كلاسيكو عابس

| خالد عرنوس
لم يوف كلاسيكو العالم كما يحب أن يصفه البعض بعهوده فجاء باهتاً وبخيلاً من حيث المستوى مملوءاً بالخشونة والاحتكاكات القاسية والاعتراضات فقدم لنا وجهاً عبوساً لكرة يفترض أن أصحابها في قمة أو واجهة الكرة العالمية فغابت المتعة والأهم أنه انتهى بالتعادل الذي لم يرض أحداً من عشاق الفريقين أو أكثرهم بشكل أكثر دقة.
من المزعج حقاً أنه بعد الحفاوة العالمية في كل أرجاء المعمورة لهذا الحدث حيث قدر عدد متابعيه بـ650 مليون إنسان وهو الرقم الثاني لمباراة كرة قدم بعد نهائي مونديال 2014 وعلى الرغم من وجود هذا الكم الهائل من النجوم والأسماء اللامعة أنه جاء كأي مباراة عادية في أي دوري من دوريات الدرجة الثانية حول العالم.
فميسي قدم ما يمتع وغاب على غير عادته في مثل هذه المناسبات وكذلك رونالدو على المقلب الآخر كان عادياً باستثناء بعض المحاولات لكليهما لم ترق إلى مكانتهما العالية في عالم المدورة المجنونة.
الكلاسيكو كان عابساً بشدة بوجه أنصار كرة القدم الجميلة ولاسيما الحياديون منهم الذين لا ينتمون لأي من قطبي الكرة الإسبانية وشحيحاً من حيث الأداء ولا يمكن مقارنته بالعديد من المباريات في الدوري الإنكليزي على سبيل المثال.
ويمكن لعشاق الريال القول إن الكرة لم تنصفهم عندما كانوا الأكثر وصولاً والأوضح فرصاً وخاصة في الشوط الأول وبالمقابل فإن الكرة تجهمت بوجه لاعبي البرشا وخاصة عقب تقدمهم بالهدف الأول فأهدروا ما كان كفيلاً بإنهاء المباراة بشكل مبكر، ولأن مفهوم كرة القدم يعاقب الفريق الذي يهدر فقد حملت الثواني الأخيرة البسمة لمحبي الملكي فكان التعادل الذي أزعج أصحاب الأرض ففشلوا بتقليص الفارق وأزعج الضيوف الذي كان بإمكانهم رفعه وبالتأكيد فإن كلاً من الجانبين يعتقد أن الكرة ظلمته.
والشيء اللافت كانت الحالات التحكيمية التي اعترض عليها الجانبان فلو أن الحكم احتسب كل حالة أثارت الجدل لرأينا مجزرة ركلات جزاء وإن يحسب على الحكم أنه تغاضى في أحيان أخرى عن حالات خشونة زائدة كانت كفيلة بمضاعفة الإنذارات الستة التي أشهرها ومن المؤكد وقتها أن اللون الأحمر كان سيظهر وربما أكثر من مرة.
كل كلاسيكو والعالم بخير.. وعشاق كرة القدم حول العالم يتحسرون على ساعتين قضوهما في عك كروي لم يقدم سوى الفتات من المتعة وفي النهاية فعلى كرة القدم الجميلة السلام.