شؤون محلية

البيض يتسبب بقلق للمستهلكين … قرنفلة: أسعار البيع في السوق تحكمها قوى العرض والطلب

في تصريح صحفي قال المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية أن ارتفاع أسعار مادة بيض المائدة غير المألوف خلال الأيام الأخيرة شكل قلقاً واضحاً للمستهلكين الذين يرتفع حجم استهلاكهم لهذه المادة خلال فصل الشتاء. وتحكي إجراءات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المتعلقة بالتسعير القسر ي لبيض المائدة قصة مماثلة للقلق الذي انتاب العاملين في السلسلة التسويقية بسبب المخالفات المالية الباهظة التي تفرض بحقهم بهدف إجبارهم على الامتثال للأسعار التي تعلنها الوزارة، ويباع صحن البيض بين 1500-1600 ليرة سورية.
وأضاف قرنفلة إن حزمة من العوامل المتداخلة تشكل الدافع الرئيسي لارتفاع سعر مبيع بيض المائدة في الأسواق خلال هذه الفترة من العام، يأتي في مقدمتها زيادة حجم الطلب نتيجة انحسار الخضار الصيفية وزيادة اعتماد المستهلكين على البيض خلال فصل الشتاء كمصدر رخيص للبروتين الحيواني مقارنة مع أسعار اللحوم والألبان ومشتقاتها، ويترافق ذلك مع انخفاض حجم المعروض من المادة في السوق نتيجة توقف بعض المداجن عن العمل خلال الفصل الأكثر برودة من العام لعدم قدرة المنتجين على توفير وسائل التدفئة للدجاج بسعر اقتصادي، وكذلك انخفاض حجم الإنتاج بشكل عام، حيث يلجأ الدجاج في حالات البرد إلى توجيه طاقة العلف إلى تدفئة ذاته بدلاً من توجيهها للإنتاج، ما يساهم في صغر حجم البيض وتراجع كمية إنتاجه. إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب دخول تكاليف الوقود كعامل إضافي مهم إلى قائمة التكاليف لتدفئة مساكن الدجاج، والجدير ذكره أن أسعار مبيع مادة بيض الدجاج في الدول المجاورة خلال الفترة الراهنة أعلى بدرجة معنوية من الأسعار في الأسواق الداخلية مما يعوق عمليات تهريب البيض من تلك الدول إلى الداخل السوري، كما لا تسمح الأوضاع السائدة على الحدود والمنافذ البرية بخروج أي كمية من البيض من السوق السورية إلى تلك الأسواق التي تتبادل تقليدياً مع القطر تلك المادة في حالات التباين الكبير في الأسعار بطرق شتى.
ومن جهة ثانية لا تزال سياسات التسعير القسري التي تفرضها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لمادة البيض، وفرض الغرامات المالية على العاملين في السلاسل التسويقية وفي أسواق تداول بيض الدجاج، تساهم في إعاقة تطور مستويات الإنتاج، حيث تلحق تلك الأسعار غالباً خسائر بالمنتجين وبالتجار وتساهم في توقف قسم مهم منهم عن الإنتاج ما يعيد العجلة إلى الوراء ويساهم في خفض الإنتاج وزيادة حجم الطلب وارتفاع الأسعار بوتيرة أكثر حدة.
ويرى قرنفلة أن أسعار مبيع بيض المائدة في السوق تحكمها قوى العرض والطلب وعلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وضع أسعار تأشيرية غير ملزمة لمنتجات الدجاج من واقع التكاليف الفعلية بالتعاون مع اتحاد غرف الزراعة السورية آخذة بعين الاعتبار مصالح المنتج والمستهلك معاً. حيث إن الارتفاع الطارئ والمبالغ به في سعر المادة الاستهلاكية سوف يشكل ردة فعل تؤدي إلى انخفاض حجم الطلب وكساد المادة وعودتها إلى أسعارها الطبيعية بشكل آلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن