سورية

75% من الأحياء الشرقية تحت سيطرة الجيش … حلـــب محـــررة خــــلال أيــــــام

| حلب – الوطن

حقق الجيش العربي السوري انتصاراً كاسحاً على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في حلب وألحق بها هزيمة نكراء أرغمتها على الانهزام نحو أحياء استسلامهم أو انسحابهم جنوبي شرقي المدينة التي باتت تفصلها أيام عن التحرر بشكل كامل من الإرهاب بعدما أصبحت 75% من الأحياء الشرقية لمدينة حلب تحت سيطرة الجيش. وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة تمكنوا أمس من السيطرة بشكل كامل على أحياء شمال قلعة حلب بما فيها مناطق المدينة القديمة بعد حصار المسلحين في المنطقة الممتدة بين حي قاضي عسكر والقلعة وصولاً إلى مركز المدينة، وخاض اشتباكات عنيفة معهم أجبرتهم على الفرار بشكل عشوائي إلى الأحياء القليلة المتبقية لهم في الجهة الجنوبية الشرقية من الجنوبية وتلك الواقعة إلى الجنوب من مركز المدينة.
وأكد المصدر، أن الجيش تقدم من حي الشعار باتجاه حي كرم الجبل المجاور، وتقدم كذلك من حي قاضي عسكر نحو قلعة حلب التاريخية التي تقع تحت سيطرة حامية للجيش وغدت تفصله عنها 500 متر، الأمر الذي فرض نوعاً من الحصار على المسلحين في أحياء شمال القلعة مثل قرلق والجديدة والألمجي والحميدية وباب النصر وباب الحديد والمعادي وساحة التنانير والعريان وأقيل (أغير) أجبرهم على الانسحاب منها نحو أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة وإلى السكري والأنصاري والزبدية وصلاح الدين.
وبيّن المصدر، أن الجيش شن هجوماً واسعاً من حيي كرم ميسر وقاضي عسكر صوب حي باب النيرب المجاور جنوبي شرقي المدينة وأوقع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة في صفوف المسلحين أرغمتهم على الانسحاب نحو حي الصالحين قبل أن يتقدم إليه من جهة المرجة التي مد نفوذه إليها الثلاثاء مع حي الشيخ لطفي والمهيمنة على حي الصالحين.
وبذلك تتبقى أحياء جنوب القلعة في المدينة القديمة فقط تحت سيطرة المسلحين الذين انهارت صفوفهم وتسابقوا على الفرار، ويتوقع أن يتقدم الجيش باتجاهها خلال الساعات المقبلة، على حين علمت «الوطن» أن الجيش لا يزال يخوض اشتباكات في حي الشيخ سعيد أقصى جنوبي شرقي المدينة حتى ساعة تحرير هذا الخبر مساء أمس لتحرير القسم المتبقي منه تحت سيطرة «جبهة فتح الشام» «النصرة سابقاً».
ويشن الجيش هجوماً واسعاً على حي بستان القصر جنوبي مركز المدينة كأهم معقل ما زال في قبضة المسلحين، وفي حال الهيمنة عليه سيفتح الباب لسقوط حيي الكلاسة والفردوس ثم الزحف نحو آخر مناطق المسلحين في الزبدية والأنصاري والسكري وتل الزرازير والمشهد والعامرية وجزء من حيي صلاح الدين وسيف الدولة التي لا تشكل مع جميع مناطق نفوذ المسلحين حتى مساء أمس أكثر من 25% من مساحة الأحياء والمناطق التي كانوا يسيطرون عليها قبل انطلاق عملية الجيش العسكرية لتحريرها قبل أسبوعين، حسب خبراء عسكريين تحدثت إليهم «الوطن» توقعوا أن تنتهي عملية الجيش في غضون أيام بتسليم المسلحين أنفسهم أو خروجهم من المدينة من خلال تسوية تقضي بمصالحة وطنية شاملة.
وتمكن أكثر من 2000 مدني من الخروج باتجاه مناطق سيطرة الجيش العربي السوري غربي المدينة على حين سلم أكثر من 100 مسلح أنفسهم مع سلاحهم للجيش بهدف تسوية أوضاعهم والإفادة من مرسوم العفو.
وبتحرير الأحياء شمال القلعة والمدينة القديمة وخاصة أقيل والجديدة، احتفل سكان أحياء الجابرية وميسلون وتلفون هوائي والحميدية والنيال والعزيزية بنصر الجيش بعد أن دفعوا ضريبة صمودهم مئات الشهداء وآلاف الجرحى وذاقوا الأمرين من القذائف والصواريخ المتفجرة التي كانت تستهدف أحياءهم. وابتهج جميع سكان حلب بعودة الجامع الأموي الكبير الواقع إلى الجهة الشمالية من القلعة إلى حضن الشرعية كأهم رمز في المدينة مع قلعتها الشامخة على الرغم من الدمار الكبير الذي ألحقه المسلحون به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن