سورية

معظم المساعدات الأممية يتم تسليمها إلى المسلحين … روسيا تأمل في طرد الإرهابيين من حلب نهاية العام

| الوطن- وكالات

أعربت روسيا عن أملها في أن يتم طرد الإرهابيين من مدينة حلب «نهاية هذا العام»، موضحة أنه تم تطهير 16 حياً من الأحياء الشرقية للمدينة، وأكدت أن قضية المساعدات الإنسانية في سورية يتم تسييسها بشكل متزايد، وأن معظم المساعدات الأممية يتم تسليمها إلى المسلحين.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله رداً على سؤال عن إذا ما كان يمكن حل الوضع في حلب نهاية عام 2016: «نأمل أن يحدث ذلك». وأضاف: «يجب علينا طرد هؤلاء الإرهابيين بالطريقة نفسها التي يجب أن يطردوا بها من الموصل والرقة. إنها مهمة عامة». أمس الأول ذكر مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري، أن سورية وحلفاءها يهدفون إلى طرد المسلحين من حلب قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في كانون الثاني.
وبدأت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة قبل أيام عمليات دقيقة لضرب الإرهابيين والمسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب بالتوازي مع العمل على إجلاء المدنيين الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة دروعاً بشرية. وتمكنت وحدات الجيش والقوات الحليفة والرديفة من إعادة الأمن والاستقرار إلى مساحات واسعة في تلك الأحياء.
من جهة أخرى أعرب بوغدانوف عن أمله في تحسن التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن حل الأزمة في سورية مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في كانون ثاني المقبل، مشيراً إلى أن ترامب كان يقول «أشياء صحيحة برأيي».
وقال: «إن الاتصالات مع فريق ترامب لا تزال في مرحلة البداية.. وموسكو تجري اتصالات مع بعض الأشخاص في هذا الفريق بشأن سورية» موضحاً في هذا الصدد: «إن هناك أناساً مختلفين نعرفهم منذ زمن طويل».
وكان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أعلن الثلاثاء أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي المنتخب ترامب يتشاركان بالخطوط العريضة فيما يتعلق بنهج السياسة الخارجية على الرغم من الاختلافات حول التفاصيل، لافتاً إلى أن الكرملين ما زال مستمراً بالعمل مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف بحسب وكالة «سانا» أن الأمم المتحدة والدول الغربية التي كانت تدعي حرصها على حياة المدنيين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب لم تبادر إلى تقديم أي مساعدات لأكثر من 90 ألف شخص تم تحريرهم من قبضة الإرهابيين.
على خط مواز، أكدت المتحدثة باسم وزراة الخارجية ماريا زاخاروفا أن قضية المساعدات الإنسانية في سورية يتم تسييسها بشكل متزايد وأن معظم المساعدات الأممية يتم تسليمها إلى المسلحين بمن فيهم إرهابيو تنظيم «جبهة النصرة»، وفق ما ذكرت «سانا».
وأشارت زاخاروفا خلال الإيجاز الصحفي الأسبوعي إلى أن روسيا بالتعاون مع الجانب السوري أعلنت بشكل متكرر عن تهدئات إنسانية في مدينة حلب لتقديم المساعدة إلى المدنيين في الوقت الذي يستخدم فيه «المسلحون» الهدن لتجميع صفوفهم والتزود من جديد وسد النقص في الأسلحة والذخيرة لديهم.
وأعربت زاخاروفا عن استعداد موسكو للعمل مع المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية في تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين في سورية «بما في ذلك المساهمة في التوصل إلى الضروري بينها وبين الحكومة السورية كما هو منصوص في القانون الدولي وانطلاقا من مبدأ أن القضية الإنسانية لا يجب أن تصبح أداة للضغط السياسي أو للتلاعب والتستر على الإرهابيين».
وردا على سؤال لـسانا حول «وعود أميركية» بإرسال مساعدات إنسانية إلى شرق حلب أكدت زاخاروفا أن هناك تناقضات مستمرة بين أقوال الأميركيين وأفعالهم وقالت «كل يوم تقريباً نسمع شيئاً جديداً يتناقض مع التصريحات السابقة».
وأوضحت أن الأميركيين أطلقوا وعودا كثيرة عن ضرب إرهابيي «جبهة النصرة» والفصل بينها وبين ما يسمونه «معارضة معتدلة» وكذلك تطوير التعاون مع روسيا في هذا المجال إلا أن الوقائع أثبتت أن وعود الأميركيين شيء وأفعالهم شيء آخر مشيرة إلى أن عدم تنسيق واشنطن مع موسكو في العمليات بسورية أدى إلى وقوع أخطاء كبيرة.
ولفتت زاخاروفا إلى أن الجيش العربي السوري يستعيد بشكل تدريجي السيطرة على الأحياء شرقي حلب وتمكن من دحر «التشكيلات المسلحة غير القانونية» من العديد من المناطق السكنية.
وانتقدت المتحدثة بشدة ما يسمى «مجموعة الخوذ البيضاء» بشأن مقطع فيديو يدعي فيه عناصر المجموعة تقديم مساعدات إنسانية للمدنيين وقالت ساخرة: تم ترشيح هؤلاء لجائزة نوبل للسلام بينما هذه اللقطات تتناسب أكثر مع جائزة الأوسكار على التمثيل».
وفي تعليقها على تحريض وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على عدم إجراء حوار على قدم المساواة مع روسيا، قالت زاخاروفا: «من غير المناسب لأي دولة التدخل في الشؤون السيادية للولايات المتحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن