سورية

أكدت قناعتها بأن القوات السورية ستعيد السيطرة على المدينة … موسكو: عدم التعاون الدولي ضد الإرهاب هو السبب في استيلاء داعش على تدمر

| وكالات

اعتبرت روسيا أن تكثيف هجمات تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بما في ذلك استيلاؤه على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، جاء على خلفية انعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أميركا، في محاربة الإرهاب. وأكدت أنها ستقوم بكل ما هو ممكن لطرد التنظيم من المدينة.
وبعد تكبده خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد بنيران وحدات الجيش العربي السوري والقوات المسلحة العاملة في منطقة تدمر تمكن تنظيم داعش من الدخول إلى مدينة تدمر، بعد أن استبسل عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عن المدينة وخاضوا اشتباكات عنيفة مع التنظيم الذي هاجم بأعداد كبيرة زادت على 4 آلاف إرهابي من جهات متعددة للمدينة السكنية.
وقال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا».
وأضاف: إن «هجوم الدواعش على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله داعش». وأكد أن روسيا «ستواصل دعم» الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
كما أشار بيسكوف إلى «عملية إجبار مجموعات كبيرة من الإرهابيين على الخروج من العراق، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبيا في أراضي سورية والبدء بشن هجمات».
وعبر الناطق باسم الكرملن عن أمله في وضع حد لهجمات «الدواعش» في سورية في أقرب وقت.
وفي الوقت نفسه، اعتبر بيسكوف أنه من غير الصحيح الحديث عن «فقدان روسيا لتدمر»، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل الجهود من أجل تحرير هذه المدينة التاريخية من أيدي الإرهابيين.
واستطرد قائلاً: «تدمر مدينة سورية. والحديث يدور ليس عن فقدان روسيا لتدمر، بل علينا أن نطرح الأسئلة بالصيغة الصحيحة. ويمثل خطر فقدان تدمر ضربة تضر بالبشرية المتحضرة برمتها، التي باتت، بسبب انقسامها على خلفية خلافات، وبسبب تأثرها بمواقف مسيسة منحازة ومفاهيم لا تصب في إطلاق التعاون، تجلس مكتوفة اليدين، ولا تفعل شيئاً في الواقع لمحاربة الإرهابيين الدوليين في تنظيم داعش».
وجاء سقوط تدمر مجدداً في أيدي التنظيم، بعد مرور 8 أشهر على تحريرها خلال عمليات واسعة النطاق شنها الجيش السوري في ريف حمص بدعم مكثف من القوات الجوية الفضائية الروسية.
ومدينة تدمر الأثرية السورية تعد واحدة من أغنى وأهم مراكز الحضارة الإنسانية القديمة في العالم، وتعرضت معالمها الأثرية وأوابدها لأضرار لا تعوض جراء أعمال الهدم والنهب الوحشية التي مارسها تنظيم داعش الإرهابي الذي استولى عليها في أيار 2015، قبل تحريرها من براثنه في آذار الماضي، بمساندة روسية لتعود وتسقط مؤخراً في أيديه وسط قلق عالمي على مدنييها وما تم إنقاذه فيها بعد «غزوة» «داعش» الأولى من آثار.
بدورها، أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، أمس، بحسب «روسيا اليوم»، أن لا حديث يدور عن مشاركة القوات المسلحة الروسية في عملية عسكرية برية في سورية.
وقالت ماتفيينكو للصحفيين، تعليقاً على الأوضاع الصعبة حول تدمر: «لا يدور أي حديث عن مشاركة روسيا الاتحادية والقوات الروسية في عملية برية في سورية، لقد أعلنا ذلك منذ البداية».
من جانبه، انتقد الرئيس السابق للأركان العامة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي القيادة العسكرية الروسية بعد ورود أنباء حول سقوط تدمر السورية في قبضة مسلحي تنظيم داعش من جديد.
وقال بالويفسكي في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «مهما كان الجيش السوري، لكن تجاهل تحشد قوات العدو في محيط تدمر.. هذا يجب ألا يحدث»، مضيفاً: «ربما لا توجد لدى السوريين القدرات التي توجد لدينا. وإلى أين نظرنا نحن، إذا سقطت تدمر بالفعل؟».
وأكد المسؤول العسكري الروسي السابق أن وضع تدمر يدل على وجود أخطاء في تخطيط العمليات العسكرية في سورية، معربا في الوقت ذاته عن قناعته بأن القوات السورية ستعيد سيطرتها على تدمر.
واعتبر بالويفسكي نجاح داعش في تدمر «ضربة لسمعة الجانب الروسي»، مشيراً إلى أنه كان يجب على العسكريين الاستعداد لمثل هذا التطور على الأرض ومواجهته.
ويرى الرئيس السابق للأركان العامة الروسية أن الهدن الإنسانية في سورية سمحت للمسلحين باستعادة قدراتهم، قائلا: «أفهم أنه يجب ضمان أمن السكان وإخراجهم من مناطق القتال. لكن هذه الهدن تستمر أسابيع، ويتمكن المسلحون من استعادة قدراتهم خلال هذه الأسابيع.. وبحسب تعليقات، يسمح للمسلحين الذين تلطخت أيديهم بالدماء، بالخروج وهم يحملون أسلحتهم.. وأنا لا أفهم ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن