سورية

محاولات لمنع تفكك «أحرار الشام»

حرم 12 «شيخاً» و«شرعياً»، في بيان مشترك تشكيل ميليشيا «جيش الأحرار»، التي أعلنتها عدة ميليشيات منضوية في ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» القريبة من نهج تنظيم «القاعدة»، واعتبروا أن هذا التشكيل «تجاوز» لنظام «أحرار الشام» و«أميرها الذين رفضوا أو نقضوا بيعته الشرعية».
ويرى مراقبون، أن هذا البيان هو محاولة من هؤلاء لرأب الصدع والانشقاق الحاصل في «أحرار الشام» العائد لعدة أسباب من أبرزها الموقف من «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً – فرع القاعدة في سورية) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وتضمن البيان أربع نقاط تحدث أبرزها عن إنكار وإدانة مع الإفتاء بتحريم ما أقدم عليه بعض أعضاء مجلس الشورى في «أحرار الشام»، بالانشقاق عن الميليشيا وتشكيل «جيش الأحرار».
وأسند البيان التحريم إلى «تجاوز نظام الحركة» و«أميرها الذين رفضوا أو نقضوا بيعته الشرعية التي انعقدت له».
ودعا البيان القائمين على «جيش الأحرار» والداعين إليه وداعميه إلى «تقوى اللـه والرجوع عن خطوتهم تلك»، محملين إياهم «إثم شق» جماعة من أكبر الجماعات في سورية، مبدين شعورهم بخطورة ما قد تؤول إليه الأمور في حال «تماديهم» مع الخشية من «أن يكسر باب الجهاد أو يوصد للأبد».
ووقع على البيان (أيمن هاروش – علي العرجاني – أبو بصير الطرطوسي، ماجد راشد – ماهر علوش – أبو العباس الشامي – أحمد محمد الخطيب – مصطفى بكور – عباس شريفة – أبو حمزة الرقي – أنس النداف – شريف هزاع – أحمد عبد الكريم نجيب).
تمر حركة أحرار الشام الإسلامية، أمام المنعطف الأخطر في مسيرتها التي انطلقت منذ نهاية عام 2011، بعد أن أعلن بالأمس مجموعة من قيادييها الشرعيين والعسكريين، تشكيل «جيش الأحرار»، في خطوة بدت للوهلة الأولى أنها عبارة عن انبثاق طبيعي داخل الحركة يتيح لها مرونة أكبر بالتحرك سياسياً وعسكرياً بشكل مستقل عن بعضهما البعض، ولكن هذا الظن لم يستمر إلا سويعات لتنكشف أن الأمور غير هذا، بل هي أقرب إلى الانشقاق أو الانشطار غير المخطط.
وظهر مساء السبت بيان يحمل شعار «حركة أحرار الشام الإسلامية»، مع تسمية جديدة باسم ميليشيا «جيش الأحرار»، وبدئ به بـ«واعتصموا بحبل اللـه جميعا»، وثم سرد الإعلان عن اندماج 16 ميليشيا من ضمن الحركة، ومن ثم تبعه إعلانات فردية لثلاث ميليشيات أخرى، وعهدت قيادة التشكيل الوليد للمدعو هاشم الشيخ أبو جابر القائد الأسبق لـ«الأحرار».
جاء بعد أيام من انتخاب علي العمر قائداً لـ«أحرار الشام» وسط اعتراض أعضاء في مجلس الشورى بينهم «أبو جابر» والقائد العسكري «أبو صالح طحان».
وتحدثت تقارير صحفية عن أن الموقف من «جبهة النصرة» يهدد بتفكيك كتل سياسية وعسكرية رئيسية في المعارضة السورية بينها «أحرار الشام الإسلامية».
ولوحظ بحسب التقارير عودة ميليشيا «جيش الأحرار» إلى مبدأ أن الحركة «مشروع أمة» وليس «ثورة شعب»، المبدأ الذي اعتمدته الحركة في إطار الاتجاه نحو الاعتدال. ويعتقد بحسب التقارير أن الموقف من «النصرة» عامل أساسي في الانقسام في «أحرار الشام».
و«أحرار الشام» من الميليشيات المسلحة القريبة من نهج «القاعدة» والتي يسعى الغرب إلى تعويمها بحجة أنها «معارضة معتدلة». وأدت مشادات ضمن قياداتها بشأن اقتحام بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي المحاصرتين من ميليشيا «جيش الفتح» الذي تقوده «فتح الشام»، إلى «كف يد» متزعمها أبو يحيى الحموي، وتعيين المدعو علي العمر متزعماً جديداً لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن