سورية

محاولات لـ«الائتلاف» لإقناع إدارة ترامب: إبقاء «النظام» يضر إسرائيل

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن «الحكومة المؤقتة» و«الائتلاف» حاولا التسويق للمعارضة «المدنية» وأهميتها خاصة في مرحلة ما بعد الحرب خلال زيارة غير معلنة إلى الولايات المتحدة الأميركية وإقناع الإدارة الأميركية المقبلة بأن العمل مع هذه «المعارضة» يصب في مصلحة أمنها القومي، محذرين من أن «الإبقاء» على «النظام» سيطلق يد إيران في المنطقة وسيضر بحلفاء أميركا في المنطقة ومنهم إسرائيل.
وفي مقال له في الصحيفة أكد الكاتب الصحفي جوش روجين، أن رئيس وزراء ما يسمى «حكومة المعارضة الانتقالية» جواد أبو حطب، وأمين عام «الائتلاف» المعارض عبد الإله فهد اللذين قدمهما الكاتب على أنهما «شخصيتان رفيعتا المستوى من المعارضة المدنية» قاما بزيارة واشنطن بشكل غير معلن للقاء مشرعين وخبراء لهم علاقاتهم واتصالاتهم مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب الانتقالي، بهدف إقناع الأخير أنه يحتاج لـ«المتمردين السوريين» بقدر حاجتهم إليه، والتأكيد أن وضع حد «للحرب الأهلية» السورية وتهديدها لمصالح الولايات المتحدة الحيوية لا يمكن أن يتم دون تعاونهم. وأكد الكاتب أن أبو حطب وفهد أخبراه بأنهما «يريدان مساعدة إدارة ترامب في العمل مع روسيا ضد الإرهابيين»، مذكراً بأن ترامب انتقد دعم واشنطن «للمعارضة التي تقاتل نظام الرئيس (بشار) الأسد، وأن ترامب تساءل إذا ما كان نجاح «الثورة السورية» أفضل من الإبقاء على نظام الأسد، وأخيراً تعهّد ترامب بالانضمام إلى موسكو في قتال «الإرهابيين» دون تحديد هوية هؤلاء، بحسب ما نقل روجين.
ونقل الكاتب عن أبو حطب قوله: «رسالتنا إلى ترامب أنه يجهل المعارضة السورية، فهي الأمة السورية، والحضارة السورية، ويجب على ترامب أن يبذل جهوداً أكثر للتعرف عليهم».
وإذا ما كانت إدارة ترامب جادة في استعادة الأراضي من تنظيم داعش في شمال وغرب سورية، فإنها تحتاج إلى هذه المؤسسات السياسية للمساعدة في إرساء الاستقرار وإدارة هذه المناطق بعد الحرب وفق أبو حطب.
كما ونقل الكاتب عن فهد قوله: إن المعارضة لا تمانع خطة ترامب للعمل مع روسيا في سورية، مؤكداً أن المعارضة تلتقي بالحكومة الروسية، بغياب الإدارة الأميركية.
وبحسب ما نقل الكاتب عن فهد، فإن المصالح الروسية والإيرانية في سورية غير متطابقة.
وأشار الكاتب إلى أن المعارضة السورية تشعر أنها تعرّضت للخيانة على يد إدارة باراك أوباما، على الرغم من السنوات الطوال لبناء العلاقات، وأعضاء المعارضة مقتنعون أن أوباما قدّم وعوداً كثيرة، ولم يفِ إلا بالقليل منها. وقد يتجاهل ترامب معظم مجموعات المعارضة، ويلتفت إلى الجزء الذي تفضله موسكو، ولكن هؤلاء ليس لديهم مصداقية أو تأثير حقيقي، وأي اتفاق معهم لن يكون قابلاً للتطبيق، بحسب المقال.
وأشار الكاتب إلى أن المعارضة «الحقيقية، وغير المتطرفة» لديها بعض الحلفاء في إدارة ترامب المقبلة. فمستشار الأمن القومي مايكل فلين يريد العمل مع روسيا، ومع «جماعات المعارضة العربية السنية»، وتركيا.
وختم الكاتب بالقول: إن المعارضة لديها فرصة لإقناع ترامب أن العمل معها يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي. وإذا ما صدّهم ترامب، بحسب فهد وأبو حطب، فإن «الشعب السوري الذي يمثلونه سيستمر بالقتال لكن دون دعم الولايات المتحدة الأميركية»! من دون إيضاح أي جزء من الشعب السوري يمثله هؤلاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن