سورية

مصرّة على دعم الإرهابيين … قطر تهاجم الموقف المصري.. وتطالب بوقف لإطلاق النار في حلب

| الوطن- وكالات

تصر قطر على دعم الميليشيات المسلحة في سورية وهي التي تستشعر الخطر من إشارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي أعلن جهاراً أنه سيتخلى عن سياسة بلاده المماثلة بهذا الشأن، دون أن يفوتها مهاجمة كل من يتخلى عن النهج الخليجي بدعم تلك الميليشيات وخاصة التحول المصري تجاه سورية، مطالبة بوقف لإطلاق النار بحلب كي يتاح لها تسليح ميليشيات الأحياء الشرقية.
وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» مساء أمس الأول أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن بلاده ستواصل تسليح ما سماها «المعارضة السورية» حتى إذا أنهى ترامب الدعم الأميركي، ما يشير إلى تصميم الدوحة على مواصلة سياسة قد يتخلى عنها ترامب، على حد تعبير الوكالة، رغم أن المسؤول القطري شدد على أن بلاده «لن تتحرك وحدها لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية».
وقال الوزير القطري: رغم احتياج المعارضة لمزيد من الدعم العسكري فإن أي خطوة لتزويدها بهذه الصواريخ المضادة للطائرات لا بد أن تقررها بشكل جماعي الأطراف الداعمة للمعارضة» من دون أن يحدد تلك الأطراف.
وتعتبر قطر أحد الداعمين الرئيسيين لمقاتلي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة إلى جانب السعودية وتركيا ودول غربية يعملون جميعاً «في برنامج للمساعدات العسكرية تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأميركية يزود جماعات المعارضة المعتدلة بالسلاح والتدريب» على حد تعبير «رويترز».
وحسب الوكالة البريطانية يشعر بعض المسؤولين الغربيين بالقلق خشية أن تقدم دول الخليج التي أزعجها الدعم الجوي الروسي الفعال للرئيس السوري بشار الأسد على تزويد المعارضة بمثل هذه الأسلحة، وتخشى واشنطن احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متشددة واستخدامها لضرب طائرات ركاب غربية، ولا سيما أن مرات سابقة شهدت وقوع أسلحة نوعية أرسلتها واشنطن لمن تسميهم «المعتدلين» بيد جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة المدرج على لائحة الإرهاب الدولي، وخاصة تلك التي أرسلها الأميركيون إلى «الفرقة 13» التي عملت على تدريبها وتجهيزها في شمالي سورية ثم ما لبث أعضاؤها أن انضموا للنصرة.
وشدد الوزير القطري على استمرار بلاده في هذا النهج، محاولاً استنهاض همة الإرهابيين والمسلحين المنكسرة في حلب، وقال: «هذا الدعم سيستمر ولن نوقفه، وإذا سقطت حلب فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري»، وأضاف: «حتى إذا سيطر النظام على حلب فأنا واثق أنهم (مقاتلو الميليشيات) لديهم القدرة على استعادتها من النظام، ونحن بحاجة لمزيد من الدعم العسكري لكن الأهم أننا نحتاج إلى وقف القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين»، دون أن يعبر صراحة أن مطلبه لوقف القصف إنما هدفه إتاحة الفرصة الكافية لإيصال الأسلحة النوعية إلى مسلحي الأحياء الشرقية الذين يقاتلون تحت إشراف النصرة.
وادعى الوزير القطري بأن «الرئيس (بشار) الأسد هو وقود» داعش، واستخدم بدل تعبير داعش «الدولة الإسلامية» وهو تعبير لا يستخدمه سوى المقربين من التنظيم، زاعماً أنه «لم ير مطلقاً أي جهود من جانب (الرئيس) الأسد لمحاربة التنظيم»!!.
وبعدما أشار ترامب إلى اعتراضه على دعم واشنطن لمقاتلي المعارضة، مؤكداً أنه قد يتخلى عنهم للتركيز على محاربة داعش، وفي ظل الأنباء التي تشير إلى إمكانية تعاون ترامب مع روسيا وتأكيد الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الأسبوع الماضي أن ترامب سيكون «حليفاً طبيعياً» إذا قرر «محاربة الإرهابيين»، رد الوزير القطري بالقول: «نريد أن تكون الولايات المتحدة معنا بالتأكيد فهي حليف تاريخي»، واستدرك: «إذا أرادوا تغيير موقفهم فهل سنغير موقفنا؟ بالنسبة لنا في قطر على الأقل لن نغير موقفنا، فموقفنا مبني على أساس مبادئ وقيم وعلى تقييمنا للوضع هناك».
وحسب «رويترز» تعتقد قطر «ودول الخليج الأخرى أن المعارضة الوطنية «السنية» ضرورية لتحقيق الاستقرار في سورية، لكن هذه السياسة عرقلتها انقسامات في صفوف المعارضة والدور البارز الذي لعبه الجهاديون في التصدي للقوات الحكومية».
وأشار الوزير القطري إلى أن آراء ترامب في الشأن السوري قد تتبلور ما إن يتولى منصبه عندما يتلقى تقارير المخابرات عن «الواقع» على الأرض.
ولم يفته التهجم على الموقف المصري لانحيازه فيما يبدو إلى جانب الحكومة السورية وقال آل ثاني: «للأسف من وجهة نظرنا أن مصر تؤيد النظام… ونرجو أن تعود إلى صفنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن