رياضة

نادي الجزيرة.. بين مطرقة ماراثون الدوري وسندان الترحيل والإبعاد عن الواقع

| الحسكة – دحام السلطان

أيام عصيبة جداً تمر على كرة القدم في نادي الجزيرة التي باتت على موعد مع انتظار قدرها المحتوم من خلال فريق رجالها، الذين نفذوا من مرحلتي الاختبار الأول بأعجوبة قبل أن يدخلوا الاختبار الأخير من دوري (الماراثون) الذي حدده اتحاد كرة القدم كإستراتيجية تطوير لكرة القدم السورية في مفارقات غير مفهومة المعالم ولا محددة الأهداف ومبهمة النتائج أيضاً، فضاعت المعايير وانحرفت المقاييس الخاصة ببوصلة الحسابات المرتبطة باحتياجات المال بالنسبة للجزراويين عن مسارها الصحيح وتاه اتجاهها، بين مطرقة الطلب الذي يأتي عن طريق المعونات المالية من سدة القرار الرياضي في البرامكة بالقطارة، وسندان عرض اتحاد الفيحاء ونشاطه الكروي الرسمي المرفق بمسافة طويلة لخطه البياني وجريه السلحفاتي وبمقاسات فلكية.

عاجل وحصري
اتحاد اللعبة الذي خاطب الجزراويين بتعميمه العاجل جداً، ذي الرقم 1413 والمؤرّخ بتاريخ اليوم السادس من الشهر الجاري، والذي يطلب فيه كتاباً رسمياً موقّعاً وأصولاً أيضاً من رئيس نادي الجزيرة حصرياً بمحضر جلسة، ولكن لمجلس الإدارة هذه المرة وليس لرئيس النادي! يتضمن تثبيت المشاركة أو الاعتذار عن مسابقة الدوري الممتاز لموعد أقصاه الخميس الماضي لكي يتسنّى له اتخاذ الإجراء اللازم، وفي حقيقة الأمر وقبل التفسير المبطّن لتعميم اتحاد الكرة، هل خطط اتحاد الكرة جيداً لنشاطه ودرس واقع وظروف الأندية ومنها نادي الجزيرة جيداً من الناحية المالية مادام الجهة المعنية أولاً وأخيراً بالنشاط قبل تصدير التعاميم الإلزامية والسريعة وهو الذي كوّن فكرة مستوفية الشروط لتلك الظروف من خلال اختبار تلك الأندية في دوري التصنيف بمرحلتيه الأولى والثانية، لأنه من الضروري وكان حرياً به أن يرفع الحمل المالي كله عن كاهل الأندية ويتكفّل بشرح وجهة نظرها بالتفصيل الممل للمكتب التنفيذي، باعتبار أنه المموّل لتلك الأندية ومنها الجزيرة! ثم كيف يقوم بعملية المراسلة العاجلة جداً التي يطلب فيها المشاركة أو الاعتذار من الجزيرة، ونسي أن الجزيرة كان قد واصل مرحلتي التصنيف الأولى والثانية من الدوري الأول ببعضهما البعض لضغط النفقات المالية وكبس الملح على الجرح، واستطاع في النهاية أن يخطف له مقعداً بين الممتازين في الدوري الأخير بصعوبة بالغة جداً! ليأتي الجزيرة اليوم وينسحب من الدوري بطريقة مثيرة للدهشة.

