سورية

رأت أن المسلحين يفكرون في التحالف مع «القاعدة» … صحف أميركية: تقارب الموقفين المصري والتركي يفيد سورية

| وكالات

اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومة السورية هي المستفيدة من تقارب الموقفين التركي والمصري من الأزمة السورية، بعدما اختلفت مواقف البلدين في الماضي. من جانبها، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن مقاتلي التنظيمات المسلحة يفكرون في إمكانية التحالف مع «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ومجموعات متطرفة أخرى، إذا خسروا دعم واشنطن عندما سيتولى دونالد ترامب منصب الرئاسة.
وأضافت «نيويورك تايمز»: إن مصر أعلنت عن دعمها للحكومة السورية علانية، وتركيا كقوة كبيرة هي الأخرى أعادت تشكيل الصراع في سورية بالتقارب مع روسيا وخففت من دعمها الطويل للمعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى أن التغير في الموقف التركي يأتي في وقت متقلب لأن الدولتين الكبيرتين في الشرق الأوسط أدارتا ظهريهما لتحالف طويل مع الولايات المتحدة وراهنا على روسيا، لأن العملية العسكرية الروسية أسفرت عن تغير مجرى الصراع في سورية وأصبح يصب في مصلحة القوات السورية.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن تركيا غيرت فكرها وأصبح متجاوباً مع الرؤية الروسية بشأن الأزمة في سورية، ومصر تركت حلفاءها التقليديين وانفصلت عن السعودية سياسياً بسبب الأزمة السورية، إلا أنها مازالت تعتمد على الرياض اقتصادياً وتأمل في رأب الصدع تحت إدارة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب. وختمت الصحيفة، أن روسيا تمسك بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، وهو ما يصب في مصلحة الجيش السوري، ويجعله يستمر في القتال.
من جانبها، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن مقاتلي التنظيمات المسلحة يفكرون في إمكانية التحالف مع تنظيم «القاعدة» ومجموعات متطرفة أخرى، إذا خسروا دعم واشنطن عندما سيتولى دونالد ترامب منصب الرئاسة.
وجاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة الأميركية، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، وتنظر فيه إلى الخيارات المطروحة أمام عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيمات المسلحة في حال استمرار الرئيس المنتخب دونالب ترامب في اتباع المنهج الذي قد أعلنه مرارا أثناء حملته الانتخابية ويقضي بتركيز الولايات المتحدة على محاربة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بالتنسيق مع روسيا والحكومة السورية، مع النأي بالنفس عن الصراع الدائر بين القوات الحكومية السورية والتنظيمات المسلحة.
وأفادت الصحيفة بأن المسؤولين الأميركيين والخبراء الإقليميين ومقاتلي المعارضة أنفسهم أكدوا لها «أنهم يدرسون إمكانية التقارب مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تحظى بتسليح متطور من الدول الخليجية السنية المعارضة لاستبعاد الولايات المتحدة المتوقع من الصراع، فضلا عن الخيار الثاني وهو الانتقال إلى إستراتيجية حرب العصابات وشن ضربات موجعة محددة على مواقع القوات السورية والروسية».
وذكر التقرير بأن ترامب قد أكد مراراً معارضته للسياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما حيال الأزمة السورية، ولاسيما فيما يخص تسليح مقاتلي المعارضة الذين «يدون في نهاية المطاف أسوأ من الذين يحاربونهم»، كما قال ترامب لمنافسته في السباق الرئاسي هيلاري كلينتون أثناء المناظرة المتلفزة بينهما.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين في التنظيمات المسلحة قد شددوا أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة على أن الدعم الذي يحصلون عليه من الولايات المتحدة متواضع ومشروط إلى حد كبير، علما بأن إدارة أوباما امتنعت وحذرت حلفاءها في المنطقة من تزويد المعارضة بأسلحة متطورة، خوفا من أن تقع في الأيدي الآثمة.
أعرب قيادي معارض لم تكشف الصحيفة عن هويته عن خيبة أمل المعارضة من المساعدة الأميركية، متهما واشنطن بعدم تنفيذ تعهداتها. في غضون ذلك نقل التقرير عن الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب قوله: «إن التحالف العملياتي بين فصائل المعارضة السورية والمجموعات المتطرفة بات يتبلور منذ وقت طويل، وترعرع المتشددون خاصة على حساب المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى المعارضين (للرئيس بشار) الأسد».
وفشلت إدارة أوباما في فصل ما تسميها «المعارضة المعتدلة» عن جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) ذراع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية والذي يشكل القوام الرئيسي لمختلف المجموعات التكفيرية في سورية حيث تنضوي تحت زعامته عشرات الفصائل التكفيرية التي تصنفها واشنطن على أنها «معارضة معتدلة» وفي مقدمتها «حركة نور الدين الزنكي» التي تحصل على رواتب مقاتليها من واشنطن. وجددت قطر قبل أيام على لسان وزير خارجيتها التأكيد على الاستمرار في دعمها التنظيمات الإرهابية في سورية من خلال ما سماه «مواصلة تسليح المعارضة»، وأنه حتى لو غيرت واشنطن سياساتها في سورية فإن قطر على الأقل لن تغير مواقفها وستستمر في تسليح الإرهابيين.
ودعمت إدارة أوباما على مدى سنوات الحرب على سورية التنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها بالمال والسلاح وأنشأت لها معسكرات تدريب في دول مجاورة وقامت بالتغطية على جرائمها بإطلاقها تسمية «معارضة معتدلة» عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن