رياضة

قصة الدوري التصنيفي من الألف إلى الياء … المتبرعون بالهبوط حددوا شكل الدوري ومنافسته

| ناصر النجار

انتهى الدوري التصنيفي، وقصته لم تنته، فلدينا الكثير من القصص التي خلفها الدوري بين السالب والموجب، وهي بمجملها تمنح كرتنا الصورة الحقيقية التي تعيش فيها.
ومنها أننا ننتمي للفكر الكروي المتخلف، الذي لا يمكنه النهوض بالكرة الوطنية بشكل عام.
وهذا الفكر المتخلف، جاء أولاً من ضعف الثقافة الكروية وثانياً من الفساد المعشش في ذهن الكثيرين سواء في الأندية أم بين الحكام أو القائمين على التحكيم.
وفكرة الدوري التصنيفي (بجزئيتها) التي انطلقت حملت موافقة المؤتمر العام للعبة، وكان هدفها تخفيض عدد الأندية، رغم أن بعض هذه الأندية وصلت إلى هذا الدوري بقرارات اتحادية.

رأي اتحاد اللعبة في هذا الدوري معروف، وهو يريد إصلاح ما أفسدته الدوريات السابقة بعدم اعتمادها الهبوط، فتنامى عدد الفرق حتى وصل إلى درجة الاستحالة، وفي أقل ما يمكن أن نقول: ليس من المنطق أن نطلق عليه لقب دوري الدرجة الأولى، لأنه لمّ كل الفرق من كل الدرجات من دون ميزان أو ضبط، على كل حال هذا ما كان، وأراد اتحاد كرة القدم أن يصحح المسيرة فأقام هذا الدوري على مرحلتين تحقيقاً للعدالة ولمبدأ تكافؤ الفرص، لكن البعض رأى في الدوري التصنيفي عدة سلبيات منها أن عدد المتأهلين أكثر من الهابطين، ما يفسد ذلك طبيعة المنافسة، وهذا ما حدث، فكانت المنافسة محدودة وعلى نطاق ضيق وكان من الممكن صعود أربعة فرق والهبوط لمثلها كما كان مقترح اتحاد اللعبة، لكن الأندية تبنت اقتراح مهند طه رئيس نادي النضال بأن يكون الصعود لخمسة والهبوط لثلاثة، والغريب أن صاحب المقترح انسحب من الدوري ثم عاد بفريقه (المهلهل)!

لا حاجة للإياب
بعض المختصين رأوا أن إياب الدوري التصنيفي لا طعم له من الأساس، وخصوصاً أنه أقيم في تجمعين، فالتجمع بالمعنى العام (منطقة محايدة) وإجراء التصنيف من مرحلة واحدة لا يضر، وهو يكلف الكثير من التكاليف والجهد الذي لا طائل منها، وعلى العكس فتح الإياب المجال للقيل والقال في الكثير من المباريات.
والدلائل التي استشهد بها هؤلاء الاختصاصيون، أن الإياب كان أضعف بكثير من الذهاب، فلم تحقق الفرق القوية المطلوب منها فتهاوت في الإياب كجبلة والمجد والفتوة كدليل على عدم احترامها للدوري أو أنها ملّت من مبارياته بعد أن ضمنت صعودها إلى الدوري الممتاز.
الإياب أيضاً كان فرصة لتبادل الهبات بين الفرق، حتى صارت أغلب المباريات مسرحاً لمفاجآت غير مسبوقة وغير متوقعة والكثير من الفرق التي فازت بمباريات الإياب خرجت غير مصدقة لذلك!

ترتيب جغرافي
البعض رأى أن الإياب كان فرصة لتوزيع الفرق المتأهلة إلى الدوري الممتاز جغرافياً، ليكون الدوري شاملاً لكل الفرق القوية وممثلاً لكل المحافظات العريقة بكرة القدم.
فانتهى المزاد على خمسة فرق من دمشق: الشرطة – الجيش – الوحدة- المحافظة – المجد، وثلاثة من اللاذقية: حطين – تشرين – جبلة، وفريقين من حلب: الاتحاد والحرية ومثلهما في حماة: الطليعة والنواعير، ومثلهما في حمص: الكرامة والوثبة.
والفتوة من دير الزور والجزيرة من الحسكة.
والمشكلة كانت بفريقي الجهاد والجزيرة اللذين انقلبا إلى ماردين في الإياب بعد أن كانا أكثر من متواضعين في الذهاب.
الجهاد لم يقو على المنافسة لأن المجموعة تضم الكبار، على حين كان طريق الجزيرة معبداً، فانسحب الكسوة من السباق أولاً، ثم انسحب الحرفيون، بعد خسارته ذهاباً وإياباً أمام الجزيرة بالنتيجة ذاتها صفر/3، فهل هاتان الخسارتان محض مصادفة، أم إنهما كانتا مرسومتين؟

نتائج غريبة
من النتائج التي اعتبرت مفاجآت في الإياب فوز حرفيي حلب على الفتوة 1/صفر والجزيرة على الطليعة 2/1 وتعادل الفتوة مع الجزيرة 2/2، وتعادل الوثبة مع الجزيرة 1/1 والحرفيون مع الطليعة صفر/صفر، ومن المفاجآت في المجموعة الأخرى تعادل النواعير مع حطين وفوز الجهاد على المجد والكسوة على جبلة 1/صفر وتعادل الجهاد مع حطين 3/3 والحرية مع النواعير 2/2 وفوز مصفاة بانياس على المجد 2/1 وتعادل الكسوة مع النواعير والجهاد مع جبلة 1/1.
والملاحظ في هذه المجموعة أن نتائج النواعير مع الجهاد سارت متشابهة خطوة بخطوة فحافظ النواعير على حالة التفوق التي حققها ذهاباً.

المتبرعون بالهبوط
قبل انطلاق الدوري كانت عدة فرق عديمة الحيلة والفاعلية مثل فريق النضال الذي أعلن مشاركته ليهبط إلى الدرجة الثانية وفريق مصفاة بانياس لعدم وجود فريق فاعل قادر على المنافسة وفرق الكسوة والساحل والحرفيين الصاعدة من الدرجة الثانية لعدم خبرتها وافتقادها إلى المكون الكروي فكان الهبوط قدرها، ومع انطلاق الدوري ظهر ضعف الجهاد والجزيرة والنواعير، فهبط الجهاد وكسب النواعير والجزيرة الرهان.
هذه الصورة أضعفت الدوري ومنافسته، فالمرشحون للهبوط كانوا كثراً، لذلك كانت نتائج المباريات اعتيادية، وبعضها تدريبياً، ولم يدخل العديد من الفرق أجواء المنافسة المحمومة لأنه لا حاجة لها بذلك، وزاد من ضعف المنافسة سوء الملاعب وسوء الأداء التحكيمي.
وهنا نوزع الصاعدين إلى الدرجة الممتازة إلى ثلاثة طوابق، فرق تمتلك القدرة على المنافسة وهي حطين وتشرين والحرية وفرق تمتلك القدرة على الثبات وهي جبلة والوثبة والمجد والطليعة وفرق ستعاني من شبح الهبوط وهي الفتوة والجزيرة والنواعير.

اتحاد الكرة يعلن انطلاق الدوري

أصدر اتحاد كرة القدم أمس جدول مباريات الدوري الممتاز موسم 2016/2017 الذي سينطلق يوم الثالث والعشرين من الشهر المقبل، وأسفرت قرعة مباريات الأسبوع الأول عن المواجهات التالية: المحافظة × المجد، تشرين × جبلة، الاتحاد × الفتوة، الطليعة × الوثبة، الكرامة × النواعير، الجيش × الحرية، حطين × الجزيرة، الشرطة × الوحدة.
المباريات تنطلق بتمام الساعة الثانية ظهراً ويتم دفع أجور الحكام والمراقبين من الأندية مباشرة قبل بدء المباراة كما يتم منحهم أذونات سفر بدل انتقال فقط من اللجنة التنفيذية، وتم خلال الاجتماع أمس تحديد ألوان قمصان الأندية الستة عشر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن