية فوق حجمها إلا أن حلها لا يكمن إلا بفتح باب بيع الدولار للمواطنين لتجديد جوازات السفر، معتبراً أن هذا الأمر لا يضر بالدولة باعتبار أن ما ستبيعه من دولار سيعود لها ثانية.
ورأى العكام أن الدولة لها الحق أن تسلم الحوالات بالليرة بدلاً من الدولار باعتبار أن التداول داخل البلاد لا يتم إلا بالليرة لكن هذا لا يعني أن المركزي يمنع بيع الدولار وهذا يحتاج إلى آلية يتم وضعها لضبط هذه المسألة. مضيفاً: إن لجوء المواطنين إلى السوق السوداء يساهم بشكل أو بآخر في هبوط الليرة أمام الدولار.
وأوضح العكام أن القانون السوري اعتبر تداول الدولار والتعامل به داخل البلاد جريمة على حين لم يعتبر الحيازة جريمة يعاقب عليها ومن ثم يحق للمغترب أن يجلب معه دولاراً إلى البلاد لكن يجب ألا يقيّم الأشياء بناء على الدولار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن