عربي ودولي

لندن ترى أن السعودية لم تتجاوز الخط الأحمر في اليمن.. وهادي لن يسلم الحكم إلا إلى «رئيس منتخب»

في خطوة جديدة لعرقلة مسار الحل السياسي في اليمن، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنه لن يسلم الحكم في البلاد التي يمزقها نزاع مسلح، إلا إلى رئيس منتخب ضمن مرحلة انتقالية، حسبما أعلنت مصادر مقربة من الرئاسة لوكالة «فرانس برس»، بينما دافعت بريطانيا عن الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن مدعية أنها لم تتجاوز الخط الأحمر.
وقالت المصادر: إن الرئيس اليمني كشف لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال لقائه به الخميس الماضي في عدن عن اعتراضه على خريطة الطريق المقترحة لإعادة إطلاق محادثات السلام.
وأوضحت أن هادي يشدد على «العودة إلى العملية السياسية من حيث توقفت قبل انقلاب المتمردين» الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول 2014 «وذلك لاستكمال إجراءات الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات عامة ورئاسية في البلاد».
وأكد الرئيس اليمني أن الحكم سيسلم بعد ذلك إلى «رئيس منتخب».
كما طلب أن يعلن الرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح وزعيم اللجان الشعبية عبد الملك الحوثي «تخليهما عن العمل السياسي وإلزامهما بالخروج من اليمن إلى منفى اختياري لمدة عشر سنوات وتطبيق العقوبات الدولية الصادرة من مجلس الأمن بحقهما».
وتحاول الأمم المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل أطراف النزاع. وقالت المصادر: إن خريطة الطريق المطروحة من مبعوث الأمم المتحدة تقترح أن «يتخلى هادي عن صلاحياته لنائب توافقي خلال شهر من توقيع اتفاق السلام المفترض التوصل إليه»، وهو ما يرفضه هادي.
وكان المبعوث الدولي قام مؤخراً بزيارة إلى سلطنة عمان حيث التقى ثلاث مرات ممثلين عن الجيش اليمني واللجان الشعبية.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: إن الرياض لم تتجاوز الخط الأحمر في اليمن، وأن لندن لا ترى في الغارات التي يشنها الطيران السعودي خطراً واضحاً يهدد بانتهاك حقوق الإنسان.
وأكد جونسون، أثناء مشاركته في حلقة جديدة من برنامج «عرض أندرو مار» بثتها قناة «بي بي سي» الأحد تمسك بريطانيا بدعم السعودية.
وقال رئيس الدبلوماسية البريطانية، رداً على سؤال عما إذا كان تسليح بلاده لقوات التحالف بقيادة الرياض يسهم في مخالفة القانون الدولي باليمن: «لا نعتقد بوجود أي خطر واضح يهدد بانتهاك حقوق الإنسان فيما يتعلق بهذه الأسلحة».
وشدد جونسون، في تناقض واضح مع تصريحات سلفه فيليب هاموند، على أن الخبراء البريطانيين غير متورطين في تحديد الأهداف التي تطولها الغارات السعودية، بل هم يوفرون للرياض فقط «النصائح العامة» بشأن الكيفية اللازمة لهذه الغارات.
وأشار الوزير البريطاني إلى أنه، على الرغم من قلق لندن المتزايد مما يجري في اليمن، فإن العمليات التي تشنها الرياض فيها يمكن تبريرها بأنها رد على هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد السعودية.
وأفاد جونسون بأنه بحث هذه المسألة قبل يومين في اتصالات مع نظيره السعودي عادل الجبير، مضيفاً: «حتى اللحظة الراهنة لا نعتبر أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه».
وتعرضت الرياض، منذ إطلاق التحالف الذي تقوده في اليمن، لموجة اتهامات تؤكد أن غارات الطيران السعودي على المناطق المأهولة التي لا وجود لأي أهداف عسكرية فيها، أودت بأرواح مئات المدنيين.
وفي حادث أثار ردود أفعال دولية واسعة، استهدف طيران التحالف في 8 تشرين الأول الماضي مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن مقتل 140 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 500 آخرين.
(أ ف ب– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن