سورية

سيطر على أحياء الشيخ سعيد والشحادين وكرم الأفندي والنزهة والفردوس والكلاسة وبستان القصر … الجيش يقترب من حسم معركة حلب والمسلحون يستغيثون لإخراجهم

| حلب – الوطن

اقترب الجيش العربي السوري أكثر فأكثر من حسم معركة حلب لمصلحته بشكل نهائي وبطريقة تدفع المسلحين للاستسلام من دون إفساح المجال أمامهم للمغادرة، الأمر الذي دفعهم للاستغاثة عبر مكبرات الصوت لإخراجهم من الأحياء القليلة المتبقية لهم فيها والتي لا تتجاوز مساحتها 2 بالمئة من إجمالي مساحة الأحياء التي كانت بحوزتهم قبل بدء الجيش عمليته العسكرية والتي تقدر بـ5 كيلو مترات مربعة.
وكسر الجيش أمس خطوط دفاع المسلحين في حي الشيخ سعيد بوابة حلب الجنوبية والتي ظنوا أنها قلعة منيعة تحول دون تقدمه وحطم غرور «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً) والتي فقدت المعقل الرئيسي قبل الأخير وهو بستان القصر الذي حرره الجيش مساء أمس.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش بمؤازرة القوات الرديفة تمكن من اجتياح «الشيخ سعيد» بشبكة أنفاقه المتسعة وتحصيناته المنيعة التي لم تحم المسلحين من إصرار الجيش المصمم على الحسم وربما بعيداً عن اتباع سياسة «الباصات الخضراء» التي قد لا تجد لها طريقاً نحو الزاوية الضيقة التي سيحشر فيها المسلحون قريباً قبل استسلامهم أو انتحارهم.
وبين المصدر، أن حي الشيخ سعيد بات بأكمله في قبضة الجيش بعد اشتباكات عنيفة جرحت وقتلت العشرات من مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها قبل أن يتابع الجيش تقدمه باتجاه حي الشحادين المتاخم له وليفرض سيطرته عليه مواصلاً زحفه نحو ما تبقى من حي الصالحين حتى مستديرته الإستراتيجية والتي استكمل الجيش فيها تقدمه على طريق الدائري الجنوبي للمدينة وصولاً إلى مستديرة جسر الحج الحيوية.
ومن الصالحين استكمل الجيش إنجازاته وملحمته العسكرية متقدماً إلى المساحات التي ظلت في يد المسلحين بحيي كرم الدعدع وكرم حومد وليستردها منهم مع حي النزهة الذي أغلق معه ملف الوجود العسكري لهم شرق المدينة وليمهد للسيطرة على أحياء نفوذهم القليلة في شطرها الجنوبي بعد أن استعاد معظم القسم الجنوبي من المدينة القديمة والواقع جنوب قلعة حلب مثل القصيلة والأعجام وما تبقى من حيي باب المقام والجلوم في الجهة الجنوبية الغربية من قلعة حلب مع قلعة الشريف في الجهة ذاتها.
وبذلك، بات الجيش على مشارف حي الفردوس والذي يشكل مع حيي الكلاسة وبستان القصر أضلاع مثلث شمال مركز المدينة الذي بات تحت سيطرة الجيش.
وقال خبراء عسكريون استفتت آراءهم «الوطن»، إنه مع انهيار صفوف ومعنويات المسلحين بخسارتهم أحياء عديدة دفعة واحدة ومقتل الكثير من مسلحيهم، لم يعد بمقدورهم ممانعة تقدم الجيش صوب حي الكلاسة الذي بات بكامل مساحته تحت سيطرة الجيش رافعاً علم الجمهورية العربية السورية فوق أهم معاقل المسلحين.
وقربت هيمنة الجيش على مستديرة جسر الحج رأس حربته من حيي الزبدية والسكري الذي بات على خط تماس الجيش مع حارة الشحادين شرقها حيث بدأ الجيش عملية عسكرية لمد نفوذه إلى الحي المتاخم لحي تل الزرازير الواقع مع حيي العامرية والشيخ سعيد على طريق مطار حلب الدولي الذي يبدأ من عقدة الراموسة جنوب غرب المدينة، وهو طريق دولي غير الطريق القديم الذي يصل مركز المدينة بحي الصاخور وصولاً للسكن الشبابي ومساكن البحوث العلمية فالمطار.
واشتبك الجيش بضراوة مع المسلحين في جبهات صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة وبستان القصر ودك تجمعاتهم ومراكزهم محققاً إصابات مؤكدة فيها. وتحدثت أنباء مساء أمس عن إحراز الجيش تقدماً في بستان القصر.
المسلحون قاوموا إنجازات الجيش وانتصاراته بإطلاق عشرات القذائف والصواريخ المتفجرة على الأحياء الغربية من المدينة ولاسيما سيف الدولة والإذاعة والأعظمية وصلاح الدين والحمدانية والميرديان أسفرت عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين وأضرار مادية جسيمة في ممتلكاتهم.
وأمن الجيش أمس خروج 3000 مدني من عزيزة إلى الصالحين وباب النيرب من مناطق سيطرة المسلحين إلى أحياء سيطرة الحكومة السورية غربي حلب، بحسب مصدر في محافظة حلب لـ«الوطن».
وتجاوز عدد الذين تم إخلاؤهم 100 ألف مدني بينهم نحو 40500 طفل على حين بلغ عدد الذين عادوا إلى بيوتهم التي حررها الجيش أكثر من 5 آلاف شخص في حين ألقى 2215 مسلحاً سلاحهم وعفا الجيش السوري عن 2137 آخرين منذ بدء عمليته العسكرية، بحسب بيان صدر عن مركز حميميم أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن