شؤون محلية

حملة التشجير وشجونها

| محمد أحمد خبازي

كلَّفت رئاسة مجلس الوزراء مؤخراً، وزارة الزراعة بتنفيذ حملة كبيرة لتشجير المواقع الحراجية والطبيعية، لتعويض ما التهمته النيران من مساحات خضراء خلال موسم الحرائق المفتعلة أو غير المفتعلة، والاعتداء الجائر على غاباتنا الطبيعية والاصطناعية، بقصد التفحيم أو التدفئة، أو كسر المساحات الحراجية وإقامة منشآت سياحية أو وحدات سكنية محلها!!
وبالتأكيد، أي حملة تشجير هي موضع اهتمام وتقدير ومباركة منَّا نحن المواطنين عشاق الوطن وخضرته، ومصدر سعادة غامرة لنا، ونتمنى أن تشجِّرَ الوزارة حتى البادية!!.
ولكن لا بدَّ من القول إنه كان يجب على الحكومة محاسبة كل من اعتدى على الغابات والمساحات الخضراء، وكل من قطع شجرة لأي سبب كان، وخصوصاً أولئك الذين يعتقدون أنفسهم فوق القانون وأكبر من الدولة، وأعلى من المحاسبة، لا أن تحاسب خفيراً حراجياً لا حول له ولا قوة أمام طغيان أولئك وجبروتهم وسلاحهم!!
ويجب عليها أن توفر مازوت التدفئة للمواطنين كي لا يلجؤوا إلى قطع الأشجار من الجبال والمحميات والحراج، وذلك قبل حلول فصل الشتاء لا خلاله أو بعده، كما هو الواقع اليوم وكما جرت العادة خلال سني الحرب أو الأزمة أو سمِّها ما شئت، ولا أن تستقوي على المواطن بتخفيض مخصصاته من المازوت، وتغض الطرف عن مافياته التي تمصُّ مقدرات العباد والبلاد!!
فالبرد القارس، وعدم توافر المازوت، وغلاؤه في السوق السوداء، كلها أسباب تدفع المواطنين الفقراء إلى قطع الأشجار لاستخدامها في التدفئة، ومن يعفُّ منهم عن الأشجار يلجأ إلى صناديق الكرتون والأحذية القديمة وكلِّ ما يشتعل ويدفئ، كي ينشر الدفء في بيته حتى لو كان ذلك يهدد صحته وصحة أطفاله!!
على كل حال، كل من يغرس غرسة خضراء في هذا الوطن يستحق الشكر، ونرفع له القبَّعة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن