رياضة

الدوري التصنيفي ورحلة المدربين … تغييرات نادرة والمدربون قدموا ما عليهم وزيادة

| نورس النجار

حكاية مدربي الدوري التصنيفي نفتتحها اليوم، ومن الملاحظ أن أعظم الفرق حافظت على مدربيها والأمر يبدو طبيعياً لأن جميع الأندية تعرف إمكانات فرقها واستعدادها، الأمر الذي خفض من سوق المدربين وانتقالهم خلال الدوري التصنيفي، والواقع فرض نفسه، فجميع الفرق كانت بمستوى فني متواضع والسبب لنوعية اللاعبين، وللإمكانات المادية للأندية التي جعلتها تأتي بمن حضر من اللاعبين وتعتمد على مدربين من أبناء النادي اختصاراً للمصاريف.
تغييرات قليلة حدثت في فرق الحرفيين والساحل ومصفاة بانياس لكن هذه التغييرات لم يكن لها أي تأثير على نتائج الفرق أو تحسين وضعها، وربما يكون هذا الموسم الذي لم يكن المدربون فيه شماعة الفرق في الخسارة أو الخروج من إطار المنافسة.

المدربون
من أهم المفارقات في الدوري هو فريق تشرين الذي تصدر مجموعته الثانية بـ28 نقطة من دون أي خسارة وسجل 25 هدفاً في 14 مباراة ودخل مرماه 6 أهداف، لكن الإدارة أقالت مدرب الفريق هشام الشربيني بعد نهاية مباريات الدوري التصنيفي ووجدت ضالتها في بشار سرور، ولا نعلم ما السبب في ذلك، وربما العلاقة بين إدارة النادي والشربيني لم تكن ودية حتى اتخذت إدارة النادي هذا القرار، ونعلم أن سوء النتائج هو الذي أدى لإقالة المدرب، وليس تحقيق الصدارة بجدارة؟
فريق النضال هبط لدوري المظاليم في مفارقة كان بها طموح الفريق الهبوط، ولاسيما أنه لا يملك الإمكانات المادية التي تساعد على المنافسة على إحدى بطاقات التأهل إلى دوري الدرجة الممتازة، وخسر مبارياته بنتائج كبيرة، درّب الفريق حسام كيلاني مدرب الشباب حيث كان الفريق خليطاً من الشباب والناشئين والكيلاني لديه المعرفة الكاملة بلاعبي الفريق، ولغياب طموح المنافسة فالنتائج لم تكن مهمة للفريق لأنه شارك لمجرد المشاركة.
حرفيو حلب بدأ الدوري بجمال هدلة وفي الإياب تمت الاستعانة بإياد عبد الكريم لينقذ الفريق ويساعد على وصوله إلى الدوري الممتاز، لكن عبد الكريم لم يقدم أي إضافة للفريق ولم يساعده على النجاة، فالفاصل كان مباراة الفريق مع الجزيرة التي خسرها الحرفيون بقيادة عبد الكريم صفر/3، وهي النتيجة نفسها التي خسرها الفريق مع الجزيرة ذهاباً، الجزيرة بنهاية الذهاب تفوق على الحرفيين بنقطة، وهي بفوزه عليه ذهاباً، وهذا ما حدث كذلك في مرحلة الإياب، ومن هنا نجد أن نتائج الفريق خلال المباريات لم يكن فيها أي تأثير على ترتيب الفريقين فالحرفيون كان متقدماً على الجزيرة، ومباراة الفصل بين الفريقين كانت لمصلحة الجزيرة فتأهل وهبط الحرفيون لدوري المظاليم.
مصفاة بانياس قاد الفريق خلال مباريات الدوري التصنيفي ثلاثة مدربين رافع خليل ونادر علي وعلي بركات، وعلى الرغم من ذلك فلم يغير هذا من الأمر شيئاً فالفريق استمر بخسارته للمباريات ولم يحقق إلا فوزاً وحيداً كان على المجد في المباراة قبل الأخيرة من الدوري التصنيفي، وبالواقع تعديل المدربين وتغييرهم لم يغيّر شيئاً في فريق لا يملك شيئاً، وقد غادرته المجموعة التي أوصلته إلى المنافسة على اللقب في المواسم السابقة، ولا يمكن تحميل المدربين المسؤولية لأن إمكانيات الفريق ضعيفة.
في فريق المجد فراس معسعس واستلم دفة الفريق خلال مباريات الدوري التصنيفي جميعها، المجد ارتقى بالمستوى فاستطاع الفوز على حطين متصدر المجموعة، وبالوقت نفسه انحدر فخسر أمام مصفاة بانياس، والإدارة قالت: إن أسباب النتائج المتردية كانت لسوء التحكيم بشكل كبير ولأرضية الملاعب السيئة وخصوصاً المباريات في اللاذقية، إضافة إلى ضغط مباريات الدوري ووجود إصابات دائمة بصفوف الفريق، وإلى أن اللاعبين لم يقدموا ما عليهم ومستواهم كان هابطاً بكل حال، وعلى الرغم من ذلك فلا نجد أن هناك مبررات لنتائج المجد بالدوري.. جبلة بقيادة مناف رمضان في تجربته الأولى بالتدريب استطاع أن يحقق شيئاً كبيراً ويصل للدوري الممتاز ويكون متصدراً للمجموعة في أغلب مراحلها وخسارته بالجولة الأخيرة أمام حطين سحبت الصدارة منه، تم التصويت لمناف رمضان بمواقع التواصل الاجتماعي على أنه أفضل مدربي الدوري التصنيفي واستحق ذلك من خلال تجربته التدريبية الأولى ومن خلال عمله بأقصر مجهود ليصل إلى الدوري الممتاز.
في الجهاد كان المدرب بيرج سركسيان الذي عمل واجتهد لكنه لم يأخذ نصيبه من الاجتهاد، ولاسيما أنه في مرحلة الذهاب أضاع الكثير وفي مرحلة الإياب وقع بفخ التعادلات الكثيرة، حقق ثلاثة انتصارات وكان رقمه جيداً بالإياب لكن ذلك لم يكن كافياً ليحجز الفريق مقعده بين المتأهلين.
فريق الساحل اعتمد على ثلاثة مدربين ممدوح علي وياسر ناصيف ورافع خليل، والمدربون جميعهم لم يقدموا شيئاً للفريق، لأن الفريق بالأصل ليس لديه ما يقدمه، والتغييرات لم يكن لها أي داع فإمكانات الفريق واضحة للجميع، فهو لم يحقق أكثر من ثلاثة نقاط من ثلاثة تعادلات.
الكسوة بقيادة عبد اللـه الدروبي كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الدوري الممتاز لكن قلة الخبرة وقفت عائقاً أمام تقدم الفريق ووصوله للدوري الممتاز، خسر الفريق نقاطاً يجب ألا يخسرها وكانت الآمال معقودة عليه، فله حدود لم يستطع تجاوزها فكان خارج السباق، إدارة النادي تعي تماماً إمكانات الفريق وكانت تتمنى تحقيق مفاجأة فحافظت على المدرب من دون أي تغيير.
قاد فريق الوثبة حسان إبراهيم واستطاع مع فريقه الوصول إلى الدوري الممتاز وكان ثاني المجموعة، الإبراهيم عمل بشكل صحيح وهو قريب من اللاعبين لأنه كان خلال فترة من الفترات معهم ضمن الفريق، فعرف كيف يقوده، وهو على علم بإمكانيات لاعبيه فاستحق الثناء والوصول إلى الدوري الممتاز.
في الجزيرة لوسيان داوي استطاع حسم النزاع من خلال فوزه على الحرفيين مرتين 3/صفر وكانت المباراة الفصل والنقاط المضاعفة، الجزيرة ليس بالإمكان أفضل مما كان، فالظروف المادية معروفة والإمكانات واضحة والوصول إلى الدوري الممتاز كان إنجازاً، ومهما تغير الكادر الفني فالفريق قدّم ما عليه في ظل إمكاناته.
في حطين كان عمار ياسين ونال مع الفريق صدارة المجموعة وتأهل للدوري الممتاز وهذه تجربته التدريبية الأولى مع أحمد هواش مدير الفريق.
في النواعير خالد حوايني استطاع الوصول مع الفريق إلى الدوري الممتاز وحقق معه عشرة تعادلات وهذا أمر طبيعي، ففريق النواعير هو فريق التعادلات وهذا الصيت أصبح ملازمه منذ موسمين تقريباً وحقق أهدافه بهذه الطريقة. في الطليعة مصطفى رجب وقد حقق نتائج إيجابية مع الفريق وضمن مقعده في الدوري الممتاز قبل نهاية مباريات الدوري التصنيفي.
في الحرية مصطفى حمصي وحصد مع فريق الحرية 22 نقطة وكان ثالث الترتيب وتأهل للدوري الممتاز، بداية المسيرة كانت شاقة بخسارة قاسية لكن سرعان ما عاد الفريق إلى وضعه الطبيعي واستطاع تحقيق المركز الثالث والوصول للدوري الممتاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن