سورية

قيادي فلسطيني: يمكن تسوية أوضاع الدواعش المحليين إذا فكوا الارتباط بالتنظيم .. خان الشيح بلا مسلحين.. وتلميح إلى عملية عسكرية بجنوب دمشق إذا لم ينصع مسلحوها للتسوية

ألمح مصدر قيادي فلسطيني إلى أن الفصائل الفلسطينية والجيش العربي العربي وقوات الدفاع الوطني ستقوم بعملية عسكرية لم يتم تحديد موعد بدءها بعد ضد تنظمي داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) في مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن في جنوب دمشق إذا لم ينصاعوا إلى تنفيذ اتفاق التسوية الذي أبرم نهاية العام الماضي، معرباً عن اعتقاده بأن الدولة ستقبل بتسوية أوضاع الدواعش المتواجدين في المنطقة إذا كانوا محليين وفكوا ارتباطهم بالتنظيم.
وخرجت، مساء أمس، الدفعة الثانية والأخيرة من المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم من بلدة خان الشيح في غوطة دمشق الغربية إضافة إلى عوائلهم، باتجاه محافظة إدلب. وفي تصريح لـ«الوطن» قال القيادي: «هم انذروا منذ فترة بالانصياع للاتفاق الذي جرى قبل أشهر، وهناك ضغوطات حقيقية عليهم، والدولة لن تسمح باستمرار الوضع كما هو الآن، وبالفعل إذا لم ينصاعوا فستضطر الفصائل بدعم من الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني من أجل الضغط عليهم لتنفيذ الاتفاق، لكن لا يوجد موعد محدد لبدء عملية عسكرية».
ويسيطر تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والذي يتخذ من مدينة الحجر الأسود بريف دمشق الجنوبي مقرا له على نحو 70 بالمئة من المخيم بعد أن حشر «فتح الشام» المدرجة أيضاً على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وذلك في منطقة ساحة الريجة، على حين تسيطر فصائل فلسطينية وقوات الدفاع الوطني على المساحة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي.
وفي 17 الشهر الماضي، تحدثت صفحة «شبكة المخيمات الفلسطينية- شامخ» عن أن «مصادر مقربة للنظام تحدثت عن مهلة مدتها 20 يوماً أعطيت للمسلحين في مخيم اليرموك وحي التضامن جنوبي العاصمة دمشق لتسليم المخيم والتضامن من دون قتال». وحذرت المصادر حسب الصفحة «من عمل عسكري لقوات النظام في المخيم والتضامن بحال عدم الانصياع للمهلة».
وقبل ذلك تحدثت «شبكة شام نيوز» عن مهلة مدتها شهر كامل ليقوم المسلحون في اليرموك بتسليمه من دون معارك، أو اللجوء لحملة عسكرية عليهم. وبينت الشبكة أن المهلة بدأت في الـ13 من شهر تشرين الثاني.
وقال القيادي الفلسطيني: «يفترض خلال الأسابيع القادمة أن تنتهي فترة الإنذار الموجه لهم وبالتالي مطلوب منهم تنفيذ الاتفاق»، لافتاً إلى أن «هناك تفاعلات في الداخل فيما بينهم تتمثل بخلافات داخلية سواء في صفوف داعش أو «النصرة»، فقسم منهم يريد الانصياع وتسوية الأوضاع والخروج وقسم آخر ما زال يحرض على البقاء وعدم تنفيذ الاتفاق».
وأوضح القيادي، أن القصف الذي استهدف مواقع «النصرة» وداعش في اليرموك خلال اليومين الماضيين جاء في إطار «الضغط عليهم من أجل تنفيذ الاتفاق».
وتوصلت أواخر العام الماضي الجهات المعنية في الدولة وقيادات داعش في المنطقة الجنوبية من دمشق إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة يقضي بخروج التنظيم من مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى معقله الرئيس في مدينة الرقة شمالي البلاد.
لكن ميليشيا «جيش الإسلام» عرقلت عملية إخراج مقاتلي «داعش» وعائلاتهم من دمشق باتجاه الرقة بعد مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش في غارة على الغوطة الشرقية. وحينها رفضت الميليشيا مرور قوافل مقاتلي داعش وعائلاتهم من منطقة بئر القصب التي تسيطر عليها وذلك في رد على مقتل علوش.
ولكن مع بداية العام الماضي، تحدثت تقارير صحفية عن خروج القيادات الأجنبية في تنظيم داعش من جنوب دمشق إلى الرقة.
وفي اليومين الماضين تداولت صفحات على موقع «فيسبوك» أنباء عن أن «أبو هشام الخابوري» أمير تنظيم داعش في المنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق ينوي إعلان فك ارتباطه بالتنظيم هو وعدد من القادة فيه وتغيير اسم التنظيم في المنطقة الجنوبية، وذلك بعد خروج عدد من أمراء وعناصر من التنظيم بشكل متواصل من الحجر الأسود إلى الرقة شمال سورية، وفي آخر خروج كان «أبو مريم» الأمير الشرعي لداعش برفقة أربعة من عناصره.
وقال القيادي الفلسطيني في رده على سؤال: إن كان ذلك يأتي آملاً من التنظيم بتسوية أوضاع مسلحيه وإن كانت الدولة ستقبل بذلك: «لا أستطيع أن اجزم، ولكن بحسب تقديري إذا فكوا ارتباطهم بداعش وأوقفوا اتصالاتهم مع التنظيم وكان هؤلاء من أبناء الحجر الأسود والمنطقة فهناك مرونة للتعاطي معهم وتسوية أوضاعهم».
وإن كان يمكن لهؤلاء أن يشاركوا في حفظ الأمن في المنطقة الجنوبية بعد تسوية أوضاعهم، قال القيادي الفلسطيني: «بالنسبة لليرموك لا يمكن أن يشارك أي مسلح في أي تدريبات لما بعد الانسحاب وتسوية الأوضاع سواء من داعش أو النصرة وسواء فلسطينيون أو سوريون».
وأضاف: «الفصائل الفلسطينية هي المسؤولة عن ذلك وهذا تم الاتفاق عليه مع الجهات المعنية للدولة».
وتابع: «بالنسبة لليرموك لا مجال لمشاركة أي مجموعة أو أي عنصر من العناصر المسلحة الذين دخلوا المخيم حتى لو تمت تسوية أوضاعهم».
من جهة ثانية، باتت أمس منطقة خان الشيح بريف دمشق الغربي خالية من السلاح والمسلحين بعد خروج الدفعة الثانية والأخيرة من مسلحي المنطقة غير الراغبين بتسوية أوضاعهم، إضافة إلى عوائلهم، باتجاه محافظة إدلب، وذلك بحسب ما تم الاتفاق عليه بين الجهات المختصة والمسلحين خلال الأيام الماضية.
وبدأ تنفيذ اتفاق التسوية في خان الشيح الإثنين بخروج حافلات تقل مسلحين وعوائلهم باتجاه إدلب، وأوضحت مصادر مطلعة حينها لـ«الوطن» أن عدد الخارجين بالمجمل بلغ 1450 رجلاً و589 امرأة و900 طفل، إضافة إلى 25 سيارة إسعاف تقل جرحى المسلحين، ليسوا جميعاً من خان الشيح وحدها بل من قرى وبلدات المقيلبية وزاكية والطيبة والمعلية الذين تم إحضارهم الإثنين إلى خان الشيح قبل ترحيلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن