سورية

«أحرار الشام».. ميليشيا تفرخ أخرى

| الوطن- وكالات

استمراراً للخلافات ضمن ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي قادت إلى عزل أبو يحيى الحموي، أعلن 17 فصيلاً مسلحاً في صفوفها، أمس، اندماجهم الكامل وتشكيل «جيش الأحرار» بقيادة «هاشم الشيخ»، فيما يعتبر انشقاقاً كبيراً في الميليشيا.
و«أحرار الشام» من الميليشيات المسلحة القريبة من نهج تنظيم «القاعدة» والتي يسعى الغرب إلى تعويمها بحجة أنها «معارضة معتدلة». وأدت مشادات ضمن قياداتها بشأن اقتحام بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي والمحاصرتين من ميليشيا «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) فرع القاعدة في سورية، إلى «كف يد» متزعمها الحالي أبو يحيى الحموي، وتعيين المدعو علي العمر متزعماً جديداً لها.
وحسب تقارير فإن أولى مهام المتزعم الجديد للميليشيا «اقتحام البلدتين»، وأن الخلفية الحقيقية للخلافات في الميليشيا نابعة من ولاءات الميليشيا «القاعدية» التي لم تعد تستطيع إخفاءها.
وفعلاً استهدفت «أحرار الشام» البلدتين المحاصرين بمئات الصواريخ والقذائف يومياً واستشهد جراءها العشرات من المدنيين وجرح الكثير.
واستمر الخلاف ولم ينته في الحركة بعد استهداف البلدتين ووصل إلى حد تشكيل «جيش الأحرار» الذي يعتبره مراقبون انشقاقاً في «حركة أحرار الشام» على خلفية الخلافات السابقة بين قيادات الحركة والتي أفضت سابقاً إلى عزل الحموي واستهداف كفريا والفوعة ليتبلور الخلاف اليوم بشكل علني في الإعلان عن التشكيل الجديد.
وأفاد بيان نشره «جيش الأحرار» على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بأنه «حرصاً على وحدة الصف في حركة أحرار الشام، وزيادة الفاعلية العسكرية في الساحة، لرد العدو الصائل، أعلن 16 لواءً وكتيبةً عاملةً في الحركة، اندماجها تحت مسمى (جيش الأحرار) بقيادة المهندس هاشم الشيخ (أبو جابر)».
كما أصدر ما يسمى «لواء أهل الشام» الموجود في ريف اللاذقية الشمالي، المنضوي تحت لواء «أحرار الشام»، بياناً أعلن فيه انضمامه إلى «جيش الأحرار».
من جانبه، قال ما يسمى «مسؤول مكتب الدراسات في هيئة الدعوة والإرشاد» التابع لـ«أحرار الشام»، «أبي الفتح الفرغلي»، في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «جيش الأحرار نواة اعتصام، خطوة مباركة في طريق الخير والحق، وفي طريق إنقاذ حلب».
وحسبما نقلت وسائل إعلامية داعمة للمعارضة، فقد انقسمت قيادات مجلس شورى «أحرار الشام» على خلفية الدعوات لاقتحام كفريا والفوعا، وعلق 8 من أعضاء «مجلس الشورى» الشهر الفائت عضويتهم من المجلس، قبل أن يجتمع المجلس في وقت لاحق، ويتخذ قراراً بكف يد «الحموي»، واقتحام البلدتين بعد تعيين قائد عام جديد للحركة: «استجابة للضغوط الشعبية، ولنفي كل الاتهامات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي والضغوط التي باتت تتهم الحركة بالتخاذل، وتذهب إلى تخوينها»، حسبما قال مصدر بارز في الحركة.
وحسبما نقل عن مصدر في الميليشيا فإن الضغوط الشعبية عليها لاقتحام البلدتين «تأتي بدعم من جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) التي ترى أن «أحرار الشام» تلتزم الهدنة، ولا تعير اهتماماً لقوات المعارضة التي يتم إخلاؤها من ريف دمشق وترحيلها إلى إدلب، كذلك لا تبالي بما يجري في حلب، في وقت يعد اقتحام كفريا والفوعة سهلاً وسيشكل نقطة ضغط على النظام لمنعه من إخراج المقاتلين من حلب».
غير أن الضغوطات التي تمارسها «فتح الشام» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، تدخل في سياق آخر، حسبما يقول أحد أعضاء معارضة الخارج، مشيراً إلى أن «فتح الشام»، «ترى أن الأحرار قوة كبيرة معتدلة ومقبولة لدى الغرب، كما أنها تسيطر على معظم المعابر الحدودية مع تركيا، وبالتالي، تسعى فتح الشام لإنهاء الأحرار»، موضحاً أن خطتها «تضع الأحرار أمام خيارين سيئين، أولهما اقتحام كفريا والفوعة ما يعني تمرداً على الاتفاق الدولي للهدنة، وثانيهما، إذا رفضت الأحرار اقتحام البلدتين، فإنها ستواجه ضغوطًا شعبية، كما يحصل الآن، واتهامًا بالتخاذل، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى انفراط عقد قياداتها وبروز انشقاقات في داخلها».
وبالفعل، تحقق السيناريو الأخير، إذ برزت انشقاقات داخل جسم قيادة «أحرار الشام»، وبدأ الصوت المتشدد فيها المرتبط بالولاء لتنظيم «القاعدة» بالبروز بشكل كبير، و«حُصِر خيار الترشح لقيادة أحرار الشام بين أبو جابر الشيخ وأبو صالح الطحان».
ومن المعروف أن الشخصيتين هما من الموالين لتنظيم «القاعدة»، وكان الشيخ القائد العام للحركة حتى صيف 2015، حين تم انتخاب الحموي رئيساً لها. أما الطحان، فكان «أمير قطاع حلب» وكان من أبرز الموالين لتنظيم «القاعدة».

ألوية وكتائب «جيش الأحرار»

الألوية والكتائب المشكلة لـ«جيش الأحرار» هي: «لواء التمكين، لواء عمر الفاروق، لواء أحرار الجبل الوسطاني، لواء أجناد الشريعة، لواء أنصار الساحل، لواء أنصار حمص، كتيبة أبو طلحة الأنصاري، الجناح الكردي، كتائب حمزة بن عبد المطلب في الشمالي، كتيبة قوافل الشهداء، كتيبة أحرار حارم، كتيبة شيخ الإسلام، كتيبة الطواقم، لواء المدفعية والصواريخ، لواء المدفعية الرديف، لواء المدرعات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن