قضايا وآراء

حديث العز

| محمد أحمد خبازي
بواقعيته المعهودة، وشفافيته المعروفة، وجرأته التي يتَّسم بها، وصَّفَ السيد الرئيس بشار الأسد في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «الوطن» ونشرته بعددها الصادر الخميس الماضي، الواقع السوري على كل الصعد، بدءاً من انتصار الجيش في حلب، إلى العلاقات الدولية قبل وخلال الحرب الظالمة على بلدنا الحبيب، وتبديات تغيراتها على وقع انتصارات الجيش في مجابهته الإرهابيين، وامتداد لظى الإرهاب إلى أوروبا وهو ما حذَّر الرئيس الأسد العالم كله منه في بداية هبوبه في أرضنا، ولم يكترث لهذا التحذير أحد حتى بلغت ناره بعض الدول فانتبهت وأيقنت أن تحذير الرئيس واقعي وليس تهديداً، إلى الشأن الداخلي ومؤرِّقات المواطن السوري المعيشية، ومن الفساد الذي يمارسه صغارٌ في ظل كبارٍ، إلى اقتصاد إعادة الإعمار والإفادة من الموارد البشرية السورية في تلك العملية التي بدأت في غير محافظة نظَّفها الجيش من الإرهابيين.
وإذا كان التفاؤل بالمستقبل الذي يصنعه الجيش ببطولاته وانتصاراته والشعب بصموده وتضحياته هو سمة حديث السيد الرئيس، فإن العزَّ يغلِّفُهُ أيضاً.
فالرئيس الأسد لا يتعامل مع الدول صغيرةً كانت أم كبيرةً إلا من موقع الندِّ للند، في الوقت الذي يتعامل فيه غيره من قادة بعض الدول، موقع السيد والعبد أي التابع والمتبوع، ولكم في المشيخات الخليجية وغير دولة عربية من الإمعّات خير دليل!!
فحتى العلاقة مع الروس والإيرانيين – التي يظنها الكثيرون غير ذلك – هي علاقة ندية أساسها الاحترام المتبادل والقيم الأخلاقية والمبادئ الدولية، لا يُفرض فيها رأيٌ ولا يؤخذُ بها قرارٌ، وإنما يُعتمدُ فيها الحوار والتنسيق والتشاور اليومي، فسورية لا ترتمي ولا تنبطح ولا تسلِّمُ أمرها إلى أي دولة أخرى، حتى لو كانت علاقتها بها في تماهٍ عزَّ نظيرُهُ، وحتى لو كانت تلك الدولة تقدِّمُ من الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي ما تقدِّمه روسيا وإيران والصين وغيرها من الدول المحبة للسلام والمناصرة لسورية في حربها على الإرهاب.
فلسورية خصوصيتُها، وقرارُها، وشخصيتُها التي تتفرَّدُ بها عن كل دول العالم قاطبة .
ومن هذا العز الذي يغلِّفُ حديث الرئيس الأسد، يمكنك أن تقرأ الأيام المقبلة، التي لن تكون إلا بمشيئة السوريين، والتي لن يكون فيها فاسدٌ مهما علا أو انخفض شأنُهُ، ولا مرتزق مهما اعتقد ذاته المتورِّمة فوق القانون!!
فسورية بعد الحرب التي أوشكت نهايتُها، ليست كما هي قبلها أو خلالها، فالأولوية اليوم للتخلص من الإرهاب وغداً للبناء، والبناء على كل الصعد، والمحاسبة بناء أيضاً.
إنه حديثُ العز الذي يثبت للعالم أجمع أن سورية منتصرة بشعبها وجيشها، وللسوريين الشرفاء أجمعين أن غدهم أحلى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن