رياضة

الحماسة لا تكفي

| ناصر النجار

المعترضون على الدوري الممتاز كانوا كثراً، وهذه الفرق تعرف مسبقاً أن هذا الدوري سيكلف المال الوفير، لذلك: لماذا سعت إليه وحاربت من أجل الدخول في معتركه؟
هو سؤال مفترض، لكنه يدل على أن الثقافة الكروية غائبة كلياً عن أنديتنا أو إن التخطيط والبرمجة ليس لهما أي دور في الاستراتيجية المفترضة.
ولنا مثال في نادي النضال الذي حسبها صح، فعرف حجمه ووقف عنده فلم يدخل غمار المنافسات وشارك في الدوري التصنيفي حباً وكرامة وتأهيلاً لفريقه الذي ضم صغاراً وكباراً.. أما الأندية الأخرى التي دفعت العير والنفير في شراء اللاعبين، فقد وقفت حائرة وهي تدخل الدوري الممتاز، وبعضها فعلاً عاجز عن المشاركة بسبب تكاليف الموسم الذي سيطول كثيراً.
نعود إلى المؤتمر الذي أقرّ الدوري التصنيفي وشكل الدوري الممتاز بحلته الجديدة، وجدنا حماسة الفرق لرفع عدد الدوري الممتاز إلى 16 فريقاً على حين كان اقتراح اتحاد الكرة وجود 14 فريقاً في الدوري الممتاز، وهذه الحماسة جاءت من فراغ وليست من تخطيط، فالكل هرول إلى الدوري الممتاز، وأغلبهم اليوم بات يستجدي المال من أجل المشاركة أو إنه لن يشارك.
والحقيقة إن عدم المشاركة لن تحرج اتحاد الكرة لأنه جاهز لإطلاق الدوري ولو كان عدده ثمانية فرق، والحقيقة أيضاً أن الدوري الممتاز بحاجة إلى فرق قادرة على مواكبته بكل شيء.
نادي الجزيرة الأكثر اعتراضاً يقبض المال الوفير جراء بيع لاعبيه يميناً ويساراً حتى إنه «كما وردنا» باع أحد لاعبيه إلى الوحدة والجيش معاً وقضية هذا اللاعب برسم المكتب التنفيذي، بيع اللاعبين يدر على النادي سيولة قادرة على المشاركة فضلاً عن دعم محبي النادي الذين يتبرعون باستمرار، والكلام نفسه ينطبق على الفتوة الذي صار يتصدر سوق الأسهم ببيع اللاعبين من عدي جفال إلى علي رمضان إلى ورد السلامة وغيرهم كثير.. لسنا في هذا الموقف مع أو ضد، لكن كرة القدم تحتاج إلى من يعتني بها ويدفع لها، وهذه العناية لا تأتي من فراغ، والصراحة تقول: إن الأندية غير القادرة على العناية بكرة القدم عليها أن تلتزم بحجمها، فاحترام كرة القدم يتطلب وجود إمكانيات فنية وإدارية وتقنية ومالية ومن لا يملكها لا تلزمه كرة القدم، والأموال التي يصرفها على كرة القدم هباء، يمكن أن ينفقها على ألعاب أخرى تنفع النادي وتنفع هذه الألعاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن