عدوى الفيول تصيب «الغاز».. والأزمة على الأبواب!! … الكهرباء والمازوت يتسببان بالطلب المتزايد على الغاز
| فادي بك الشريف
يبدو أن دمشق مقبلة على أزمة غاز جديدة ككل عام في حال لم تتدخل الجهات المعنية بشكل فعلي حقيقي يضع حداً لوضع المادة، فالمعطيات تشير إلى وجود نقص في المادة منذ الخميس الماضي في عدد من الأحياء بدمشق وريف دمشق في الوقت الذي يسعى فيه البعض لخلق أزمة فعلية على صعيد الحصول على المادة مع تأكيد الكثير من المواطنين عدم قدرتهم على تأمين المادة. هذا الأمر يتطلب من المعنيين زيادة كميات المادة المطروحة في الأسواق مع تعزيز وتشديد الرقابة بشكل كبير على عمليات التوزيع في الأحياء وعدم حصول أي حالات اختناق يريدها بعض المستفيدين من نقص المادة، إضافة لمنع أي حالات احتكار للغاز رغم الدور والجهود التي تقوم بها وزارة النفط والثروة المعدنية ممثلة بشركة محروقات بزيادة إنتاج المادة لتلبية الاحتياجات المتزايدة على شراء الغاز عبر رفع الكميات المنتجة لما يفوق 40 ألف أسطوانة يومياً والتنسيق بين مختلف الجهات لقطع الطريق أمام حدوث أي مشكلات أو أي نقص يتسبب بخلق حالات تلاعب واستغلال وجشع من الكثيرين.
هذا واشتكى عدد من المواطنين لـ«الوطن» ومن نقص فعلي للمادة في عدد من المناطق، مطالبين بضرورة زيادة الكميات في الأحياء مع تخوفهم من الأحاديث والأقاويل التي تبوح بوجود اختناقات وقلة في إنتاج مادة الغاز.
وفي هذا السياق أكدت مصادر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لـ«الوطن» أنه تم التوجيه إلى مديريات التموين بمتابعة الموضوع ومراقبة عملية توزيع المادة وتأمينها بالأسعار الرسمية، نافية أي دراسة أو مقترح ما تم لرفع سعر المادة، حيث إن السعر ثابت وتباع الأسطوانة بـ2650 ل.س مشيرة إلى وجود سيارات جوالة تابعة لجمعية معتمدي الغاز تقوم بتوزيع المادة في الأحياء. وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير تموين دمشق عدي الشبلي أنه تم توجيه عناصر التموين بالحضور في أماكن التوزيع وتلقي ومعالجة أي شكاوى من المواطنين تصل المديرية على الرقم 119، مع متابعة الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال وردت أي معلومات تتحدث عن زيادة في الأسعار أو التلاعب وتشديد الرقابة على توزيع المادة إضافة إلى عمل التموين في الرقابة على الأسواق. وعن واقع الكميات حالياً والإنتاج بينت مصادر شركة محروقات لـ«الوطن» أنه تم رفع وزيادة الإنتاج حالياً ليصل إلى 43 ألف أسطوانة يومياً بدمشق وريفها عبر مراكز جمرايا والقطيفة، ويأتي ذلك بعد زيادة الطلب على المادة مع فصل الشتاء الذي يزداد فيه الطلب على مادة الغاز في ظل انقطاع الكهرباء والتقنين المتزايد وارتفاع سعر المازوت، الأمر الذي يلجأ فيه المواطنون إلى الاعتماد على الغاز لغايات التدفئة، مؤكدة أن محروقات تتعامل مع الأمر بشكل دقيق وعلى مدار الساعة وذلك بزيادة الكميات المنتجة، على حين لا يوجد أي نقص في المادة على الإطلاق وإنما زيادة في الطلب. وعن دور جمعية معتمدي الغاز، أكد رئيس الجمعية محمد سليم كلش لـ«الوطن» أنه يتم حالياً توزيع نحو 3 آلاف أسطوانة غاز في أحياء دمشق يومياً وذلك عبر سيارات جوالة إضافة إلى عمل المعتمدين، ذاكراً أنه تم أمس توزيع المادة في ركن الدين وشيخ محي الدين والمزرعة مع استمرار التوزيع اليوم في مشروع دمر ودمر البلد وحي الورود، وغداً في مساكن برزة ومن ثم المزة وعدد من المناطق ضمن توزيع أسبوعي للمادة. وطلبت جمعية معتمدي الغاز رفع الإنتاج بشكل أكبر ليغطي الطلب الزائد، لافتة إلى أن عدداً من المعتمدين لا يحصلون على المادة، وأن العدد الإجمالي للمعتمدين الفاعلين بدمشق يصل لـ200 معتمد ولا بد من متابعة الأمر بشكل كبير.