سورية

استولى على معظم كرم ميسر وتقدم إلى مستديرة الحلوانية وباتجاه المرجة … الجيش يحرر كرمي «الطراب» و«الجزماتي» شرق حلب

| حلب – الوطن

حرر الجيش العربي السوري حيي كرم الطراب وكرم الجزماتي في الشطر الجنوبي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب واستولى على معظم حي كرم ميسر مقلصاً مناطق نفوذ المسلحين ومضيقاً الخناق أكثر عليهم في الوقت الذي واصل تقدمه داخل حي الحلوانية وصولاً لمستديرته وباتجاه حي المرجة من طرف الشيخ لطفي.
وفي إنجاز نوعي لافت، تكللت عملية الجيش العسكرية جنوب شرق حلب بنجاح أمس بالسيطرة على حي كرم الجزماتي بعد أن تقدمت وحداته المتمركزة في السكن الشبابي الذي هيمن عليه الخميس وكسر خطوط دفاع المسلحين المتقدمة بعد أن كبدهم قتلى وجرحى كثر، ما اضطرهم إلى الانسحاب نحو حي ضهرة عواد في ظل انهيار معنوياتهم ومقدرتهم على الصمود في وجه الجيش العازم على تحرير كل أحياء سيطرتهم، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن». واستغل الجيش انهيار صفوف المسلحين فتابع تقدمه من «الجزماتي» باتجاه حي كرم ميسر ولقن المسلحين دروساً في حرب الشوارع أرغمتهم على التراجع عن معظم مساحة الحي تحت ضغط عدد قتلاهم المرتفع، واستمرت الاشتباكات العنيفة حتى تحرير الخبر مساء أمس، الأمر الذي يفسح المجال أمام الجيش للوصول إلى حي كرم القاطرجي أهم معقل لـ«جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام) ويضم معظم مقارها الرئيسية داخل مشفى العيون. وزامن الجيش عمليته في كرم الجزماتي بشن هجوم واسع وعنيف على نقاط تمركز المسلحين في كرم الطراب والذي يحتوي أهم خط دفاعي للمسلحين، بعد أن سيطر في الأسبوع الماضي على معامل ومبان في أطرافه. واستخدم الجيش قوة نارية كثيفة مكنت وحدة مشاته من التقدم بسرعة داخل الحي لتنهار تحت ضرباتها مناطق سيطرة المسلحين في عمق الحي قبل أن يفقدوا سيطرتهم الكاملة عنه هاربين إلى ما تبقى من كرم ميسر وحي كرم الطحان والذي بات الهدف التالي للجيش.
في حي الحلوانية، تابع الجيش تقدمه في عمق الحي ووصل إلى مستديرته الإستراتيجية التي تفصل عن الأقسام المتبقية من حي طريق الباب وليصبح على مسافة أقل من 1500 متر من حي الشعار المعقل الأخير لـ«النصرة» في المنطقة والذي بسقوطه تسقط جميع الأحياء الجنوبية الشرقية الواقعة على خطوط التماس مع الجيش.
وتهدف عملية الجيش الراهنة شرقي المدينة لتأمين طريق مطار حلب الدولي الذي بات مفتوحاً أمام حركة المرور بمد نفوذ الجيش على ضفتيه من حي سليمان الحلبي الذي يصله بمركز المدينة إلى حي الصاخور فالسكن الشبابي في الحلوانية ومساكن البحوث العلمية على ضفتي الطريق وصولاً إلى المطار. كما مكنت سيطرة الجيش على حيي كرم الطراب وكرم الجزماتي من تأمين هامش أمان كبير لمطار النيرب العسكري وحلب الدولي من جهتهما الغربية التي باتت آمنة نوعاً ما في انتظار تعميق مساحة هيمنة الجيش لإبعادهما عن المدى المجدي للقذائف تمهيداً لافتتاح مطار حلب الدولي أمام الملاحة الجوية بعد أن توقفت لأكثر من 4 سنوات باستثناء فترة قصيرة منتصف 2014.
وإلى أقصى الجنوب الشرقي من المدينة، واصل الجيش عمليته العسكرية انطلاقاً من قرية عزيزة باتجاه حي الشيخ لطفي وأحرز تقدماً جديداً بهيمنته على كتل بناء جديدة وبساتين داخل الحي صوب حي المرجة الهدف الرئيس من عملية الجيش والذي يقوده إلى العديد من الأحياء في عمق مناطق سيطرة المسلحين القريبة من قلعة حلب التاريخية التي يتربع الجيش على قمتها.
ولتشتيت جهد الجيش ووقف إنجازاته شرق حلب، شن المسلحون هجوماً على نقاط تمركز الجيش في جمعية الزهراء شمال غرب المدينة من محوري الصالات الصناعية في الليرمون ومن جامع الرسول الأعظم عند خط التماس وأطلقوا عشرات قذائف الهاون وصواريخ غراد صوب المناطق السكنية المأهولة في أحياء الزهراء والشهباء الجديدة والسوق المحلي في شارع النيل قبل أن يتمكن الجيش من ردعهم والتصدي لهجومهم من دون أي تغيير في خريطة السيطرة.
وكثف المسلحون من إطلاقهم للقذائف المتفجرة وصواريخ غراد على الأحياء السكنية الآمنة وخصوصاً في حلب الجديدة والحمدانية وساحة سعد اللـه الجابري ومحيط القصر البلدي وسيف الدولة الذي استشهد فيه 4 أطفال بقذيفة استهدفت منزلهم الذي هوت أركانه فوق رؤوسهم.
وعمد مجلس المدينة ومديرياته الخدمية إلى إعادة تأهيل الطرقات الرئيسة التي تصل الأحياء الغربية بالشرقية مثل طريق مساكن هنانو في أقصى الجهة الشمالية الشرقية للمدينة والذي طهره الجيش في 24 الشهر الماضي، إذ بات بإمكان قاطنيه والذي عاد منهم أكثر من 1000 شخص ركوب باصات النقل الداخلي اعتباراً من أمس من منطقة جسر الرازي في حي الجميلية مروراً بمنطقة شيحان فطريق الكاستيللو وحي بعيدين وصولاً إلى جميع مناطق مساكن هنانو التي أعيد تأهيل معظم بنيتها التحتية ووفرت لشاغليها المساعدات الغذائية والإغاثية والسيارات الجوالة للشركة العامة للتجزئة مع اقتراب تأمين شبكة الهاتف الأرضية عبر شبكة مكروية بعد أن سرق المسلحون تجهيزات المقسم الآلي وباعوه خردة للتجار الأتراك.
كما تمت إزالة الأنقاض والأتربة من طريق الدائري الشمالي، الذي يصل أحياء المدينة الغربية بالشرقية، والتي رفعت من فرع الأمن الجنائي وصولاً إلى منطقة العوارض وحتى سليمان الحلبي مروراً بحي بستان الباشا، وكذلك جرى فتح طريق الصاخور من سليمان الحلبي وحتى المطار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن