سورية

كارتر يدافع عن نهج إدارة أوباما المتشدد حيال روسيا ودي ميستورا يتوقع لقاء ترامب … بوتين ينتظر الرئيس الأميركي الجديد ويؤكد أن الأحادية القطبية فشلت والتوازن في العالم يتم «تدريجياً»

| وكالات

بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس قاطعاً وهو يعلن أن عصر الأحادية القطبية قد ولى وأن العالم «يتغير»، واصفاً ما خلفه «الربيع العربي» على الشرق الأوسط بـ«التداعيات الوخيمة»، وأشاد بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، معتبراً أنه شخص «ذكي». وقال بوتين خلال حديث تلفزيوني: إن إحراز ترامب نجاحات كبيرة كرجل أعمال يدل على ذكائه، ما يعني أنه سيدرك قريباً مستوى المسؤولية التي تقع على عاتقه مع توليه زمام الحكم في الولايات المتحدة، في العشرين شهر كانون الثاني المقبل.
وأوضح أن روسيا تنطلق من أن ترامب سيتصرف كرئيس للدولة، استناداً إلى إدراكه لهذه المسؤولية. ودعا ترامب بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية إلى نهج مختلف في سورية عماده الاتفاق مع موسكو ودمشق على مكافحة تنظيم داعش وقطع المساعدات عن المسلحين.
وأكد بوتين أن «محاولات خلق عالم أحادي القطب لم تنجح»، في إشارة غير مباشرة إلى مساعي واشنطن للاستفراد بالنظام العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. واعتبر أن هناك استعادة تدريجية للتوازن العالمي. وأضاف في معرض رده على سؤال بشأن تجاهل الغرب لرأي روسيا وقصف حلف شمال الأطلسي «الناتو» ليوغسلافيا عام 1999 دون تفويض أممي، قائلاً: «الإجابة بسيطة جداً، ففي العالم الحديث، يسمع أولئك الذين يحاولون الصراخ بأعلى قوتهم لكي يسمعهم الآخرون». واستدرك «(لكن) الوضع يتغير، وأنا أعتقد أنه ليس سراً لأحد، الكل يرى أن الكثير من شركائنا يفضلون الاستعانة بمبادئ القانون الدولي، لأن التوازن في العالم يستعاد تدريجياً».
من جهة أخرى، أعاد بوتين إلى الأذهان أن رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف، تنبأ بـ«التداعيات الوخيمة» التي جلبها الربيع العربي لمنطقة الشرق الأوسط، لكنه لفت إلى أن «روسيا حينئذ لم تكن قادرة على التأثير فعلاً في تطورات الأحداث في المنطقة». وقال: «أنا مقتنع بأنه لو أصغى (المجتمع الدولي إلى موقف بريماكوف) في ذلك الوقت، لما تطورت الأوضاع بهذه الطريقة»، مبيناً أن اللاعبين الرئيسيين على الصعيد الدولي في ذلك الوقت، «كانوا يفضلون عدم الاعتماد على معايير القانون الدولي، منطلقين من مصالحهم الجيوسياسية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وفي روما، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا نيته عقد لقاء مع الرئيس الأميركي المنتخب لمعرفة رأيه حول الوضع في سورية.
وسيحاول دي ميستورا خلال هذا اللقاء نقل آرائه حول سبل حل الأزمة السورية، وبالأخص التشديد على «الحل السياسي الشامل». ونقلت وكالة «رويترز» للانباء عن دي مستورا قوله خلال كلمته في مؤتمر «الحوارات في البحر الأبيض المتوسط» الدولي «لست على علم بموقف ترامب بشأن سورية لكنني سأتوجه إلى نيويورك وواشنطن في القريب العاجل، وآمل أن أتعرف إلى موقف ترامب حول سورية هناك». ولفت إلى أن ترامب قد أعلن مراراً خطته للتوصل إلى اتفاق مع بوتين بشأن محاربة تنظيم داعش، وقال: «كلنا نريد أن نثق في ذلك.. كلنا نريد أن نحارب داعش وإذا أردنا أن ننتصر عليه فعلينا أن نستلهم العبر والدروس من العراق وليبيا ما يعني علينا أن نجد حلاً سياسياً شاملاً في سورية».
من جهة أخرى، دافع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن نهج إدارة الرئيس باراك أوباما المتشدد حيال موسكو، وذلك في رد على دعوة الرئيس المنتخب للتعاون الشامل مع روسيا. وأكد كارتر، الذي أدى دوراً بارزاً في إسقاط اتفاق التاسع من أيلول بين واشنطن وموسكو حول التعاون العسكري ضد الإرهاب في سورية، أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى في روسيا عدواً لها وأنها لا تريد حرباً مع هذه الدولة سواء «باردة أم ساخنة»، لكنه شدد على أن واشنطن «ستدافع عن حلفائها، والنظام العالمي، وستواجه نية تقويض الأمن الجماعي».
ودعا إلى إبقاء «الباب مفتوحاً أمام التعاون مع موسكو»، ملخصاً ما أسماه «الموقف المتوازن» لإدارة أوباما من روسيا في «ردع موسكو بالتزامن مع استمرار التعاون الثنائي معها فقط، في المجالات التي توجد فيها أهداف ومصالح مشتركة». وجدد كيل الاتهامات لروسيا في «استفزاز أوروبا»، وتصعيد التوتر في أوكرانيا، وبدورها «السلبي» في سورية، إضافة إلى وقوف موسكو وراء «الهجمات الإلكترونية» و«التهديدات بسلاح نووي».
ووضع كارتر قرار حلف شمال الأطلسي «الناتو» نشر قوات إضافية في دول بحر البلطيق وبولندا، تحت خانة ردع «الأعمال العدائية» الروسية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن