رياضة

تحضيرات كروية جادة لموسم جيد ومتميز … اتحاد الكرة يبحث عن المظاهر وأنديتنا عن المضمون

| نورس النجار

ينطلق الدوري التصنيفي في تسميته الجديدة وربما هي الأولى في تاريخ الدوري السوري يوم الجمعة 24 كانون الأول، وأصدر اتحاد كرة القدم جدول مباريات الذهاب كاملاً بالقرعة التي أجراها الأسبوع الماضي، على أن يحدد هذا الأسبوع أماكن المباريات بعد الاتفاق مع الأندية في الاجتماع الذي سيعقد يوم الإثنين ظهراً.

وإجراءات اتحاد كرة القدم في هذا الخصوص إيجابية وإن كانت تدخل في الظاهر والمظاهر، وهي برأينا ضرورية ومفيدة لأنها تمنح مبارياتنا صورة حضارية وخصوصاً أن المباريات ستنقل فضائياً إلى كل دول العالم، لذلك من الضروري أن تكون مظاهر فرقنا ولاعبينا جيدة أمام هذا النقل التلفزيوني.
واجتماع يوم الإثنين سيؤكد ضرورة الالتزام بهذه المظاهر، والبداية ستكون بعدم السماح بالدخول إلى أرض الملعب من دون بطاقة رسمية صادرة عن اتحاد كرة القدم، هذه البطاقات ستقضي على كل حالات الهرج والمرج التي تحدث في ملعبنا عبر دخول من هب ودب إليها.
أيضاً سيتم اعتماد المدربين من حملة الشهادات التدريبية الآسيوية الفئة (A) كمدربين رئيسيين للفرق المشاركة، ولا يجوز تسجيل أي مدرب أول على لائحة أي فريق في الدوري لا يحمل هذه الشهادة، ويمكن اعتماد باقي الشهادات التدريبية للمدربين المساعدين ومن في حكمهم، وهذا الأمر سيواجه باعتراضات من العديد من الأندية التي ستضطر لاستئجار شهادات تدريبية من أجل تغطية مدربيها، وما زالت الأجواء ضبابية حول اعتماد الملاعب الرئيسية للدوري وحتى الآن فإن ملاعب دمشق وحمص واللاذقية معتمدة لاختيارات الأندية، ويمكن أن يدخل ملعب حماة إن كان جاهزاً من كل النواحي.
الإيجابي في الدوري أنه مريح وسيقام بواقع مباراة واحدة كل أسبوع، وهذا يعطي الفرق أريحية في التعامل مع الدوري، فلا ضغط ولا زحمة مباريات وملاعب، والمدربون سيكونون قادرين على قراءة المباريات بشكل جيد وتصحيح الأخطاء، واستشفاء اللاعبين، ومعالجة الإصابة المتوسطة بشكل سريع، من دون أن تؤثر هذه في جاهزية الفرق وسلامة اللاعبين، وستقام المباريات يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع حرصاً على الحضور الجماهيري الذي تزايد في الآونة الأخيرة.
أخيراً يمكن التنويه إلى أن قرعة فرق الدرجة الثانية فشلت لاعتراض الكثير من الأندية عليها، وسيتم إعادة دراستها وفق اعتراضات الأندية وضمن موافقة القيادة الرياضة على التعديلات المقترحة.

مؤجلات
المشكلة التي ستعترض الدوري تعرض بعض مبارياته للتأجيل حسب المشاركات الخارجية، فالدوري سينطلق بغياب الجيش الذي سيخوض بالتاريخ ذاته مباراتيه مع نفط الوسط العراقي ببطولة الأندية العربية، كما سيتم تأجيل مباريات الجيش بدءاً من 13 الشهر القادم لمشاركته في بطولة العالم العسكرية، فضلاً عن مؤجلات أخرى بسبب المنتخب الوطني، وهذا سيحول الجدول في بعض الأحيان من جدول مريح للفرق إلى جدول مضغوط، وقد يرهق بعض الفرق أمثال الجيش الذي يشارك في ثلاث بطولات خارجية، ليعود الأمر إلى الشاكلة الأولى من حيث الضغط والتعديل والتأجيل.

التحضير
التحضير للدوري الممتاز هو الصورة الأخرى المطلوبة من الأندية لتمنحها للدوري، فكلما كان التحضير جيداً كان المستوى جيداً، وإذا كان اتحاد كرة القدم يحاول أن يمنح الدوري صورة جمالية شكلية، فإن الأندية من الواجب عليها أن تمنح الدوري صورة فنية جمالية من خلال أداء جيد يسهم برفع المستوى العام للدوري، وهذا الأمر ليس منوطاً بالفرق الكبيرة وحدها، بل هو مطلوب من جميع الفرق المشاركة فيه.
والتحضير كما وجدنا في الأوج لأن الفرق المتأهلة إلى الدوري الممتاز أتيحت لها فرصة تحضير واستعداد جيدين من خلال الدوري التصنيفي، وفيه جربت جميع الفرق كل لاعبيها (أساسيون واحتياط) ووصلت من خلال الـ14 مباراة إلى قناعة تامة بالتشكيل الأمثل، فضلاً عن الانسجام المطلوب داخل الفريق، وفضلاً عن الدوري التصنيفي، فإن الستة الكبار لعبوا بينهم في كأس التحدي، ولا شك أن دورة تشرين الكروية ستمنح الفرق المشاركة فيها جرعة احتكاك جيدة ستكون بمنزلة الاختبار النهائي للفرق قبل دخولها في معمعة الدوري الممتاز.
أكثر الفرق تأثراً بالدوري سيكون الجيش الذي سيلعب على ثلاث جبهات، فضلاً عن الدوري والكأس، ولديه مباراتا كأس الأندية العربية إضافة لكأس العالم العسكرية، ما يتسبب بضغط مباريات الفريق وتعرض لاعبيه للإرهاق والشد العصبي، أما بقية الفرق فستدخل الدوري من دون أي إزعاج، والصراع على الصدارة سيكون مفتوحاً أمام الجميع، ومن يملك النفس الطويل فستكون له الحظوة في ذلك.

التحكيم
آخر ما يمكن الحديث عنه ونحن نستعد لاستقبال الدوري الممتاز هو التحكيم، ولا يسعنا هنا إلا الطلب من لجنة الحكام العليا أن تعمل على صقل الحكام الذين اكتسبوا (كما الفرق) خبرة جيدة من خلال مشاركتهم في الدوري التصنيفي وكأس التحدي ودورة تشرين، ونأمل أن تقيم لجنة الحكام العليا دورات عملية ونظرية لحكامها قبل انطلاق الدوري.
نعرف أن القضاء على الأخطاء التحكيمية أمر مستحيل، لكننا نريد القضاء على الأخطاء الفظيعة، ونتمنى رؤية تحكيم نظيف بأخطاء أقل، وكل ما نطلبه يأتي في عداد الممكن، ويمكن للجنة الحكام العمل بجدية وإخلاص لتحصل على تحكيم جيد وعادل ونزيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن