سورية

أكدت إلقاء أكثر من 1324 لسلاحهم في أحياء شرق حلب وتأمين خروج نحو 8 آلاف مدني … موسكو: تنافس «البنتاغون» والخارجية هو السبب في عدم توحد الموقف الأميركي من سورية

| وكالات

أرجعت روسيا عدم وجود موقف أميركي موحد إزاء الأزمة السورية إلى التنافس بين وزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية، في وقت أعلنت موسكو أن أكثر من 1324 مقاتلاً من الميليشيات المسلحة، ألقوا أسلحتهم وخرجوا من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، على حين أكد المركز الروسي للمصالحة في حميميم أنه أمن خروج نحو 8 آلاف مدني عبر الممرات الآمنة في حي المغاير بحلب.
ولفت المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في حديث أدلى به لقناة تلفزيونية روسية، أمس، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، إلى غرابة التصرفات الأميركية خلال البحث عن تسوية للأزمة السورية، مشيراً إلى أن سبب تلك التصرفات قد يكمن في التنافس بين البنتاغون والمخابرات المركزية من جهة، والخارجية الأميركية من جهة أخرى. وقال: «الأمر يكمن في تأجج التنافس الذي نلاحظه على مدى الأشهر الأخيرة بين هذه المؤسسات الحكومية الأميركية بخصوص الأزمة السورية». ورأى تشوركين، أن أحد أسباب الخلاف حول الموضوع السوري قد يكون في أن أحد الصقور في هذا الموضوع، وهي سامنثا باور تشغل ليس فقط منصب مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، بل وعضوة في الحكومة الأميركية بهذه الصفة، ولذلك لديها اتصال مباشر مع الرئيس في البيت الأبيض، على الرغم من أنها رسمياً تابعة لوزير الخارجية جون كيري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن للصحفيين في الـ9 من الشهر الجاري أن روسيا ترى وجود غرابة في تصرفات الولايات المتحدة حول صياغة اتفاقات بخصوص الوضع في حلب. وذكر لافروف أن الجانب الأميركي طلب في البداية عقد لقاء، ولكنه لاحقاً سحب الطلب المذكور، ثم اتفق بعد ذلك على مواصلة الحوار.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي: إنه «لا يعرف أي شيء حول سحب الوثيقة، وكذلك لا علم له بالتصريحات المعادية لسورية وروسيا التي صدرت عن السيدة باور مؤخراً».
من جانب آخر، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين في كلمة خلال لقاء ببلدة الزرارية اللبنانية الجنوبية أمس، حسب وكالة «سانا»، أن سورية وروسيا تعملان معاً على محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن التواجد الروسي في سورية هو بطلب من الحكومة السورية الشرعية.
وقال زاسبيكين: «نريد أن نتحالف مع كل من يريد التعاون معنا في محاربة الإرهاب وسنكون جاهزين لكل التحديات ونحن نراقب عن كثب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لأنه انتخب على أساس أنه ضد الإرهاب ويريد محاربته».
في الأثناء، وحسب وكالة «سبوتنيك»: للأنباء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس في بيان لها، أن أكثر من 1324 مقاتلاً، ألقوا أسلحتهم وخرجوا من مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري، مع بدء عمليته العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة هؤلاء، كما تم العفو عن 1270 مستفيدين من العفو الذي أعلنته دمشق عن كل من يلقي سلاحه من مقاتلي الميليشيات المسلحة التي تقاتل ضد قوات الجيش السوري.
وذكرت الوزارة في بيانها، أن العاملين في المركز الروسي لتفكيك الألغام استطاعوا منذ بدء عمليات الجيش العربي السوري في الأحياء الشرقية تطهير 162 مبنى سكنياً و11 كم من طرق السيارات على رقعة 24 هكتاراً من مناطق حلب المحررة، وفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضافت: إنه تم نزع العبوات الناسفة وتطهير 22 موقعاً حيوياً في المدينة بين مدارس ومستشفيات ومحطات كهربائية وأفران ومساجد، وتمكن عسكريو المركز المذكور من تفكيك 1340 عبوة ناسفة في أحياء حلب الشرقية المحررة، كما أمن عسكريو مركز «حميميم» الروسي للمصالحة في سورية خروج أكثر من 78 ألف نسمة من الأحياء الشرقية منذ بدء عمليات الجيش العربي السوري هناك مؤخراً.
من جانبه، ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن مركز «حميميم» أمّن خروج زهاء 8 آلاف مدني عبر الممرات الآمنة في حي المغاير بتلك الأحياء وإبعادهم عن مناطق القتال في حلب، حسب الموقع.
وذكر كوناشينكوف، أن جميع المدنيين الذين نزحوا عن مناطق القتال قد وزعوا على المراكز الإغاثية، حيث يحصلون هناك على متطلباتهم الأولية بما فيها الإسعافات لمن هم بحاجة إليها. وأشار كوناشينكوف إلى أن المركز مستمر على مدار الساعة وباستخدام الطائرات بلا طيار في مراقبة سير نزوح المدنيين عن الأحياء الشرقية، معيداً إلى الأذهان البث المباشر الذي تنظمه وزارة الدفاع الروسية من حلب ويمكن مشاهدته على موقعها الرسمي لتغطية نزوح المدنيين ووصولهم إلى المناطق الآمنة هناك. وذكّر كوناشينكوف، بأداء المركز الروسي لتفكيك الألغام الذي تواصل كوادره نزع العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو الميليشيات المسلحة في أحياء المدينة التي كانوا يسيطرون عليها.
وختم بالقول: «استطاع العاملون في مركزنا هذا في غضون الساعات الـ24 الماضية (أمس الأول) تطهير مساحات تصل إلى 8.5 هكتار في حلب، ومدرستين، وجامع واحد وعيادتين ومحطتين كهربائيتين، إضافة إلى 3.5 كم من طرق السيارات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن