يا صوتي غني والسهر يطول.. وعالشام سبقني يا قلبي وقول.. يسعد مساكن يا أهل الشام … ستون عاماً على مولد «ملاك الطرب العربي» … ماجدة الرومي: الرئيس الأسد الوحيد الذي تحدى السياسات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة

| وائل العدس

كانت هذه الفتاة الصغيرة البريئة صاحبة العينين اللتين تعكسان الأمل والإلهام وحب العطاء، التي نبض قلبها على إيقاع الحياة، المفعمة بأمل في غد أفضل، صاحبة الصوت الملائكي الذي أسر قلوب الملايين.
إنها ماجدة الرومي التي ولدت في 13 كانون الأول عام 1956 وشقت طريقها في عالم الموسيقا والفن وهي صغيرة بعد أن حصلت على المركز الأول في برنامج المواهب الموسيقية «ستوديو الفن» في بيروت في 1974.
ومنذ هذا التاريخ احتلت مكانة كبيرة في قلوب وأرواح كل اللبنانيين والعرب الذين غنت لهم وحلت بينهم كضيف مكرم، ولقبوها بـ«ملاك الطرب العربي» و«نجمة الغناء العربي»، و«مطربة المثقفين» للدلالة على تميز صوتها ورقي فنها.

ومع بداية ظهورها، حددت هدفها والطريق الذي تريد أن تمضي فيه، طريق رافقها فيه مستمعوها الذين أسعدهم نجاحها في تحقيق أهدافها في الحياة.
ولدت في بيت فني راق، فهي ابنة الموسيقار الشهير حليم الرومي الذي كان وراء بروز أسطورة الغناء السيدة فيروز، إنها فلسطينية الأب ولبنانية الأم.
تأثرت ماجدة منذ الطفولة بكبار الموسيقيين العرب أمثال محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وأسمهان.
وقد لاحظ رايموند صدفي ابن عمها أنها تملك صوتاً استثنائياً يمكن أن يحدث ثورة إن هي احترفت الغناء. لكن العقبة الوحيدة كانت تكمن في والدها الذي رفض في البدء هذه الفكرة وبعد الموافقة اتجهت نحو برنامج «استديو الفن» البرنامج الأكثر شهرة في لبنان وذلك بمساعدة ابن عمها، حيث أذهلت لجنة التحكيم بأدائها المتميز لأغنية المطربة ليلى مراد «أنا قلبي دليلي» فمنحتها المركز الأول وبكل تفوق.
حليم الرومي لم يستطع أن يقول لا أمام التفوق الملحوظ الذي حققته، فأعطاها مباركته وتمنى لها التوفيق بل لحن لها بعضاً من أغانيها فيما بعد. قدمت في سنة 1975 أغنيتها الأولى «عم بحلمك يا حلم يا لبنان».
سينمائياً
لماجدة الرومي تجربة فريدة في عالم الأفلام في 1975 من خلال فيلم «عودة الابن الضال» للمخرج العالمي الشهير يوسف شاهين الذي نالت عنه جائزة النقاد المصريين.
كما غنت عام 1999 في فيلم «الآخر» وهو من تأليف وإخراج يوسف شاهين، وبطولة نبيلة عبيد وحنان الترك وهاني سلامة ولبلبة وعمرو سعد.
وأكدت في حوار تلفزيوني أنها تتوق لتجارب جديدة في الفن السابع بشرط تحسن الإمكانات السينمائية.

ماجدة والشام
لماجدة الرومي وقفة لا تنسى على مسرح معرض دمشق الدولي عام 2004 وأهدت أغنية خاصة للشام وأهل الشام وتقول: راحت أيام ورجعت أيام، حلوة الأماسي وطاب الكلام، ياصوتي غني والسهر يطول وعالشام سبقني يا قلبي وقول، يسعد مساكن يا أهل الشام.

أقوى زعيم
في أحد تصريحاتها الشهيرة السابقة، قالت ماجدة الرومي في برنامج «كلام الناس» على شاشة LBC إن الرئيس بشار الأسد أقوى زعيم عربي موجود الآن على الساحة، مضيفة إنه الوحيد الذي تحدى السياسات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة.
وأضافت: لا يمكن أن يؤذى سوري وبشار الأسد موجود.
وفي تصريح آخر، قالت: أعتبر سورية دولة ذات هيبة، ويجب أن نحتذي بها، وأتوجه لمن يقول إنه يريد أن يبني دولة في لبنان، أن ينظر إلى سورية ليرى كيف صارت دولة بجهود مؤسساتها وأهلها.

قالوا عنها
وصفها شاعر الياسمين الكبير نزار قباني بقوله: أحب أفكارها ورجاحة عقلها قبل أن أحب صوتها المخملي، ماجدة الرومي تشبهني في كونها ثائرة وأنها واعدة وذكية وتفهم الكلمات، وهذه صفة نادرة. أتصور أن لبنان في حاجة إليها، وموقعها سيكون سفيرة للبنان، لدى كل اللبنانيين وكل العرب.
أما عازف البيانو الشهير وليد عقل فقال عنها: أنا فخور بكوني لبنانياً ما دامت لبنانيتي تستند إلى صوت رائع وصاف لا يقاوم هو صوت ماجدة الرومي التي نادراً ما يلتقي إنسان فنانة مثلها، الموهبة لديها توازي التواضع، والجمال يوازي العفوية.

سوق الكاسيت
قدمت ماجدة ألبوم «اعتزلت الغرام» وبعدها غابت ست سنوات قبل أن تصدر ألبوم «غزل»، وقالت إن الظروف أجبرتها على الغياب عن السوق وأنها حاولت في ألبومها الأخير الاقتراب من الشباب مع الحفاظ على تقاليد القصيدة العربية.
واللافت أن عشر أغنيات من الألبوم من تأليفها، لكنها أكدت أنه لم تتعمد طرح نفسها كشاعرة بل اعتبرت المسألة مجرد مصادفة، على أن تغني في الألبوم القادم من أشعار نزار قباني وسعيد عقل.
أول ألبوماتها كان «خدني حبيبي» (1977) وضم أغنيات شهيرة مثل «عم يسألوني عليك الناس»، «مطرحك بقلبي»، وبعد خمس سنوات أصدرت «ألبوم من زمان» (1982)، يليه «العصفورة (1983) وضم أغنيات معروفة مثل «يا ساكن أفكاري» و«أنا عم بحلم» و«مين إلنا غيرك»، أتبعته بألبوم «ضوي يا قمر» (1988)، وربما يكون ألبوم «كلمات» عام 1991 الأشهر لها، وبعد ثلاث سنوات أصدرت «أبحث عني» الذي ضم «كن صديقي» و«مع جريدة»، وفي 1996 أصدرت «رسائل»، أما الألبوم التاسع فهو «أحبك وبعد» عام 1998، ثم «قيثارة السماء» في 2003، وبعده بعام «ارحمني يا الله»، قبل أن تصدر «اعتزلت الغرام» عام 2006، و«غزل» في العام الحالي.
وإضافة لذلك غنت ماجدة الرومي نحو خمسين أغنية منفردة من بينها «أمي»، «نشيد الحب»، «بعدك حلو يا قلبي»، و«اشتقتلك».

أوسمة

حصلت ماجدة الرومي على العديد من الأوسمة من لبنان ودول العالم، إلى جانب حصولها يومياً على وسام حب الناس لها ولأغنياتها.
ومن أبرز الأوسمة ودروع التكريم والجوائز التي نالتها خلال مسيرتها الفنية:
• وسام العمل الوطني من رئاسة الجمهورية التونسية في العام 1987.
• درع الجمعية الوطنية الفرنسية في العام 1993.
• شهادة «المواطنة الجزائرية» من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في العام 1997.
• درع منظمة «أطباء بلا حدود» في العام 1999.
• وسام الاستحقاق من نقابة الصحفيين المصريين في العام 2000.
• شهادة ودرع سفيرة منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة في العام 2001.
• درع تكريم من الملكة نور الحسين في العام 2002.
• وسام الاستحقاق من دولة ساحل العاج العام 2003.
• درع تكريم من وزارة الثقافة السورية في العام 2004.
• درع الثقافة والإعلام والميدالية الذهبية للذكرى الخمسين لاندلاع ثورة التحرير من رئيس الجمهورية الجزائرية في العام 2005.