رياضة

ظواهر تستحق الوقوف عندها من كوبا أميركا…نيمار خذل الأنصار وميسي بالانتظار

محمود قرقورا : 

أسدلت الستارة على مباريات الدور الأول من بطولة كوبا أميركا بكرة القدم بنسختها الرابعة والأربعين، ولا شك أن هناك العديد من الظواهر التي أخذت حيزاً لا بأس به في المواقع العنكبوتية والصحف الرياضية، غير أن البطاقة الحمراء التي تعرض لها نجم البرازيل الأول نيمار دا سيلفا تكاد تكون الحدث الأبرز بين الجوانب السلبية، واكتفاء ليونيل ميسي بهدف واحد ومردود أقل مما يظهره مع برشلونة حدث آخر لا يمر مرور الكرام عند المهتمين، ولكن العذر أن المنتخب الأرجنتيني واصل المشوار بانتظار أن يعبّر ميسي عن نفسه خير تعبير في الأدوار الإقصائية.
النجم الأورغوياني كافاني عُوّل عليه الكثير قبل انطلاق البطولة ولكنه لم يكن على قدر الطموحات، فبعد اعتزال فورلان وحرمان لويس سواريز انتظر عشاق السيلستي الكثير منه ولكن حتى هذه اللحظة لم يأخذ الدور المطلوب، وستكون المواجهة أمام تشيلي في ربع النهائي الامتحان الحقيقي لهذا النجم المطالب بإظهار معدنه النفيس وإمكاناته الكبيرة.
النجم التشيلياني فيدال كان بحق ظاهرة تستحق الوقوف عندها سلباً وإيجاباً تألقاً وانتقاداً، وما يخفف عنه العذاب أن منتخبه حافظ على مكانته وأصحاب الشأن في تشيلي استوعبوا الصدمة التي خلفها فكان الحصاد وفيراً والنجاح حليفاً.
الضيف الجامايكي خطف الأنظار بصموده وكأنه ينتسب إلى مدرسة الكاتناشيو منذ زمن بعيد، وصيامه عن التسجيل ليس معضلة ما دام الدفاع قدم أكثر من المطلوب منه بكثير، فكان الخروج بشرف رغم أنه قدم لاكتساب المزيد من الخبرة ليس إلا.
الثوابت التاريخية قالت كلمتها في بعض الجوانب كبقاء البارغواي دون فوز على الأرجنتين عبر تاريخ المسابقة، وفي السياق ذاته عجز منتخب البيروخا عن ترويض كبير البطولة منتخب الأورغواي منذ سبعة وأربعين عاماً وإليكم أبرز التفاصيل.

نيمار قتل البرازيل
عندما غاب النجم البرازيلي نيمار الفائز بالثلاثية التاريخية مع برشلونة عن نصف نهائي المونديال المنصرم حصلت كوارث في منتخب البرازيل الذي لم يتوقف يوماً ما على لاعب بعينه، ولكن في الآونة الأخيرة فرض نيمار نفسه رمانة الميزان وضابط الإيقاع ومحور العمليات الأمامية، وشيء من هذا القبيل لمسناه في المباراة الأولى أمام البيرو، ولم يتوقف النقاد عند مستواه المتواضع أمام كولومبيا، بل إن البطاقة الحمراء التي أشهرت بوجهه بعد انتهاء المباراة أجبرت كل الناقدين على استخدام مدادهم، وبالفعل قتل نيمار البرازيل في الصميم، فتناسى الجميع دوره وتأثيره الإيجابي، وعزفوا على وتر أنه سبب كل بلية عند أسياد العالم في هذه البطولة، إذ إن حرمانه أربع مباريات أجهض أحلامه وبعثر أوراق مدربه وقلل من عزيمة رفاقه، وبعث الكثير من الطمأنينة عند خصومه.
للتذكير فقد لعب نيمار 65 مباراة دولية سجل خلالها 44 هدفاً منها ثلاثة أهداف في كوبا أميركا خلال 6 مباريات، ونعتقد أنه السبب المباشر إذا لم تسترجع البرازيل اللقب.

ميسي بلا بريق
كل نقاد المستديرة رفعوا القبعة احتراماً ليونيل ميسي عطفاً على مستواه الباهر مع البلوغرانا طوال الموسم المنصرم فكان رجل معظم المباريات وصانع الفرح على المدرجات، غير أن نظرة النقاد ما زالت نفسها، وفحواها أن ما يقدمه ميسي مع المنتخب لا يتناسب مع ما يقدمه مع برشلونة، ونحن نؤمن بهذه الحقيقة وخصوصاً في بطولة كوبا أميركا، فهل من المعقول الاكتفاء بثلاثة أهداف في ثلاث عشرة مباراة؟
أمر آخر هو أن ميسي أصغر أرجنتيني يلعب مئة مباراة دولية لم يصنع الفارق في مباريات هذه البطولة ولم يكن الاحتفال بمئويته كما يشتهي هو، وكي لا نستبق الأحداث علينا الانتظار حتى خط النهاية فإما لقباً يشفي غليل الأرجنتين وإما خيبة أمل تعيد ميسي إلى نقطة الصفر على الصعيد الدولي.
للتذكير فإن ميسي سجل 46 هدفاً في مئة مباراة دولية ويخطئ من يظن أنه ما زال الطريق أمامه طويلاً، فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء.

فيدال بوجهين
النجم التشيلياني فيدال أظهر الجانب الإيجابي على أرضية الملعب والسلبي خارجه، فهو هداف دور المجموعات برصيد ثلاثة أهداف، كما أنه لاعب مؤثر في الشكل العام لأداء اللاروخا نظراً لدوره المحوري في ربط الخطوط، غير أن هذه الإيجابيات كادت تتحول وبالاً إثر حادث السير الذي تعرض له وهو مخمور، فتوقع المشاهدون رد فعل من مدربه سامباولي، ولكن الحكمة كانت في احتواء الأزمة واستمرار الثقة به، ونعتقد أن ذلك عين المنطق والصواب لمنتخب يبدو قادراً على كتابة السطر الأول في رحلة التتويج القارية.

أين كافاني؟
علّقت جماهير السيليستي آمالاً عريضة على كافاني كي يأخذ على عاتقه هجوم منتخبه بغياب المشاغب لويس سواريز، ولكن صيام كافاني عن التسجيل في المباريات الثلاث سيجعل جماهير الأورغواي تتذكر ذلك طويلاً وتتحسر على غياب آكل لحوم البشر.
للتذكير فإن كافاني الذي لطالما شكل ثنائياً خطراً مع سواريز سجل 27 هدفاً في 72 مباراة ولا ندري إن كان سيظهر معدنه أمام تشيلي في الاختبار الأصعب والامتحان الأهم والعبرة في النهايات.

خروج مشرّف
الخسارات الثلاث التي تعرض لها منتخب جامايكا بهدف دون رد تندرج في الإطار الإيجابي لمنتخب مغمور كروياً، وصيامه عن التسجيل جعله أول ضيف يودع المسابقة دون تسجيل، مع الأخذ بالحسبان أن الضيوف على القارة بدؤوا منذ عام 1993، وفي السياق ذاته نذكر أن جامايكا أضحت ثالث ضيف يخرج بثلاث هزائم بعد الولايات المتحدة 2007 والمكسيك 2011.
على الجانب المغاير جاء خروج المنتخب المكسيكي للمرة الثانية على التوالي ظاهرة غير مألوفة لضيفٍ كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج في مناسبتين.

عقد مزمنة
منتخب الأورغواي أحد أربعة منتخبات لاتينية لم تفز على الأرجنتين عبر تاريخ المسابقة التي ستحتفل العام المقبل بمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها، ولاحت الفرصة للبارغواي كي تكسر القاعدة في مستهل مبارياتها ولكن الأرجنتين أخذت الأسبقية بهدفين وكل ما فعلته البارغواي أنها تجنبت الخسارة لتكرر إنجاز الإكوادور عام 1983.
ولم تكن الأرجنتين عقدة البارغواي من خلال اكتفائها بخمسة تعادلات و18 خسارة، بل إن البارغواي لم تفز على الأورغواي منذ 68 عاماً وتحديداً منذ نسخة 1947.
البرازيل بدورها لم تخسر أمام فنزويلا بتاريخ مواجهاتهما في كوبا أميركا فحققت الفوز السادس فجر أمس مقابل تعادل وحيد في النسخة الفائتة، بيد أن فنزويلا فكت عقدة كولومبيا التي لازمتها من خلال الفوز في المباراة الأولى بهدف لم ينفعها كي تحجز مكانها في ربع النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن