قضايا وآراء

حلب… بوابة النصر

| ميسون يوسف

في حديثه المتزامن مع معركة حلب التي باتت نتائجها محسومة لمصلحة الدولة السورية في مواجهة الإرهاب ورعاته أكد الرئيس الأسد مفاصل رئيسية تتصل بالحرب التي استهدفت سورية لإسقاطها وتفتيتها واستتباعها.
ومن باب حلب التي تعود الآن إلى حضن الدولة والوطن حرة مطهرة ومن على صفحات صحيفة «الوطن» السورية، كانت مواقف الرئيس ذات أبعاد إستراتيجية وسياسية عميقة متميزة كالعادة بالصدق والواقعية والشفافية، وحتى لا يغرق البعض بالظن أن الحرب على سورية تنتهي بانتهاء معركة حلب وضع الرئيس الأمور في نصابها وميز بين انتهاء الحرب وحسم اتجاهها ومسارها، فالحرب على حد قول الرئيس تنتهي بانتهاء الإرهاب، وهنا كان واضحاً حيث قال: «صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سورية»، فالحرب لا تنتهي «إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى» لكن حلب بعد تحريرها كاملة ستغير اتجاه المعركة وتفتح الباب واسعاً والطريق عريضا للسير نحو إنهاء هذا الإرهاب والإرهابيين على كامل الأرض السورية.
النصر في معركة حلب على ما وصفه السيد الرئيس «يعني تحول مجرى الحرب في كل سورية، وبالتالي سقوط المشروع الخارجي سواء كان إقليميا أم غربياً، وهذه هي النقطة الرئيسية والأساسية التي يعول عليها. حيث إن سورية تستطيع أن تحتفل بالنصر الإستراتيجي بعد حلب ويبقى عليها أن تعمل لتربح معركة الأمن والاستقرار الممهد لمعركة الإعمار. لكن البداية في كل ذلك تكون من حلب بعد تحريرها، ولأن لحلب ومعركتها هذه الأهمية فقد كان الرئيس الأسد واضحاً أيضاً في فهمه لسلوك الغرب الذي يسعى إلى وقف المعركة ليمنع عن سورية الانتصار بأي ثمن، ومن هنا يفهم كيف أن ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وأوتاوا تداعت إلى الدعوة إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في حلب ولما فشلت في مجلس الأمن لجأت إلى الجمعية العامة من أجل إنقاذ الإرهابيين في حلب ومنع انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه. لكن كلام الرئيس كان أيضاً واضحاً وقاطعاً بأن لا سبيل لمناورات جديدة أو هدنات من أي نوع وهي في الأصل كما قال «عملياً غير موجودة طبعاً. لكنهم ما زالوا مصرين على طلبها وخاصة الأميركيين، لأن عملاءهم من الإرهابيين أصبحوا في وضع صعب»، لقد أكد الرئيس في موقفه هذا أن مناورات الغرب الخادعة لإنقاذ الإرهاب لن تمر وأن الهدنة لن يلجأ إليها لإنقاذ الإرهاب، وطبعا كما يؤكد الرئيس في كل مواقفه أن سلامة المدنيين وأمنهم هو أساس عنده فإن كانت فترة من التقاط الأنفاس لأجل إجلائهم وتحريرهم من أنياب الإرهاب، فالأمر يكون مقبولا أما إذا كانت الهدنة من أجل تعزيز أوضاع الإرهابيين أو تثبيتهم في حلب فإن الأمر مرفوض كليا لأن قرار سورية هو تطهير أرضها وهو قرار متخذ لا رجعة عنه وأن تطهير حلب هو جزء من تنفيذ هذا القرار.
خلاصة القول، من تابع الرئيس الأسد في حديثه إلى «الوطن» السورية أيقن بأن القيادة السورية واثقة بنفسها وبقوتها وبنتائج المواجهة وأن سورية الموحدة الثابتة على مواقعها الإستراتيجية كسبت الحرب وما تبقى تفاصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن