ترحيل دفعة من مسلحي خان الشيح.. وإمهال مسلحي التل حتى ظهر اليوم للامتثال لـ«التسوية»

تم أمس ترحيل دفعة من المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم مع أسرهم من بلدة ومخيم خان الشيح والقرى المحيطة بها بريف دمشق الغربي إلى إدلب، بموجب اتفاق التسوية الذي تم مع الجهات المختصة، على حين وافقت هذه الجهات على عودة العمل بالتهدئة في مدينة التل بريف دمشق الشمالي على أن يقدم المسلحون لوائح بأسماء المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم والمسلحين الراغبين بتسليم سلاحهم في موعد أقصاه الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم، وذلك بعد أن استهدف سلاح الجو مواقع المسلحين إثر خرق «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ولواء الغرباء» اتفاق التسوية التي تم التوصل إليه قبل أيام قليلة. ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن»، فإن الحافلات التي أقلت المسلحين وعائلاتهم تحركت مساء أمس من منطقة خان الشيح، موضحة أن من تم ترحيلهم أمس هم دفعة أولى من المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم وعائلاتهم في بلدة ومخيم خان الشيح، وآخرين وعائلاتهم من بلدات وقرى مجاورة. وبينما ذكرت المصادر أن الحافلات التي أقلت وستقل المسلحين ليست فقط «خضراء» تابعة لشركة النقل الداخلي وإنما هناك «بولمانات» تابعة لشركات نقل خاصة، تحدثت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن أن الحافلات التي وصلت إلى المنطقة بلغ عددها 42 حافلة.
وأشارت المصادر إلى أن عدد الأشخاص من عائلات المسلحين المقرر خروجهم من خان الشيح بلغ عددهم نحو 1400، بينما بلغ عدد المسلحين نحو 1450، إضافة لنحو 25 سيارة إسعاف تضم جرحى من المدنيين والمسلحين، لافتة إلى معلومات عن أن «القسم الأكبر سيغادر أمس (الإثنين) والقسم الآخر اليوم (الثلاثاء)».
وذكرت أن المسلحين قاموا «بتسليم المخطوفين لديهم وعددهم الكلي 28 مخطوفاً بينهم 11 عسكرياً وضابط واحد». وأشارت إلى أن المسلحين في خان الشيح «يبيعون مقتنياتهم المسروقة بأسعار زهيدة جداً تمهيداً لرحيلهم»،.
وأول من أمس قال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: إنه «سيتم نقل إرهابيي المقيلبية وزاكية والطيبة والمعلية (الأحد) إلى خان الشيح ليتم (الاثنين) ترحيلهم جميعاً من خان الشيح إلى إدلب». كما كان نشطاء قد أكدوا الخميس الماضي أن الميليشيات المسلحة في بلدة كناكر في ريف دمشق الجنوبي «سلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة قبل قليل وقاموا بتسوية أوضاعهم لدى الجهات المختصة».
ومع عودة سلطات الدولة إلى المناطق السابقة فإن المساحة الممتدة من دمشق وباتجاه مركز محافظة القنيطرة وهي مدينة البعث، باتت كلها تحت سيطرة الجيش العربي السوري وخالية من الميليشيات المسلحة باستثناء بعض القرى المحيطة ببيت جن على سفوح جبل الشيخ.
وفي مدينة التل بريف العاصمة الشمالي، عقدت الجهات المختصة ولجان المصالحة الخاصة بالمدينة اجتماعاً أمس انتهى وفق ما تحدث مصدر وثيق الاطلاع لـ»الوطن» إلى «الاتفاق على توقف الجيش العربي السوري عن استهداف المسلحين على أن يقدم هؤلاء لوائح بأسماء المسلحين ممن يريدون الخروج (من المنطقة) ولوائح بأسماء من يريدون تسليم سلاحهم في موعد أقصاه الحادية عشرة من صباح اليوم الثلاثاء». وأوضح المصدر، أن عدداً من المسلحين «ذهبوا إلى مدينة قدسيا بريف دمشق الغربي التي تم فيها مؤخراً اتفاق تسوية واستطلعوا الوضع هناك حالياً وكيف عاد الأمن والأمان إلى المدينة والأمور إلى طبيعتها وانبهروا بهذه المسألة»، موضحاً أنهم «كانوا موضوعين بصورة مخالفة للواقع، واكتشفوا أن الدولة صادقة بكل ما تتعهد به». وجاء الاجتماع بعد قيام مسلحين بعمليات تخريبية داخل مدينة التل في خرق لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه يوم الخميس الماضي، حيث قام الجيش العربي السوري باستهداف مواقعهم رداً على تلك العمليات.
وأوضح المصدر المطلع أن من قاموا بخرق التسوية هم مقاتلون تابعون لجبهة النصرة و«لواء الغرباء» الذي يستلهم نهج الإخوان المسلمين.
وفق صفحات على «فيسبوك» فقد سيطر الجيش العربي السوري خلال المعارك على شركة الكهرباء والمداجن والتلة ومحيط الفيلا الحمراء غرب التل.
وتضمن اتفاق التسوية الخاص بمدينة التل «خروج كل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم بسلاحهم الفردي إلى المناطق التي يرغبون بها وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لتتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في البقاء بالمدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين من نساء ورجال من منطقة التل». وتضمن الاتفاق أيضاً تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، مع تشكيل لجنة من 200 شخص من الأهالي ولجان المصالحة وممن تمت تسوية أوضاعهم، لتأمين حماية المدينة بإشراف الجهات المختصة». كما تضمن الاتفاق «فتح طريق دمشق التل وتسهيل دخول جميع المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة وكذلك فتح طريق منين التل».