عربي ودولي

التحالف الدولي يؤكد أن المعركة «صعبة للغاية» … «كارثة إنسانية» أمام نصف مليون عراقي بسبب نقص المياه في الموصل

بينما يعاني قرابة نصف مليون من أهالي مدينة الموصل شمال العراق من نقص في مياه الشرب يخشى أن يخلف «عواقب كارثية»، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي دخلت مرحلة «صعبة للغاية» في الأسابيع القليلة الماضية.
واستعادت القوات العراقية سريعا بلدات وقرى خارج الموصل عندما بدأت الحملة العسكرية الشهر الماضي، لكنها انخرطت في حرب عصابات شرسة مع مسلحي التنظيم منذ دخولها المدينة من ناحية الشرق.
وقال المتحدث باسم التحالف جون دوريان لـ«رويترز»: «حالياً الوضع صعب للغاية، داعش موجود في المدينة منذ عامين أتيح له كثير من الوقت خلالهما لبناء دفاعات قوية جداً وتخزين الأسلحة والموارد التي تستخدم الآن لإعاقة التقدم».
وتحقق قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية تقدماً تدريجياً في شرق الموصل في مواجهة استخدام التنظيم للانتحاريين والقناصة للدفاع عن معقله في العراق، بينما تواجه القوات المتمركزة إلى الشمال والجنوب من المدينة صعوبة للتقدم إلى داخلها.
وقال دوريان: إنه «عندما تتجمع هذه القوات الإضافية في المدينة فسيؤدي هذا إلى تفكيك دفاعات داعش، ولن يكونوا قادرين على التركيز بالمستوى ذاته الذي يحاربون به حالياً في المناطق الشرقية»، وأضاف: إن «قوات الأمن العراقية ستطور قوة دافعة أعلى، ووتيرة وإيقاعاً أسرع في تحرير المدينة».
هذا ووزعت الحكومة العراقية مساعدات غذائية في حي الشقق الخضراء في الموصل الذي طردت منه داعش قبل أيام، ووقف العشرات في طوابير للحصول على حصص حرموا منها طويلا.
وقال معاون رئيس غرفة عمليات إغاثة وإيواء النازحين في إقليم كردستان علي عباس لوكالة «فرانس برس»: «نوزع اليوم على ألفي عائلة مواد غذائية تتضمن 30 كيلوغراما من المواد الأساسية، يفترض أن تكفيهم لـ15 يوماً».
وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أنها تمكنت من إيصال المواد الغذائية إلى نحو 37 ألف شخص في أقصى الحدود الشرقية من المدينة. ويعاني قرابة نصف مليون من أهالي مدينة الموصل شمال العراق من نقص في مياه الشرب يخشى أن يخلف «عواقب كارثية»، حسبما ذكرت ليز غراند منسقة العمليات الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة في العراق لوكالة «فرانس برس».
وقالت غراند: إن «ما يقرب من نصف مليون من المدنيين، الذين يعانون من مشكلة الحصول على الطعام يومياً هم الآن محرومون من المياه الصالحة للشرب» وهذا النقص «ستكون له عواقب كارثية على الأطفال والنساء والعائلات» الموجودة في المدينة.
وأدت الاشتباكات التي تشهدها الموصل، ثاني مدن العراق، إلى تعرض شبكة نقل المياه الصالحة للشرب إلى أضرار.
ويعاني أهالي الأحياء الشرقية التي استعادت قوات مكافحة الإرهاب عدداً منها، من نقص المياه النظيفة منذ عدة أيام.
ميدانياً استعادت القوات العراقية السيطرة على قريتي البوثة الشرقية والصالحية جنوب غرب الموصل من تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة أنباء الإعلام العراقي عن قوات الحشد الشعبي قولها في بيان: إن «قوات الحشد استعادت فجر اليوم (الأربعاء) السيطرة على قرية البوثة الشرقية جنوب الموصل وتم تطهيرها بشكل كامل وقرية الصالحية جنوب غرب الموصل».
وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة على قريتي شيال العبلي وشيال الإمام في الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين من تنظيم داعش.
من جهتها أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن غارة جوية استهدفت مسلحي داعش أصابت عيادة طبية إلى الجنوب من الموصل في 18 تشرين الأول 2016.
وذكرت المنظمة نقلاً عن شاهد عيان أن الغارة أسفرت عن تدمير نصف العيادة ومقتل 8 مدنيين وإصابة شخصين آخرين على الأقل، إضافة إلى مقتل مسلحين لداعش «ووزير نقل» التنظيم. وأفاد عامل في الرعاية الصحية بأن مسلحي داعش استولوا عنوة على مكتب في العيادة وعقدوا اجتماعات منتظمة فيه، ما عرض المدنيين لخطر الهجمات.
ونقلت «هيومن رايتس ووتش» عن لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة قولها: إن «تمركز مقاتلي داعش بهذا الشكل المخزي، داخل منشأة صحية تستحق الحماية جنوب الموصل، عرض المدنيين ومنهم المرضى للخطر، ويجب أن تكف هذه الممارسات فورا. على القوات التي تهاجم داعش اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين، بما يشمل الذين قد تكون عرضتهم قوات داعش للخطر».
وطالبت «هيومن رايتس ووتش» قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات العراقية» إجراء تحقيق محايد ومستفيض وشفاف في الواقعة لتحديد الطرف المسؤول عنها ومعرفة أن كانت قانونية، ولتعويض الضحايا أن لم تكن قانونية».
بدورها أعلنت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، عن مقتل 49 مسلحاً من تنظيم داعش في غارات للطائرات العراقية استهدفت مواقعهم في مدينة الموصل.
وذكر بيان صادر عن قيادة العمليات «بناء على معلومات جهاز المخابرات الوطني العراقي وجهت طائرات (إف 16) العراقية ضربة جوية أدت إلى تدمير موقع لداعش ومقتل 11 قيادياً و18 مسلحاً في الموصل».
كما أضاف البيان: إن عناصر في القوة الجوية العراقية وجهوا ضربة جوية أخرى دمروا فيها أحد مراكز القيادة والسيطرة لمسلحي داعش في الجانب الأيسر للموصل، وأدت أيضاً إلى مقتل 7 خبراء أجانب في مجال التفخيخ وتدمير 6 طائرات مسيرة مفخخة ومقتل 13 مسلحاً كانوا في الموقع.
إلى ذلك أوضح قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، أن القوات العراقية واصلت التقدم داخل الأحياء الشرقية لمدينة الموصل واستعادت بالكامل حيي الزهور والبكر، كما تمكنت القوات المتمركزة في المحور الغربي من تحرير قرية البوتة والصالحية غرب الخط الإستراتيجي، على حين استمرت بتطهير المناطق المحررة وتحصين وتأمين الطرق.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن