رياضة

بعد نهاية المؤتمرات السنوية للاتحادات الرياضية … شد الأحزمة مطلوب والبحث عن الاستثمار مرغوب

| ناصر النجار

أنهت الاتحادات الرياضية مؤتمراتها السنوية، وقدمت فيها الاتحادات أداء متبايناً يعكس واقع عمل هذه الاتحادات، فبعض المؤتمرات كانت خمسة نجوم، وبعضها الآخر كان دون ذلك.
المؤتمرات بشكلها العام كانت هادئة، القليل منها كان صاخباً وطويلاً كمؤتمر اتحاد السلة، والبعض الآخر كان عقلياً ومنطقياً وواقعياً كمؤتمرات السباحة والدراجات والكاراتيه.
لكن الأهم من ذلك، ما الحصيلة التي خرجنا بها من هذه المؤتمرات؟ والسؤال الأهم: ما الجدوى التي تخرج منها هذه المؤتمرات؟
فهل هذه المؤتمرات تعكس الواقع الرياضي وإمكانياته؟ وهل هذه المؤتمرات محطة مكاشفة حقيقية تعرض السالب والموجب، وتقوم على المعالجات بشكل صحيح؟
«الوطن» جالت في المؤتمرات الرياضية واطلعت على الكثير من التفاصيل وخرجت بالحصيلة التالية، وإلى التفاصيل.

شدوا الأحزمة
القيادة الرياضية حضرت كل المؤتمرات الرياضية وتابعت مفرداتها وجداول أعمالها وألقت مداخلاتها بما يناسب كل مؤتمر، فاتحادات أثنت على عملها، واتحادات أخرى وجهت إليها ملاحظات بعضها شديد وبعضها الآخر متوسط الشدة، ونحن ننتظر القرارات القيادية التي تصوب عمل الاتحادات المقصرة والنائمة في أحضان النسيان.
ومجمل توجهات القيادة الرياضية الجديدة جاءت ملائمة لظروف الأزمة وضعف الإمكانات المتاحة.
وعلى سبيل المثال: سيتم إلغاء عقود كل المدربين العرب والأجانب بدءاً من مطلع العام الجديد، وبالنسبة للمشاركات في الألعاب الفردية وألعاب القوة، فإن هذه المشاركات في البطولات المركزية ستكون نوعية ومحددة بالأبطال فقط، ولن تكون هذه المشاركات لكل من هب ودب.
وعلى سبيل المثال: لن يسمح لأي محافظة المشاركة بأي وزن من أوزان (الكاراتيه– التايكواندو– الكيك بوكسينغ– المصارعة– الملاكمة) إلا لبطل الوزن في المحافظة تحديداً، وهذا الأمر جاء لرفع المنافسة على مستوى المحافظات ولتخفيف المصاريف والنفقات في البطولات المركزية.
وقد تتجه القيادة الرياضية إلى جمع الألعاب في لجان فنية موحدة بسبب نقص الكوادر الرياضية العاملة الخبيرة وقد تجمع ألعاب الكاراتيه والتايكواندو والكيك بوكسينغ ومن في حكمهم في لجنة فنية واحدة.
دوماً حديث القيادة الرياضية مرتبط بالأزمة وتداعياتها على الحركة الرياضية، ونحن هنا نوافق القيادة الرياضية في هذا الأمر، وخصوصاً التفاوت الكبير في الأسعار وارتفاعها بشكل جنوني، وهذا ما ساهم بضغط كبير على عملية شراء التجهيزات الرياضية ومستلزماتها، وساهم بإيقاف الصيانة وعمليات الإنشاء والتعمير التي باتت تكلف العير والنفير.
لكننا لا نوافق على أن تكون الأزمة مبرراً لكل تقصير، وأن ننام في حضنها من دون البحث عن بدائل تضخ على القيادة الرياضية ومؤسساتها أموالاً تعوضها ما تفقده والنقص الذي تبحث عنه.

بدائل استثمارية
إذا كانت الأندية الرياضية مفتوحاً لها الاستثمار على مصراعيه، فإن الاتحادات الرياضية يجب أن تبحث عن الاستثمار بطرق شرعية لتصبح قادرة على تلبية متطلباتها وتنفيذ برامجها، والخطة المقترحة وضعها اتحاد الكاراتيه عندما فرض على المشاركين في بطولاته رسوماً ليكون قادراً على إقامة بطولات نوعية مستوفية لكل الشروط، وهو في المراحل القادمة قادر على تنفيذ مشاريع أكبر، منها إنشائي، وقد يكون المشروع الحلم بناء صالة خاصة بالكاراتيه.
بقية الاتحادات قادرة على إنشاء مشاريع استثمارية بالصيغة ذاتها كما أنها قادرة على فرض رسوم على البيوتات الرياضية، وقادرة أيضاً على جذب رعاة لبطولاتها.
المهم في الأمر هو إدارة الرياضة في ظل الأزمة، وقد يكون من العسير تحقيق كل المقترحات في الأيام الحالية، لكن من المفترض أننا لو سعينا أن نحقق ولو جزءاً معقولاً منها، فالسعي هو الأساس.
لكل رياضة خصوصيتها، اتحاد كرة القدم (مثلاً) قادر على فرض نسبة على تنقلات اللاعبين الداخلية والخارجية، ومثله بقية الاتحادات الرياضية ككرة اليد والطائرة والريشة، وهذا المقترح مهم ويمكن أن يدعم الاتحادات ببعض المال.

التطوير
العملية الفنية، هي عملية تشاركية بين اتحاد اللعبة والأندية الرياضية، والأندية هي الأساس في بناء اللعبة وتطويرها، واتحاد اللعبة يضع الإستراتيجية وينظم البطولات ويرعى المنتخبات الوطنية.
هذه العلاقة هي التي تدفع اللعبة نحو الأمام، لذلك فإن مربط الفرس هي الأندية بالدرجة الأولى، ومن دون ذلك فإن أي لعبة رياضية ستكون متهالكة، وفي نظرة شاملة إلى خريطة الألعاب الرياضية نجدها غير منظمة فأغلب أنديتنا تهرول نحو كرة القدم لشعبيتها وترعى كرة السلة أيضاً، وبقية الألعاب في الأندية صورية وليست أكثر من حبر على ورق، وهذا يدعو إلى تنظيم خريطة الألعاب من خلال توزيع عادل للألعاب على الأندية بحيث نضمن وجود هذه الألعاب ونضمن العناية بها.
فالتخصص أمر حيوي وضروري لعملية البناء الرياضي السليم الذي يقودنا إلى تسلق خطوات التطور الرياضي، والتخصص سمعنا عنه منذ أكثر من عشرين سنة، وخرائط التوزيع الرياضي جاهزة، ويمكن العمل بها في دمشق كتجربة، ثم تنفيذها على بقية المحافظات.
في المؤتمرات توارد إلى مسامعنا أسماء أندية ريفية تفوقت في الكثير من الألعاب واحتلت مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية، وهذا يدفعنا إلى المزيد من العناية بالأندية الريفية التي اختصت بلعبة رياضية واحدة، فلو وجدنا في كل محافظة نادياً أو اثنين مهتمين بلعبة كرة اليد أو الطائرة (على سبيل المثال) لكانت هاتان اللعبتان بخير.

أخيراً
مؤتمرات الاتحادات الرياضية طرحت العديد من المسائل والهموم والمنغصات وسواء كانت هذه الطروحات شخصية أم عامة، فهي عبارة عن عقبات تعوق العمل الرياضي بكل أبعاده.
إذن السفر على بساط البحث والتعويضات والمكافآت والتجهيزات الرياضية وكلها أمور مالية، وهناك أيضاً أمور فنية وإدارية كثيرة.
لذلك لا بد من إيجاد الحلول العملية والسريعة لهذه الطلبات حتى نحصل على نقلة تدفع رياضتنا للأمام.
المؤتمرات ليست جلسة تنفيس أو اجتماع عمل أو جلسة تعارف بين كوادر اللعبة، إنما هي محطة مهمة للمعالجة.
تتوالى المؤتمرات والهموم واحدة، والمعالجات قاصرة، والمبرر واحد.
فهل سنجد في هذا الموسم انفراجاً، فنرى معالجات تزيح العقبات وتدفع الغيوم عن سماء رياضتنا؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن