محافظ دمشق الأسبق يشتكي للمحافظ الحالي .. وسط دمشق تربية أبقار وأغنام ودجاج ودباغة جلود وأشياء أخرى..!!
| محمود الصالح
يشتكي محافظ دمشق الأسبق إلى المحافظ الحالي من تردي الأوضاع الخدمية في بعض أحياء دمشق وخاصة منطقة برزة والاوتستراد المحاذي لركن الدين. تربية للأبقار والأغنام والدواجن على قارعة الطريق وريكارات الصرف الصحي طمرت بطبقات من الزفت وقضايا خدمية أخرى توجه بها محافظ دمشق الأسبق إلى المحافظ الحالي الذي شكل على الفور لجنة تقصي ومتابعة لهذا الموضوع.
المحامي فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة دمشق وبصراحته المعهودة وشفافيته التي تنبئ بحسن سريرته يقدم لنا معلومات صادقة ومتميزة وفريدة. حيث قال في حديث خاص لــ«الوطن» نتيجة شكوى محافظ دمشق الأسبق قامت اللجنة التي شكلها المحافظ بالكشف على المنطقة وتبينت صحة الكثير مما ورد في الشكوى ومعالجة البعض من القضايا ومنها إغلاق فتحات الصرف الصحي بالزفت على مر الزمن إضافة إلى الأرصفة وهندسة المرور. لكن المشكلة الأساسية هي المخالفات الموجودة في البارك الشرقي والمتمثلة بتربية الأبقار والأغنام والدجاج ووجود مسالخ مخالفة وكذلك دباغة جلود. كل ذلك يشكل ضررا على البيئة.
ويضيف سرور: وعلى الرغم من وجود ضرر مؤكد لهذه التربية والمسالخ لكن دمشق لا يمكنها الاستغناء عن هذه الحالة لأن وجود هذه المزارع يوفر لدمشق أكثر من 60% من لحوم الفروج والأغنام والأبقار. وفي حال منع تربية الحيوانات في البارك الشرقي سترتفع أسعار اللحوم إلى أكثر من عشرة أضعافها. وقبل الأزمة كانت الثروة الحيوانية تربى في الريف ولكن الضرورة دعت هؤلاء إلى التوجه إلى البارك الشرقي هذه المنطقة الواسعة الواقعة بين اتوستراد العدوي وبرزة ومن الغرب اتوستراد ركن الدين ومن الشرق البانوراما.
وعلى الرغم أن جميع هذه المزارع والمسالخ مخالفة إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها حيث يصل عدد الطيور التي توفرها هذه المداجن إلى أكثر من 10 آلاف طير يوميا لدمشق. وبالمقابل لا يوجد في دمشق سوى مسلخين للدولة وباقي المسالخ كلها مخالفة. وأكد سرور أن الجهات المعنية في المحافظة تغض الطرف عن تربية هذه الحيوانات ولكنها ليست من دون رقابة حيث ستتم مراقبة إنتاجها في الأسواق إذ لا يمكن أن تتم مراقبة المسالخ المخالفة في مكانها الحالي لأن دخول الطبيب البيطري إليها يعطيها شرعية وهذا غير ممكن. لذلك ستقوم دوريات الرقابة الصحية بمتابعة اللحوم في المحلات فإذا كانت مخالفة فسوف تتم مصادرتها وإن لم تكن سمح ببيعها. أما بالنسبة لمسلخ الأبقار فقد تم إغلاقه بشكل نهائي وكذل تم إغلاق مدابغ الجلود لأن فيها ضرراً كبيراً على البيئة. وأشار سرور إلى أن حاجة دمشق يوميا تصل إلى 500 طن من اللحوم لإطعام ما يزيد على 8 ملايين مواطن في المدينة ولا يمكن للمسالخ وأماكن التربية النظامية توفيرها وما يأتي من المسالخ وأماكن التربية المخالفة يتجاوز 250 طناً يومياً. وأضاف: تعتبر منطقة البارك الشرقي من المناطق المستملكة لمصلحة إنشاء حديقة الأنغام والطيور والأسماك ولكن لم يتم تنفيذ المشروع بسبب الأزمة وفيه مساكن قديمة وأراضٍ زراعية ويعيش فيه ما يقارب مليون إنسان هم من سكان الريف ممن لهم جذور في هذه المنطقة حيث يعيش في البيت الواحد أكثر من 20 شخصاً نتيجة تهجيرهم من الريف إلى المدينة. وتتوافر في هذه البيوت الكهرباء والمياه والصرف الصحي.