سورية

محافظ القنيطرة يؤكد حرص القيادة والحكومة على تعزيزها … التل تحتفل بإنجاز المصالحة.. وإبراهيم: قريباً كامل ريف المحافظة سيكون آمناً

| ريف دمشق – القنيطرة – الوطن

بينما جدد محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر التأكيد على حرص القيادة والحكومة السورية على إعطاء المصالحات الوطنية كل الأهمية وتعزيزها في مختلف المناطق، شهدت مدينة التل مهرجاناً احتفالياً لمناسبة إنجاز اتفاق المصالحة الوطنية في المدينة، وذلك بمشاركة حاشدة رسمية وشعبية.
وبحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن»، فقد احتشد الآلاف من أهالي المدينة في ساحة البانوراما وسط المدينة رافعين الأعلام الوطنية ومرددين الهتافات والشعارات الوطنية، وذلك بعد إخلاء المدينة من السلاح والمسلحين وعودة الحياة الطبيعية إلى إليها.
وأوضحت المصادر أنه شارك في المهرجان محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم وأمين فرع محافظة ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي همام حيدر ومدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور وقائد شرطة محافظة ريف دمشق اللواء جمال بيطار وفعاليات نقابية ومهنية وشعبية.
وتم في الثاني من الشهر الجاري تنفيد اتفاق مدينة التل القاضي بتسوية أوضاع عدد من المسلحين بموجب مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016 وتأمين خروج من تبقى من المسلحين بعد تسليم أسلحتهم وذلك تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليها بشكل كامل.
وينص مرسوم العفو على الإعفاء من كامل العقوبة لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية.
وبعد أن هنأ إبراهيم في كلمة له أهالي المدينة على تعافيها من الإرهاب وخلوها من جميع المظاهر المسلحة، أكد أن «كامل ريف المحافظة سيكون أمناً في وقت قريب بعد دحر الإرهاب الذي عانى منه على مدار 5 سنوات الماضية».
وأشار إبراهيم إلى أن المحافظة «جاهزة لاستقبال ومتابعة جميع القضايا والمسائل لمواطني مدينة التل وتلبية جميع طلباتهم وستعمل يداً بيد مع أبناء المدينة لإعادة إعمار ما خربته التنظيمات الإرهابية»، مبيناً أن «جميع مؤسسات الدولة بدأت من اليوم (السبت) عملها لإعادة الخدمات إلى المدينة من كهرباء ومياه وصرف صحي».
بدوره نوه أمين فرع محافظة ريف دمشق لحزب البعث «بالجهود الشعبية لأبناء مدينة التل ووجهائها ورجال الدين التي سعت وتضامنت مع الجيش العربي السوري للوصول إلى هذه المصالحة المحلية السورية السورية بامتياز ولتكون المدينة آمنة مستقرة».
من جهته قال مدير أوقاف ريف دمشق: «إن جميع أبناء مدينة التل قالوا بلسان وصوت واحد لا للإرهاب والتدمير والتخريب.. وإنهم سيسهمون في بناء سورية لتعود أفضل مما كانت عليه وإنهم سيفرحون قريباً بانتصار مدينة حلب وكل المدن في جميع المحافظات». وأوضح قائد شرطة محافظة ريف دمشق، أن «قوى الأمن الداخلي ستقوم بدءا من اليوم بأداء واجبها الوطني تجاه أبناء مدينة التل وستتم إعادة مديرية المنطقة بكامل ضباطها وعناصرها والخدمات الشرطية وتسيير الدوريات لحفظ الأمن والنظام في المدينة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة».
وأشار خطيب وإمام جامع التل الكبير الشيخ بدر الدين الخطيب إلى «الارتياح الكبير لأبناء مدينة التل والمهجرين إليها لإنجاز وإنجاح المصالحة المحلية وعودة الأمن والاستقرار إلى المدينة» منوها «بجهود شرفاء التل من كل الفئات والذين أسهموا في حقن الدماء وحافظوا على النساء والأطفال الشيوخ والبيوت وأنجزوا في النهاية هذه المصالحة التي نتمنى من جميع المناطق أن تحذوا حذوها». وتحرص الحكومة السورية على تعزيز المصالحات المحلية في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية.
وتم في شهر آب الماضي إنجاز اتفاق إخلاء مدينة داريا من السلاح والمسلحين حيث بدأت الجهات المعنية على الفور بوضع دراسات لإعادة إعمار ما خربه الإرهابيون كما تم خلال الأسابيع القليلة الماضية إنجاز مصالحات محلية في قدسيا والهامة والمعضمية وخان الشيح تمت بموجبها إعادة الأمن والاستقرار إليها وعودة جميع مؤسسات الدولة إليها.
وفي جنوب البلاد، وبهدف تشجيع المصالحات الوطنية وتحفيز من غرر بهم على العودة إلى حضن الوطن وتسوية أوضاعهم والاستفادة من مرسوم العفو الصادر عن رئيس الجمهورية، التقى محافظ القنيطرة 200 شخص ممن سلموا سلاحهم وتم تسوية أوضاعهم من أبناء المحافظة والمقيمين في تجمع الكسوة الغربي.
وأكد عبد القادر حرص القيادة والحكومة السورية على إعطاء المصالحات الوطنية كل الأهمية وتعزيزها في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الواجب الوطني والأخلاقي يقتضي منا أن نوحد جهودنا باتجاه العدو الإسرائيلي والوقوف صفاً واحداً مع جيشنا الباسل في حربه ضد الإرهابيين والعمل معاً لإعادة الإعمار ولعودة الذين ضلوا طريقهم وغرر بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن لتعود سورية بلد الأمن والأمان والمحبة والسلام.
وأوضح محافظ القنيطرة أن الدولة السورية حريصة على جميع أبنائها ممن ضل الطريق وعاد إلى جادة الصواب وأن المصالحة المحلية في الكسوة تحققت بعد جهود كبيرة من الجهات المعنية واليوم الدعوة مفتوحة لاحتضان جميع الشباب الذين ضلوا طريقهم وللعودة لحضن الوطن تحت سقف القانون والتي من شأنها تعزيز وحدة الشباب وتمسكهم بقيمهم الوطنية الأصيلة، مؤكداً أن مؤسسات الدولة لم تتوقف يوماً عن تقديم خدماتها لأبناء القنيطرة في تجمعات الكسوة خلال الأزمة.
وأشار عبد القادر إلى صمود أبناء القنيطرة على أرض المحافظة وإفشال جميع محاولات الأعداء من النيل منها بفضل وحدة أبنائها وتماسكهم ووقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات الرديفة الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة والتضحية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن القنيطرة ستبقى عصية على الأعداء بوعي وصمود أبنائها، ومنوها بالجهود المبذولة والمستمرة لتحقيق المصالحات الوطنية على أرض القنيطرة وعودة من غرر بهم إلى حضن الوطن، معتبراً مرسوم العفو فرصة للتصالح والتسامح وتجسيد للحالة الوطنية المتجذرة في محافظة القنيطرة.
وطالب محافظ القنيطرة جميع القادرين على حمل السلاح بالالتحاق بالألوية الطوعية والفيلق الخامس (اقتحام) والمساهمة بالوقوف إلى جانب جيشنا الباسل والقضاء على ما تبقى من العصابات الإرهابية المسلحة.
وعبر عدد ممن تمت تسوية أوضاعهم عن شكرهم لهذه المبادرة مؤكدين التزامهم بالمبادئ الوطنية والقوانين الناظمة، داعين كل الذين ضلوا الطريق إلى تسوية أوضاعهم والاستفادة من مرسوم العفو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن