سورية

اقتحم السكري والعامرية وكرم الطراب وانهيارات المسلحين تتوالى … الجيش يفتح بوابة أحياء جنوب شرق حلب من الشيخ سعيد

| حلب – الوطن

سيطر الجيش العربي السوري على حي الشيخ سعيد وفتح معه بوابة الأحياء الجنوبية من الشطر الشرقي لحلب والتي ستؤدي إلى تساقط أحياء سيطرة المسلحين تباعاً، تماماً كما فعل إبان السيطرة على مساكن هنانو بوابة الأحياء الشمالية والتي أسقطت معها 15 حياً تعادل نصف مساحة شرق المدينة.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وحلفاءه خاض اشتباكات عنيفة طوال يوم أمس مع المسلحين على تخوم الشيخ سعيد تكللت بسيطرته على أهم معقل لـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والتي تتقدم المسلحين على خطوط القتال الأولى وتعتبر الحي أهم معقل لها في الأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة لأنه يشكل خط الدفاع الأول عنها بتحصيناته المنيعة وعدد مقاتليه الأكبر بين الأحياء والذين قتل وجرح منهم المئات واضطر البقية للانسحاب نحو حيي السكري والصالحين المجاورين له.
وبين المصدر، أن حي الشيخ سعيد فتح الباب بمصراعيه للجيش للتقدم نحو أحياء مجاورة أهمها السكري ذو المساحة الواسعة وأهم معاقل المسلحين حيث يخوض الجيش حتى تحرير الخبر مساء أمس اشتباكات عنيفة مع مسلحي ميليشيا «تجمع فاستقم كما أمرت» و«كتائب أبو عمارة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» حقق خلالها تقدماً في نقاط بمحيط الحي الذي تؤدي السيطرة عليه إلى منطقة جسر الحج فحديقة بستان الزهرة التي يشرف الجيش عليها من طرف حي المشارقة. وفي حال سيطرة الجيش على هذا الممر فإنه يعزل بمربع أمني أحياء الزبدية والمشهد والعامرية والجزء الذي يسيطر عليه المسلحون في سيف الدولة وصلاح الدين.
بالتزامن يخوض الجيش اشتباكات عنيفة في حي العامرية مركز ثقل ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» جنوب المدينة على تخوم منطقة الراموسة وعلى مقربة من مستديرتها الإستراتيجية عند مدخل طريق خناصر، الذي يصل حلب بحماة، من طرف المدينة. وعلمت «الوطن» أن الجيش حقق خروقات مهمة داخل حي العامرية، الذي يتقاسم السيطرة عليه مع المسلحين، بالهيمنة على بعض النقاط بعدما استقدم تعزيزات جديدة إليه.
وتوقع المصدر الميداني أن يسيطر الجيش على العامرية في وقت قصير، وإذا ما أفلح في ذلك فإن حي تل الزرازير المجاور يصبح ساقطاً نارياً ويمهد لسقوط السكري بأكمله في قبضة الجيش لإشرافه عليه من تل مرتفع وليهيمن الجيش على مساحات واسعة من أحياء جنوب شرق المدينة ويؤمن طريق عام مطار حلب من الراموسة إلى الشيخ سعيد فالمطار بالكامل ويمهد لإعادة إقلاع ملاحته من جديد.
ولذلك، سارع الجيش إلى فتح جبهة حي كرم الطراب شرق المدينة وإلى الغرب من مطاري النيرب العسكري وحلب الدولية بغية تأمين هامش حماية أوسع لهما وحقق أمس تقدماً في أطرافه بالسيطرة على 4 معامل وكتل بناء داخله في حين تستمر الاشتباكات لاستعادة الحي الذي يقود إلى حيي كرم ميسر وكرم القاطرجي الذي يقع على خط تماس المدينة القديمة ولا يفصله عن قلعتها التاريخية التي يتربع الجيش فوقها سوى مئات الأمتار، الأمر الذي يؤدي إلى تقسيم المدينة القديمة إلى مربعين يسهل التعامل مع المسلحين فيهما عسكرياً.
في غضون ذلك، يستمر ضغط الجيش عسكرياً على أحياء الحلوانية وطريق الباب والشعار على الأطراف الشمالية للقسم الجنوبي الشرقي من المدينة في ظل تخبط المسلحين وانهيار معنوياتهم والتي ستتسبب في تخلخل خطوط دفاعهم الأولى عن الأحياء وانهيارها مع الأحياء داخلها أمام إصرار الجيش العربي السوري العازم على إنهاء الوجود المسلح في الأحياء الشرقية كاملة.
ويستمر خروج سكان الأحياء الشرقية من المدينة بكثافة لليوم الرابع على التوالي، وشهد يوم أمس خروج 2000 مدني ليرتفع عدد الذين تمكنوا من مغادرة تلك الأحياء إلى 18 ألف مدني استنفرت محافظة حلب لتأمين احتياجاتهم المعيشية والخدمية والطبية على حين استطاع 647 مسلحاً الخروج وتسليم سلاحهم وأنفسهم للجيش العربي السوري حيث شمّل 630 مسلحاً منهم بمرسوم العفو لتسوية أوضاعهم.
وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن مسلحي «فتح الشام» منعوا المدنيين في حي المعادي من الخروج عبر المعابر التي حددتها محافظة حلب وأطلقت النار عليهم لتتسبب في استشهاد 30 مدنياً عدا عن الجرحى في صفوفهم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها بصدد إرسال مفرزة هندسية روسية لتفكيك وإزالة الألغام في حلب، إضافة إلى طائرات نقل عسكرية تقل على متنها أطباء روس للعمل في المشافي الميدانية المتنقلة التي تقرر تأسيسها في حلب في الوقت الذي وصلت مساعدات إنسانية أممية للمسلحين بمن فيهم مسلحي «فتح الشام» على طريق الكاستيللو شمال حلب المفتوح لمرور مساعدات الإغاثة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وعمد المسلحون، ورداً على هزائمهم وخسائرهم الكبيرة، إلى إطلاق قذائف متفجرة وصواريخ غراد أمس على أحياء الفرقان والأعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة أودت بحياة 8 شهداء مدنيين وجرح أكثر من 20 منهم.
وأشار محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن» إلى أن ورش مجلس المدينة والمديريات الخدمية تصل الليل بالنهار للانتهاء من إعادة تأهيل البنية التحتية ومرافق مساكن هنانو التي استردها الجيش بغية إعادة السكان الذين هجروها إليها، الأمر الذي يخفف الضغط على مراكز الإيواء التي خصصتها المحافظة للمدنيين القادمين من الأحياء الشرقية للمدينة، ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد عودة الأهالي إلى منازلهم في مساكن هنانو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن