38 حريقاً في حقول الفلاحين والنيران تلتهم 250 دونماً من الحراج بحماة
حماة- محمد أحمد خبازي :
معظمها بفعل إرهابي، انتقاماً من الفلاحين الذين قرروا تسليم محصولهم من القمح لمراكز الحبوب بالمحافظة، فقد شهدت حماة اندلاع أكثر من 38 حريقا في منطقة الغاب من دون غيرها من مناطق المحافظة، إضافة إلى 11 حريقاً شملت عدداً من المواقع في غابات مصياف والغاب، وأتت النيران على مساحة تقدر بنحو 250 دونماً من الحراج الطبيعية والاصطناعية.
وقد أكد المهندس برهان حسن مدير قسم الموارد الطبيعية في مديرية الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، أن عدد الحرائق في منطقة الغاب، لم يتجاوز أربع حرائق حراجية خلال هذا العام أي ما يقارب مساحة 2 دونم و200 م، أما بالنسبة للحرائق في الأراضي الزراعية فقد بلغ مجموع الحرائق 38 حريقاً زراعياً في القمح والحصيد.
وقال: تعد هذه النسبة جيدة مقارنة بالعام الماضي فقد انخفضت نسبة الحرائق إلى النصف، حيث بلغ عدد الحرائق في منطقة الغاب خلال العام الماضي 62 حريقاً منها 50 حريقاً زراعياً (في القمح والحصيد) و40 حريقاً في حراج أملاك خاصة إضافة إلى 8 حرائق حراجية أملاك دولة.
وعن خطة درء الحرائق للموسم الحالي، قال المهندس برهان: لدينا 12 إطفائية جاهزة تعمل على مدار 24 ساعة، إضافة إلى ذلك تقوم هذه الإطفائيات بتخديم مراكز الإيواء وسقاية الأراضي الزراعية البعيدة عن مصارف المياه، ويوجد مركزا إطفاء لحماية الغابات في كل من شطحة ونهر البارد، وتم دعم المركز بـ8 فرق مؤقتة وزعت جغرافياً بحيث تشمل كل المساحة التي تشرف الهيئة عليها، أما شمالاً فإنه يوجد عدة مراكز: فرقة حرائق الثانوية الزراعية، فرقة حرائق عين سليمو، فرقة حرائق عين الكروم، فرقة حرائق حنجور، وتم تعيين 400 عامل موسمي بصفة عمال إطفاء، إضافة إلى وجود 70 عاملاً دائماً في المراكز الدائمة (شطحة- نهر البارد) وقد تم توزيعهم على الفرق والمراكز وتأمين مناوبة على مدار الساعة، وتأمين المحروقات.
ووجود مناطق ساخنة بسبب المجموعات الإرهابية، يصعب عملية الوصول إلى الحرائق، كما أن أغلب أسباب الحرائق هي بسبب اعتداء المجموعات الإرهابية، وبعضها يكون نتيجة إهمال إخوتنا الفلاحين حيث يستخدم المزارعون النيران لإزالة بقايا المحاصيل فتمتد الحرائق من الأراضي الزراعية إلى الغابات المجاورة، أما الحرائق الناجمة عن عوامل الطبيعة فإن نسبتها لم تتجاوز 1%..
وموضوع درء الحرائق- والكلام لـ«الوطن»- يحظى باهتمام رسمي كبير في المحافظة، فقد بحث محافظ حماة الدكتور غسان خلف خلال اجتماعه مع المعنيين في المحافظة، أنجع الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها في مكافحة الحرائق، وضمان استجابة سريعة لها من فرق الإنقاذ لإخمادها والحد من خسائرها.
وركز الاجتماع على ضرورة الإنذار المبكر للجهات المعنية عن الحرائق والتدخل السريع لفرق الإطفاء، وتفعيل دور المجتمع الأهلي في صون الغابات من الحرائق والتعديات، ووضع جميع الآليات المتوافرة لدى مجالس المدن والبلديات والمؤسسات الحكومية تحت تصرف مكافحة الحرائق في حال اندلاعها، واعتماد خطة متكاملة تضمن حسن إدارة التصدي للحرائق.
وأوعز المحافظ بضرورة إصلاح وصيانة جميع آليات الإطفاء والتواصل مع لجنة الطوارئ في حال الحاجة لآليات هندسية، وإجراء تحقيقات صارمة بالحرائق وأسبابها وتحديد هوية مرتكبيها، وفرض أشد العقوبات بحقهم لردع من تسول له نفسه العبث بهذه الثروة الطبيعية والوطنية المهمة.