سورية

«فيلق الرحمن» يرفض أي هدنة أو مصالحة مع الحكومة … تسوية أوضاع نحو 700 شخص بريف دمشق

| الوطن – وكالات

في إطار المصالحات المحلية بريف دمشق الجنوبي تمت أمس تسوية أوضاع نحو 700 شخص من بلدات الطيبة والكسوة والمقيليبة وذلك بموجب مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016، على حين أكدت ميليشيا «فيلق الرحمن» الناشطة في غوطة دمشق الشرقية رفضها أي هدنة أو مصالحة مع الحكومة، مؤكدّة استمرارها في القتال ضد الجيش العربي السوري.
وذكرت وكالة «سانا» أنه من بين الذين تمت تسوية أوضاعهم 150 مسلحاً سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يعكر صفو الأمن العام والسلم الأهلي.
وينص مرسوم العفو على الإعفاء من كامل العقوبة لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية. وأشار محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم في تصريح للصحفيين إلى أن «المئات من أهالي منطقة الكسوة وبعض البلدات المجاورة لها سووا اليوم وضعهم واستفادوا من مرسوم العفو وعادوا إلى حياتهم الطبيعية»، مبيناً أن «الضغط الشعبي هو من ولد المصالحات المحلية رغم محاولات الإرهابيين الأجانب إفشالها». ولفت المحافظ إلى أن المحافظة «تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية بالمصالحات على تفعيل المصالحات المحلية في جميع المناطق تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها وضمان عودة المواطنين الذين شردوا من منازلهم بفعل الإرهاب» مشيراً إلى أن «ريف المحافظة بالفترة القريبة جداً سيكون خالياً من السلاح والمسلحين وسيتم طرد جميع الإرهابيين الذين أتوا من الخارج».
وبدوره قال أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي همام حيدر في كلمة له أمام من سووا أوضاعهم إن «المشهد الرائع الذي نشاهده اليوم من أبناء منطقة الكسوة وحولها أعطى رسالة تحد إلى العالم بأن السوريين يحلون مشاكلهم بأنفسهم ولا يرضون لأي أحد أو جهة خارجية التدخل في شؤونهم الداخلية وأنهم قادرون على الحفاظ على سورية».
وأشار حيدر إلى أن «الدولة السورية حريصة على جميع أبنائها ممن ضل الطريق وعاد إلى جادة الصواب وستعمل على حل ومعالجة جميع الملفات والقضايا».
وأوضح رئيس مجلس مدينة الكسوة عبد العزيز الأصفر أنه اليوم «بدأت المرحلة الأولى من عملية تسوية أوضاع كل المسلحين والمطلوبين في منطقة الكسوة والطيبة والمقيليبة والتي يتبع لها بلدات المرأة والمعلية وعين البيضا والثورة». وأشار الأصفر إلى أنه «اعتباراً من الغد سيزاول من سوى وضعه أعماله اليومية بكل حرية ومنهم من سيقاتل التنظيمات الإرهابية إلى جانب الجيش العربي السوري حتى عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة آمنة ومطمئنة».
وبين عضو لجنة المصالحة في الكسوة المحامي بسام رابعة أن «منطقة الكسوة تشهد ارتياحاً كبيراً من قبل الأهالي بموضوع المصالحة التي أنجزت وعاد أبناؤهم إلى سورية الأم التي تلم الجميع وحتى من ضل الطريق ليبنوا الوطن يداً بيد إلى جانب حماة الديار». وقال أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة الكسوة تامر الحسن إن «المصالحة المحلية في الكسوة تحققت بعد جهود كبيرة واليوم يعود أبناؤها إلى طريق الصواب بعد أن كان مغرراً بهم من جهات خارجية استخدمتهم كأدوات لتنفيذ مخططاتها المعادية لسورية وضرب الأمن والأمان الذي كان ينعم به الوطن» مشيراً إلى أن «مؤسسات الدولة لم تتوقف يوماً عن تقديم خدماتها للمنطقة خلال الأزمة».
ولفت أحد ضباط الجيش العربي السوري إلى أنه في إطار متابعة مسيرة المصالحات المحلية وتسوية أوضاع المسلحين في منطقة الكسوة وحولها بموجب مرسوم العفو «تم اليوم استلام أسلحة متنوعة وهي عبارة عن رشاشات متوسطة وخفيفة وبنادق وعبوات ناسفة بأحجام وأوزان مختلفة وقواذف قنابل و«آر بي جي» وصاروخ مضاد للدروع وحزام ناسف وقنابل يدوية». وتحرص الحكومة السورية على تعزيز المصالحات المحلية في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية.
وانتهى في الأول من الشهر الجاري تنفيذ اتفاق المصالحة في خان الشيح وعدد من القرى المجاورة بعد تسليم المسلحين السلاح وتسوية أوضاع معظمهم وتأمين خروج من تبقى منهم بعد أن سلموا أسلحتهم التي تضمنت عشرات العربات المدرعة والصواريخ وقواذف «آر بي جي» ومئات القناصات والبنادق الآلية وكميات من الذخيرة إضافة إلى تحرير 23 مختطفا من المدنيين والعسكريين. كما تم البدء يوم الجمعة الماضي بتنفيذ اتفاق المصالحة في مدينة التل بريف دمشق الشمالي بترحيل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم. في الأثناء قالت ميليشيا «فيلق الرحمن» في بيان نشر على حسابها في موقع «تويتر»، إنها لا تقبل بأي حل لا يحقق ما سمته «مطالب الثورة السورية»، مطالبة الأهالي في الغوطة الشرقية بـ«الثبات والصمود»، ومؤكدة الالتزام ببيانات الهيئة العامة للغوطة الشرقية، الصادرة في تموز وكانون الأول للعام الجاري. وأكد ما يسمى «مجلس محافظة ريف دمشق الحرة»، مطلع كانون الأول الجاري، أن «ليس لهم علم بحدوث لقاءات بين أشخاص داخل الغوطة الشرقية مع أطراف من قبل النظام»، فيما حددت الهيئة العامة في الغوطة الشرقية، نهاية تموز الماضي، الجهات المخولة للبحث في موضوع الهدنة مع الحكومة، معتبرة أي جهة تفاوض بمفردها «خارجة عن إجماع أهل الغوطة»، وذلك على خلفية انتشار أنباء حول عقد مفاوضات مع الحكومة. وطالب «الفيلق» أهالي مدينة حلب بـ«الصبر»، مؤكداً لهم «الانتصار» ومتوعداً «النظام بنهايته وباستهداف مواقعه حتى انتزاع السيطرة على كافة المناطق».
وكانت ميليشيا «جيش الإسلام» الناشطة أيضاً في الغوطة الشرقية رفضت قبل عدة أيام إجراء مصالحة مع الحكومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن