رياضة

بطولة كأس العالم للأندية.. حكاية كل عام … ريادة برازيلية وسيطرة إسبانية وعلامة أرجنتينية

| خالد عرنوس

عاش عشاق كرة القدم عقوداً طويلة قبل أن يروا بطولة خاصة بالأندية على غرار مونديال الرجال للمنتخبات الوطنية، فقد انتظر محبو الأندية في القارات الصغيرة خاصة على حلم رؤية أنديتهم تقارع كبار الأندية العالمية وخاصة الأوروبية منها بما ضمته دائماً من نجوم الكرة العالمية، وهاهي بطولة مونديال الأندية تبلغ عامها السادس عشر ونسختها الثالثة عشرة بعد أيام في اليابان، إلا أن أحلام الصغار تحققت في شقها النظري وفشلت بشقها العملي فسيطر كبار أوروبا وأميركا اللاتينية على ألقابها تاركين الفتات والظهور المشرف للبقية، كيف بدأت البطولة؟ وما قصها الكاملة؟.. نتابع في السطور التالية:

مونديال الأبطال
هي فكرة قديمة حتى إن بعض المراجع تقول إنها سبقت مونديال الرجال إلا أنها لم تنتظم لأسباب كثيرة واقتصرت البدايات على أندية أوروبا وفي الخمسينيات نظم عدد من الأندية بطولات ودية جمعت أندية أوروبية وأميركية بعيداً عن عيون الفيفا، وفي عام 1960 أقيمت بطولة الإنتركونتيننتال بين بطلي أميركا الجنوبية وأوروبا وبقيت هذه الكأس بمثابة بطولة للعالم حتى 2004، وفي أواخر التسعينيات أقر الفيفا إقامة بطولة عالمية للأندية بمشاركة أبطال القارات، وعلى الرغم من الصعوبات التي أعقبت النسخة الأولى إلا أن إصرار الاتحاد الدولي أعادها إلى الحياة حتى باتت إحدى بطولاته المنتظمة وتقام أواخر كل عام.

البداية برازيلية
من البرازيل انطلقت البطولة الوليدة مطلع عام 2000 بمشاركة 8 أندية وانتهت برازيلية خالصة بتأهل ممثلي السامبا كورينثيانس وفاسكو دي غاما إلى النهائي الذي انتهى بركلات الترجيح لمصلحة الأول بنتيجة 4/3 إثر التعادل صفر/صفر بعد 120 دقيقة وحل نيكاكسا المكسيكي ثالثاً بالطريقة ذاتها على حساب ريال مدريد الإسباني والوقت الأصلي 1/1.
كان مقرراً أن تقام البطولة سنوياً واختيرت إسبانيا مكاناً لها إلا أن إفلاس شركة التسويق الخاصة بالفيفا أخمد برنامج الرئيس جوزيف بلاتر، وفي عام 2005 أعيدت البطولة إلى الحياة بفضل دعم تجاري خاص من شركة تويوتا اليابانية على أن تنظم بلاد الساموراي البطولة وهكذا كان فأقيمت النسخة الثانية بمشاركة أبطال القارات الست وتأهل ليفربول الإنكليزي وساو باولو البرازيلي إلى النهائي الذي انتهى بفوز الأخير 1/صفر لتحتفظ البرازيل بلقب البطولة بفضل تألق خاص من الحارس الأسطورة روجيرو سيني.
واعتبر تتويج ساو باولو العريق مفاجأة كبيرة إلا أنها لم تكن بقوة نسخة 2006 التي أحدثها انترناسيونال البرازيلي (أيضاً) بتغلبه على برشلونة الإسباني بالنهائي بهدف يتيم، وشارك الأهلي المصري للمرة الثانية وحل ثالثاً بفوزه على أميركا المكسيكي 2/1.

اجتياح أوروبي
السيطرة البرازيلية على ثلاثة ألقاب أولى انتهى منذ نهائي الليبرتادوريس الذي توج بوكا جونيورز الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية ليمثل الكونيمبول في المونديال بمواجهة ميلان الإيطالي الذي استطاع كسب اللقب بفوز كبير بلغ 4/2 أنسى البطولة عقمها التهديفي في نهائياتها الثلاثة الأولى التي لم تشهد أكثر من هدفين وتوج البرازيلي كاكا بلقب أفضل لاعب مؤكداً عدم غياب بلاده عن منصات التتويج.
في 2008 حضر ليغا دي كويتو الإكوادوري وكان هذا من حظ مان يونايتد ممثل القارة العجوز الذي أصبح أول بطل إنكليزي للعالم مثلما كان أول بطل لأوروبا من بلاده وقد فاز بالنهائي 1/صفر وكان تجاوز في نصف النهائي غامبا أوساكا بعد مباراة تاريخية شهدت أكبر عدد من الأهداف.
وانتقلت البطولة إلى الإمارات التي نظمت بطولتي 2009 و2010 ولم يكن أحد يجرؤ ليرشح سوى برشلونة لكن دريم تيم تو تعذب كثيراً بمواجهة استوديانتس في النهائي قبل أن يفوز 2/1 بعد وقت إضافي.

استثناء أسمر
في النسخة التالية عاد البرازيليون عبر انترناسيونال وحضر الطليان للمرة الثانية بإنتر ميلانو وتوقع المراقبون مواجهتهم في النهائي إلا أن مازيمبي الكونغولي فاجأ الجميع بإبعاده انترناسيونال بالفوز عليه 2/صفر، وفي النهائي أعاد الإنتر ممثل إفريقية إلى وضعه الطبيعي فتغلب عليه 3/صفر ولم يغب الأفارقة عن الجوائز فأصبح صاموئيل إيتو أول لاعب يفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب.
مع عودة البطولة إلى اليابان عاد البرشا إليها بفريقه الاستثنائي فلم يجد صعوبة تذكر في الطريق إلى لقبه الثاني على الرغم من أن خصمه في النهائي هو سانتوس البرازيلي (العريق) فبات بيب غوارديولا أول مدرب يفوز باللقب مرتين بعدما فاز فريقه على السد القطري وعلى سانتوس برباعيتين نظيفتين وهي المرة الأولى التي يتوج بطل بشباك نظيفة وكذلك أصبح الأرجنتيني ميسي أول لاعب يفوز بلقب أفضل لاعب مرتين في البطولة.

عودة السامبا
شهدت نسخة 2012 عودة أول بطل (كورينثيانس) لكن الترشيحات صبت في مصلحة تشيلسي الإنكليزي بطل أوروبا ونجح البرازيليون في خطف لقبهم الثاني بفضل هدفين فقط فازوا بهما على الأهلي المصري ثم على تشيلسي ليكون أقل رصيد لبطل.
نظمت المغرب نسختي 2013 و2014 ونجح بايرن ميونيخ (المخيف) بالتتويج بالأولى كما هو متوقع إلا أن المفاجأة تمثلت بتأهل الرجاء البيضاوي المغربي إلى النهائي على حساب أتلتيكو مينيرو البرازيلي بقيادة الأسطورة رونالدينيو ليكون الرجاء أول العرب وثاني الأفارقة الذي يفعلها وقد خسر النهائي صفر/2 بشكل مشرف.
وعاد الريال إلى نسخة 2014 فتوج باللقب كما هو متوقع على حساب سان لورنزو الأرجنتيني بسهولة بالغة ومعه رونالدو وسيرجيو راموس وبقية النجوم الكبار الذي أنهوا المباراة بهدفين ليحتفظ الإسبان باللقب وهو ما حدث للبرشا في النسخة الأخيرة العام الماضي بقيادة ميسي وتألق فردي من زميله سواريز الذي سجل الهاتريك الوحيد في البطولة وتوج هدافاً برصيد 5 أهداف وفاز البرشا بثلاثيتين على غوانزهو وعلى ريفر بلايت، أما الهدف السادس فكان من نصيب ميسي الذي أصبح أول لاعب يسجل في ثلاث نسخ.

بانوراما مونديال الأندية
12 بطولة أقيمت حتى الآن لعبت 99 مباراة وشهدت تسجيل 289 هدفاً بمعدل وسطي 2.91 هدف في المباراة الواحدة، وجاء 17 هدفاً من علامة الجزاء و8 أهداف بالخطأ.
انتهت 85 مباراة في الوقت الأصلي وامتدت 14 مباراة إلى وقتين إضافيين وآلت منها 9 إلى ركلات الترجيح وحسم نهائي 2009 بالتمديد في حين نهائي عام 2000 حسم بالترجيح.
انتهت 3 مباريات بالتعادل السلبي وبالمقابل شهدت مباراة مان يونايتد × غامبا أوساكا 8 أهدافت وانتهت لمصلحة الأول 5/3، أما الفوز الأعلى فجاء بنتيجة 4/صفر وحدث 4 مرات منها 3 للبرشا وواحد للريال.
تتعادل أندية البرازيل مع أندية إسبانيا بعدد مرات التتويج بالكأس بواقع 4 مرات لكل منها وتوج ناديان إيطاليان باللقب وواحد إنكليزي وآخر ألماني أي إن أوروبا توجت 8 مرات مقابل 4 لأميركا الجنوبية.
نادي برشلونة الأكثر خوضاً للنهائي 4 مرات، في حين شارك أوكلاند سيتي في 7 نسخ سابقة.
18 لاعباً توجوا باللقب أكثر من مرة ويتصدرهم لاعبو البرشا (ميسي وداني ألفيس وبيكيه وإنييستا بـ3 ألقاب.
6 لاعبين سبق لهم الفوز باللقب مرتين مع ناديين مختلفين وهم: البرازيليون ديدا (كورينثيانس وميلان) ودانيللو وفابيو روماو (سان باولو وكورينثيانس)، البرتغالي رونالدو (مان يونايتد والريال)، الإسباني تياغو الكانتارا (البرشا والبايرن)، الألماني توني كروس (البايرن والريال).
9 مدربين توجوا بالكأس يتصدرهم الإسبان بـ5 ألقاب ثم البرازيليون بـ4 فالطليان بلقبين والاسكتلنديون بلقب، وفاز بيب غوارديولا بالكأس 3 مرات (مع البرشا والبايرن) والإيطالي أنشيلوتي مرتين (ميلان والريال).
وشارك الإسباني رومان تريبولتكس في 5 نسخ مدرباً لأوكلاند سيتي وأيضاً خاض الإسباني رافا بينيتيز 3 مباريات نهائية فخسر مرتين.
أكثر اللاعبين ظهوراً في البطولة النيوزيلندي دانيال كوبريفسيتش (6 دورات مع ناديي واتيكيري وأوكلاند) في حين المصري وائل جمعة الأكثر خوضاً للمباريات بـ12 مباراة.
تصدر الأورغوياني لويس سواريز والأرجنتينيان ليونيل ميسي وسيزار ديلغادو هدافي البطولة تاريخياً برصيد 5 أهداف لكل منهم يليهم البرازيلي دينلسون والمصري محمد أبو تريكة بـ4 أهداف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن