سدود ووعود!
| محمد حسين
مع كل موسم مطري يصبح الحديث عن السدود لزاماً علينا، تفرضه الضرورة وعشرات آلاف الأمتار المكعبة من مياه الأمطار التي تذهب إلى البحر سدى سنوياً، مع كل موسم مطري يصبح لزاماً علينا الترحم على موسم مطري فائت وانتظار المطر القادم لإقامة مراسم الوداع له!
منذ أكثر من ثلاث سنوات بدأت ملامح تغير مناخي تمثل بتأخر هطل الأمطار على شكل انحباس قد يطول إلى بداية كانون الأول كما حدث هذه السنة، والسد الوحيد الذي يعول عليه في طرطوس (سد الباسل) يتناقص مخزونه إلى الحد الأدنى بانتظار غيث السماء الذي تأخر… فتبدو الحاجة ملحة لسدود أخرى قد ترمم بعض النقص الحاصل في المياه في حال وجودها!!
سنوياً تتناقل الصحف كميات الأمطار الهاطلة كل يوم في محافظة تعتبر الأكثر تهطالاً في بلدنا والأقل سدوداً وكأنها تقوم بتسجيل كميات المياه التي تذهب إلى البحر بسبب عجزنا وتقاعسنا عن إقامة سدود إضافية كان من الممكن أن تكون واقعاً لو أردنا ذلك أو لو توافرت العزيمة والإرادة لإشادتها!
أليس من الغريب ألا يكون في طرطوس سوى سد واحد بالمعنى الدقيق للكلمة وثلاثة (سدود) أخرى صغيرة من الخطأ أن نطلق عليها هذه المفردة؟!
أليس من الغريب أن يكون لدينا الكثير من الدراسات القديمة لمشاريع سدود أخرى ربما أهمها مشروع سدي الغمقة وحصين البحر ولم نفلح في تحويلها إلى مشاريع حقيقية ربما نحن بأمس الحاجة إليها الآن!
قد تبدو المطالبة الآن بإقامة هذه السدود نوعاً من البطر الفكري في بلد يعاني الأمرين جراء أزمة طاحنة ولكن كلما تأخر المطر كان لابد من استذكار هذه المشكلة.. علّ الذكرى تنفع!!