رسمي وأصولاً
الجزيرة أخذ الأمر على محمل الجد ونفّذ ما نص عليه تعميم اتحاد قبة الفيحاء، واجتمعت الإدارة بالنصاب الكامل لطاقمها وبحضور رئيس اللجنة التنفيذية مصطفى شاكردي ورئيس لجنة الشباب في شعبة الحزب فؤاد حواس علي وقررت تثبيت المشاركة وبمحضر جلسة وبكتاب رسمي أصولاً مثلما أراد صك التعميم! وأرفقت بكتابها الرسمي دراسة مالية خاصة بالفريق الذي سيشارك مع ممتاز المحترفين، تتضمن الأجور والنفقات الخاصة بالتنقّل بالطيران والتنقّل براً بين دمشق والمحافظات التي سيلعب فيها الفريق، إضافة إلى المكافآت والإقامة والمنامة والإطعام والطبابة والتجهيزات والمعدّات وأجور الحكام وتصوير المباريات، خلال مرحلة الذهاب فقط التي ستستمر على مدار نحو أربعة أشهر وفق الروزنامة التي حددها اتحاد اللعبة للمرحلة الأولى من الدوري، وبذلك فإن كلفة نفقات الجزيرة بالورقة والقلم ستصل إلى أكثر من 40 مليون ليرة سورية فقط إذا كان سفر الفريق لثلاثين مرة بالطيران المدني! وإلى أكثر من ثلاثين مليوناً إذا كانت عملية نقل الفريق بطيران الشحن (اليوشن)! علماً أن رئيس النادي كان قد أعطى مجموعة من الخيارات لاتحاد الكرة، ومنها أن يلعب الجزيرة على أرضه ويتكفّل باستضافة الفرق التي ستنافسه على أرضه على حسابه الخاص، كما طلب من الاتحاد أن يضغط مبارياته بمعدل مبارتين كل أسبوع بدل الأسبوع لضغط نفقاته المالية، لكن كل ذلك لم يلق الموافقة من اتحاد الكرة، وبالتالي فإن الجزيرة في النهاية سيلعب الدوري كله وينافس جميع الفرق على أرضها.

من نوع آخر
المذكرة التي أرسلها الجزيرة إلى كل من يهمه الأمر من المعنيين بالقرار الرياضي المركزي، ربما ستدخله في حسابات من نوع آخر غير حساباته المالية وتطبيق نفقات حقله على حصاد بيدره، وإن الإدارة ستكون على موعد مع (سين وجيم) على أرض وميدان ما سيخطط وسيُدرس في الحديقة الخلفية، وإن ذلك التخطيط وتلك الدراسة لن يكونا محمودي الجانب بالنسبة لمصير الفيصل أحمد ورفاقه فقط لأنهما قالا الحقيقة! وعبّرا عن واقع النادي والبؤس الذي يشهده الجانب المالي فيه، دون الغوص في مداخل ومخارج واقع محافظة الحسكة وخصوصيتها التي لم تعد بحاجة إلى شرح للقضية الرياضية فيها، وموقف كوادر نادي الجزيرة منها الذين أخذوا منذ البداية على عاتقهم جميعاً، أن مسألة التنافس الرياضي ملغية عندهم تماماً لغياب وانعدام التكافؤ والحافز لديهم في مجاراة فرق سبقتهم بأميال من الاستقرار والرفاهية بمختلف جوانب تفاصيلها، وآثروا المشاركة منطلقين من ضرورات الجانب الوطني والحضور الفعلي في الاستحقاق الكروي الرسمي، لكي يظل اسم الجزيرة والمحافظة التي ينتمي إليها حاضرين ضمن هذا الاختبار الوطني بصيغه الإعلامية والفنية والاعتبارية! وإن كانت المكافآت والهدايا وتسجيل المواقف القديمة- الجديدة بطريقة الحفر و(النبش) ومن ثم الطمر، هي الحل وفق رأي المركزيين والرسميين لدينا حين اعتبروها حقيقة حتمية على غير حقيقة الحقيقة التي تقول غير ذلك، وإنها ليست في موعدها الصحيح لنسف تاريخ كوادر كانت تعمل بالمجان بملء إرادتها، ولم تقبل أن يُملي عليها أحد غير الحس الوطني، أم إن موضوع وفلسفة التاريخ الذي يعيد نفسه ينبغي أن تحضر اليوم مثلما حضرت وحضر واجبها في موسمي الـ1994 و2007 لترحيل الإدارة وإبعادها لأنها شرحت الواقع بمرارة وعلى مضض، وللحديث بقية!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن