ثقافة وفن

«ملامح» فيلم سوري قصير من واقع الأزمة والحرب … «وائل طه»: عشقت السينما ودراستي في دبلوم العلوم السينمائية منحتني الفرصة الأولى

| عامر فؤاد عامر

يطرح فيلم «ملامح» صورة واقعيّة عن حالة التسامح التي تكتنفها الحياة السوريّة، على الرغم من كلّ المشاهد التي صدّرتها وسائل الإعلام بلغة عشوائيّة مبطنة بصبغة غير لائقة بالمشهد السوري. وبوقعٍ إنساني لطيف. يعبّر الفيلم عن تفاصيل الحياة في الأسرة السوريّة، من خلال نموذج الأمّ التي تستقبل أمّاً أخرى مهاجرة من مكان آخر وتستقبلها من دون معرفة مسبقة بها، واحتضانها لها كما لو أنها ابنتها. ويسلّط الفيلم في لغة مشوّقة وصورة جاذبة زيارة الابن لأهله أثناء الإجازة وهو يؤدي خدمة العلم ويقف على الجبهة ليدافع عن تراب الوطن.
أخرج الفيلم «وائل طه» كما كتب السيناريو، وهو من خريجي دبلوم العلوم السينمائيّة التابع للمؤسسة العامة للسينما، ويشير المخرج «طه» إلى أن الإخراج كان حلمه الذي يسعى إليه، وأنه كتب السيناريو أثناء الدوام الدراسي في الدبلوم، وقد أخذ رأي الأساتذة والمختصين في كتابته، وقد التقيناه ليحدّثنا أكثر عن هذه التجربة:

كيف جاءت هذه التجربة؟ وما المعطيات التي ارتكزت عليها للإقدام على خطوة إخراج فيلم قصير؟
جاءت التجربة من خلال عشقي، وحبّي للسينما، ولكواليس السينما، بشكلٍ عام، وللخطوات التي يسيّر فيها أي فيلم بشكلٍ عام، ومن خلال عملي كمونتير حفزني هذا لتوسيع طموحي. وأهمّ المعطيات التي اعتمدتُ عليها هي دراستي في دبلوم العلوم السينمائيّة، وفنونها، الأمر الذي أعطاني خبرات ممتازة في جميع مجالات هذا الفنّ الرائع، من خلال كادر تدريسي ممتاز، ولذلك أوجّه الشكر لجميع الأساتذة الذين قاموا بتدريسي وزملائي في الدبلوم.

ما الصعوبات التي اعترضتك في مراحل الإعداد للفيلم وتصويره والعمليات الأخيرة لظهوره؟ وما التسهيلات التي قدمت لك أيضا؟
كانت الصعوبات فقط من حيث الوقت المخصص للتصوير فقد صورت الفيلم خلال يومٍ واحد، ومجريات الفيلم تقتضي 3 لوكيشنات، وهذا الأمر سبب قليلاً من الضغط أثناء التصوير. وقد كان فريق العمل متعاوناً ورائعاً. والفيلم ما زال في مرحلة المونتاج المبدئي وقريباً سنبدأ بمرحلة المكساج والموسيقا، وأتمنى أن تكون النتيجة مرضية. وأودّ أن أشكر المؤسسة العامة للسينما التي قدّمت تسهيلاتٍ كثيرة لنا من خلال المعدّات والكادر ولوازم العمل.

حدثنا عن اختيارك للممثلين الذين شاركوا في الفيلم وعن الطفلين المشاركين فيه أيضاً؟
بالنسبة لاختيار الممثلين فقد اخترت الفنانة «لينا حوارنة» لثقتي بأدائها، وقد كانت متعاونة جداً، والفنانين «أمير البرازي» و«ندى محفوض» وهما من الشباب الصاعدين والطموحين، أمّا الحلقة الأصعب في العمل فقد كان الطفل «ربيع جان» فالعمل مع الأطفال بصورة عامة مسألة صعبة، لكنني فوجئت بقدرة هذا الطفل على التمثيل فقد كان ممتازاً في الأداء، وأتوقع له مستقبلاً ممتازاً في عالم التمثيل.
يحوي الفيلم إشارة إلى الجيل الجديد وثقافته، وكيفيّة التعامل مع الأزمة والوضع الذي آلت إليه أحوالنا، إضافة إلى الحالة الإنسانية التي يجسّدها في تواصل السوريين مع بعضهم ولمّ الجراح التي أصابت الجميع، والفيلم من بطولة الفنانين: «لينا حوارنة»، و«أمير برازي»، و«ندى محفوض»، والطفل «ربيع جان»، وهو من إخراج وتأليف وسيناريو «وائل طه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن