سورية

المسلحون يصعدون استهداف الأحياء الآمنة … الجيش يوقف عمليته مؤقتاً في حلب ويؤمن خروج 20 ألف مدني

| حلب – الوطن

أوقف الجيش العربي السوري عمليته العسكرية مؤقتاً في حلب لتسهيل خروج المدنيين الذين يحاصرهم المسلحون في الأحياء المتبقية بحوزتهم جنوب المدينة ولتمكن الجيش من تأمين خروج 20 ألفاً منهم أمس في الوقت الذي صعد المسلحون ضرباتهم بالقذائف الصاروخية على الأحياء الآمنة في المدينة.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش جهز لعملية عسكرية واسعة بغية استهداف الأحياء التي لجأ إليها المسلحون جنوب المدينة والتي لا تشكل أكثر من 7.5 بالمئة من إجمالي الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها لكن الجيش أوقف تقدمه واستكمال المهمة الموكلة إليه بهدف تأمين ممرات آمنة للمدنيين المتخذين كدروع بشرية لدى المسلحين، ولفت إلى أن الجيش سيواصل عمليته العسكرية في أقرب وقت.
وقال المصدر: إن يوم أمس شهد خروج 20 ألف مدني من أحياء الفردوس والكلاسة والأنصاري والمشهد والسكري إلى مناطق سيطرة الجيش غرب حلب عبر معبر كرم حومد وباب الحديد الذي تجمع فيه 3 آلاف مدني تم نقلهم إلى مركز الإيواء المؤقت في جبرين حيث تم تأمين جميع احتياجاتهم. كما جرى تنظيم خروج المدنيين القادمين من شرق المدينة من خلال الممر الإنساني الذي شهد اكتظاظاً كبيراً في منطقة المهيار.
وكان الجيش العربي السوري بمؤازرة القوات الرديفة تمكن من استعادة السيطرة على أكثر من 93 بالمئة من أحياء سيطرة المسلحين في الشطر الشرقي من المدينة منذ بدء عمليته العسكرية قبل ثلاثة أسابيع ولم يتبق للمسلحين سوى أحياء بستان القصر والكلاسة والفردوس والزبدية والمشهد والعامرية والسكري وتل الزرازير والشيخ سعيد وجزء من صلاح الدين وسيف الدولة وأقسام من المدينة القديمة الواقعة جنوب قلعة حلب مثل منطقة الأعجام الخالية من السكان والتي بدأ الجيش عملية عسكرية لاستردادها أمس بعد أن استعاد الأحياء الواقعة شمال القلعة في المدينة القديمة.
وعلمت «الوطن»، أن الجيش استقدم تعزيزات إضافية إلى حي الشيخ سعيد أقصى جنوب المدينة لاستعادة السيطرة على الأجزاء المتبقية منه وكذلك إلى حي الإذاعة وسيف الدولة لمواصلة تقدمه باتجاه حي الزبدية ومنطقة جب الجلبي المجاورة بهدف محاصرة حي بستان القصر من جهتين وهو المعقل الرئيسي المتبقي لمسلحي «جبهة النصرة»، والتي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، بالإضافة إلى الشيخ سعيد.
وانتهج المسلحون أسلوب التصعيد بإطلاق القذائف المتفجرة وصواريخ غراد صوب الأحياء الآمنة غرب المدينة والتي حظيت أحياء الفرقان والمارتيني والميرديان والأعظمية وسيف الدولة والحمدانية بالحصة الأوفر منها، الأمر الذي تسبب باستشهاد 10 مدنيين وجرح 42 آخرين وإلحاق خسائر مادية كبيرة في الأبنية السكنية والمحال التجارية.
ورد الجيش بإطلاق القذائف على نقاط إطلاق القذائف في منطقة الراشدين في الجهة الغربية من المدينة وحي بستان القصر شمال مركزها ودمر منصات لإطلاق قذائف الهاون وراجمات صواريخ غراد وقتل وجرح عدداً من المسلحين.
وفيما واصلت فرق الهندسة في الجيش وخبراء المتفجرات في الجيش الروسي تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في حي مساكن هنانو، عثر الجيش على العديد من مستودعات الأسلحة المليئة بالذخيرة والسلاح في مناطق متفرقة من الأحياء التي حررها شرق المدينة، وعثر أيضاً على معمل لتصنيع العبوات الناسفة واسطوانات الغاز الملغمة في مدرسة تقع في ساحة التنانير في المدينة القديمة كانت تتبع لميليشيا «كتائب الصفوة» المنضوية تحت راية ميليشيا ما يدعى «الجيش الحر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن