سورية

لافروف ونظيره المصري يبحثان سبل تسوية الأزمة السورية … «جهود حثيثة» لكيري لإنقاذ «المعتدلة» في حلب

| وكالات

على حين أكدت روسيا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يبذل «جهوداً خارقة» من أجل تطبيع الوضع في سورية، حيث ترغب الإدارة الأميركية الحالية في عقد «صفقة حلب» قبل انتهاء ولايتها، وذلك خشية من أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بعقد اتفاق مع روسيا تتخلى بموجبه عن معارضة أوباما «المعتدلة». وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري سبل تسوية الأزمة في سورية.
وأكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أمس عدم وجود اتصالات مهمة تذكر حول سورية مع الإدارة الأميركية الحالية، لكنه أشار إلى أن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي مع نظيره الروسي سيرغى لافروف كانت غير مسبوقة من حيث كثافتها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن أوشاكوف قوله للصحفيين: «حتى الآن لا اتصالات خاصة ونحن ننتظر حتى تشغل الإدارة الجديدة محلها ويتضح لنا مع من نبدأ الحوار والعمل»، مضيفاً: إن «الواضح حتى الآن هو من سيكون المستشار لشؤون الأمن القومي لكن العدد الأكبر من فريق الرئيس الأميركي الجديد ما زالوا غير معروفين حيث يجري التطرق إلى عدد من المرشحين لمنصب وزير الخارجية.. لكن كما نعلم فإن دونالد ترامب لم يتخذ قراره النهائي بعد».
وقال أوشاكوف: «إذا كنتم تتحدثون عن الجهود التي يقوم بها كيري حالياً فإنه بالفعل يبذل جهوداً حثيثة يمكن وصفها بالخيالية نظراً لأنه لم تكن هناك اتصالات هاتفية بهذه الكثافة، ولم تصل قط إلى هذا المستوى في السابق، التي يناقش خلالها موضوع واحد هو سورية». وشدد على أن نتائج الحرب الحالية على الإرهاب في الشرق الأوسط، «ستحدد النظام العالمي المستقبلي».
وتابع: «لا أفكر أن أحداً يمكن أن يشكك في أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون له نفوذ ليس على دول المنطقة، بل على العالم برمته. وفي هذه المنطقة بالذات، تحسم حالياً نتيجة الحرب على الخطر الإرهابي الذي يهدد الدول كلها.. ويتعلق الأمن العالمي بقدرة المجتمع الدولي على تضافر الجهود لمحاربة هذا الخطر».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية كشفت في مقال نشر الأحد عن انخراط وزير الخارجية الأميركي في سباق محموم يحاول من خلاله عقد اتفاق مع روسيا قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مدفوعاً بخوفه من قيام الرئيس الأميركي الجديد بعقد اتفاق مختلف مع موسكو تتخلى واشنطن بموجبه عن الإرهابيين الذين تعتبرهم إدارة باراك أوباما «معارضة معتدلة».
وحسب «واشنطن بوست» تركز إستراتيجية كيري على حلب وحدها، وهو يدعو أيضاً إلى توسيع نطاق المفاوضات لتشمل السعودية وقطر وتركيا، و«أحياناً» إيران. وحسب تصور كيري، يجب أن تتضمن صفقة موافقة «المعارضة السورية» التنصل من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وخروج مسلحي «فتح الشام» من شرق حلب، مقابل إنهاء محاصرة الأحياء الشرقية للمدينة.
وذكرت الصحيفة، أن دبلوماسيين أميركيين وروساً عقدوا عدة لقاءات في جنيف لبحث الصفقة المقترحة. وأعادت إلى الأذهان أن كيري يجري اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين في الأسبوع، وعقد الاثنان لقاء في وقت سابق من الشهر الجاري في عاصمة بيرو ليما. كما اجتمع كيري مع حلفائه في أبو ظبي لبحث الخطة.
لكن هناك عوائق كثيرة على الطريق إلى مثل هذه الصفقة، إذ تعجز الولايات المتحدة وروسيا عن التوافق حول عدد مسلحي «فتح الشام» في حلب، وسبل إدارة أحياء المدينة الشرقية في حال إحلال وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما: إن روسيا تحاول «كسب الوقت» لكي تحقق أهدافها بالطرق العسكرية، أو ربما تنتظر وصول فريق ترامب إلى السلطة باعتبار أنه سيقترح شروطاً أفضل للصفقة.
وعلقت الولايات المتحدة في الثالث من الشهر الماضي تعاونها مع روسيا بشأن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية بزعم عدم إيفاء موسكو بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
وردت حينها، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالتأكيد أن «الولايات المتحدة تحاول تحميل روسيا المسؤولية لأنها وبكل بساطة لم تف بالشرط الأساسي الوارد في الاتفاق وهو تحسين الشروط الإنسانية حول حلب وبعد أن فشلت واشنطن في التقيد بالاتفاقات التي قامت بنفسها بالتفاوض حولها ها هي تحاول إلقاء تبعة الإخفاق على غيرها».
وتابعت زاخاروفا: إن «إجراءات واشنطن سمحت للمسلحين في سورية بإعادة ترتيب صفوفهم»، معربة عن أسف موسكو للقرار الأميركي وقف عمل مجموعات الخبراء في جنيف وسحب الخبراء الذين أرسلوا للعمل في مركز التنسيق المشترك مع روسيا والاكتفاء فقط بمجال منع الصدام عبر قنوات الاتصال العسكرية لتجنب وقوع حوادث في أجواء سورية.
في الأثناء، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري في اتصال هاتفي جرى بينهما أمس سبل تسوية الأزمة في سورية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: إن «لافروف وشكري تبادلا خلال الاتصال وجهات النظر حول الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع التركيز على قضايا تسوية الأزمة في سورية بما في ذلك ضرورة تسوية الوضع الإنساني مع الأخذ بالحسبان الدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس الأمن الدولي في المرحلة الراهنة». وكان لافروف وشكري بحثا في اتصال هاتفي في الثامن من الشهر الجاري الوضع في سورية ومسائل حل الأزمة فيها بما في ذلك مسائل التعاون بين موسكو والقاهرة في مجلس الأمن الدولي وتم التطرق أيضاً إلى الخطوات العملية المطلوبة في التعاون الروسي المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن