سورية

قيادي فلسطيني: احتمال المصالحة في اليرموك أكبر من خيار المعركة

رأى مصدر قيادي فلسطيني، أن احتمالات إنهاء أزمة مخيم اليرموك من خلال خيار «المصالحة» أو «التسوية» أكثر من احتمال القيام بعملية عسكرية لإنهاء هذه الأزمة، وذلك مع انتهاء مهلة منحتها الدولة لتنظيمي داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية لتسليم المنطقة للدولة من دون قتال.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال القيادي: «لا يوجد جديد.. ولكن الأمور في الداخل تتهيأ»، في إشارة إلى الخلافات الداخلية بين قيادات داعش و«النصرة» بشأن التسوية.
وفي الشهر الماضي، تحدثت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي عن مهلة مدتها شهر بدأت في الـ13 من تشرين الثاني الماضي أعطتها الدولة السورية للمسلحين في مخيم اليرموك وحي التضامن جنوبي العاصمة دمشق لتسليم المخيم والتضامن من دون قتال. وحذرت الدولة بحسب المصادر «من عمل عسكري لقوات النظام في المخيم والتضامن في حال عدم الانصياع للمهلة».
ولم يستبعد القيادي الفلسطيني قيام الجيش والفصائل الفلسطينية المقاومة بعملية عسكرية ضد داعش و«النصرة» في المنطقة «إذا شعرت الجهات المعنية باستمرار المماطلة والتسويف» من التنظيمين وذلك من أجل «إجبارهم على الانسحاب أو تسوية الأوضاع».
لكن القيادي الفلسطيني، أوضح أن، «احتمالات حدوث المصالحة أكثر من احتمالات المعركة العسكرية، لأن الاتفاق القديم مازال قائما والتفاعلات داخل كل من داعش و«النصرة» في اليرموك تدلل على أن هناك ازدياداً في الموقف الذي يبدي الاستعداد لتسوية الأوضاع».
وتوصلت أواخر العام الماضي الجهات المعنية في الدولة وقيادات داعش في المنطقة الجنوبية من دمشق إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة يقضي بخروج التنظيم من مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى معقله الرئيس في مدينة الرقة شمالي البلاد. لكن ميليشيا «جيش الإسلام» عرقلت عملية إخراج مقاتلي «داعش» وعائلاتهم من دمشق باتجاه الرقة بعد مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش في غارة على الغوطة الشرقية. وحينها رفضت الميليشيا مرور قوافل مقاتلي داعش وعائلاتهم من منطقة بئر القصب التي تسيطر عليها وذلك في رد على مقتل علوش.
ولكن مع بداية العام الماضي، تحدثت تقارير صحفية عن خروج القيادات الأجنبية في تنظيم داعش من جنوب دمشق إلى الرقة.
ومؤخراً تداولات صفحات على موقع «فيسبوك» أنباء عن أن «أبو هشام الخابوري» أمير تنظيم داعش في المنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق ينوي إعلان فك ارتباطه بالتنظيم هو وعدد من القادة فيه وتغيير اسم التنظيم في المنطقة الجنوبية والعودة لتشكيل «لواء الحجر الأسود»، وذلك بعد خروج عدد من أمراء وعناصر من التنظيم بشكل متواصل من الحجر الأسود إلى الرقة شمال سورية، وفي آخر خروج كان «أبو مريم» الأمير الشرعي لداعش برفقة أربعة من عناصره. وحينها أعرب القيادي الفلسطيني ذاته لـ«الوطن» عن اعتقاده أن الدولة ستقبل بتسوية أوضاع عناصر داعش في جنوب دمشق إذا كانوا من السكان المحليين وفكوا ارتباطهم بالتنظيم.
وتترافق هذه التطورات، مع حراك مستمر من أجل إنجاز المصالحة بشكلها الكامل في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي والمجاورة لليرموك والحجر الأسود من الجهة الشرقية، وذلك على غرار ما حصل في مدن داريا والتل والمعضمية وقدسيا والهامة.
وتحدث نشطاء على «فيسبوك» أمس عن أن اتفاق هدنة تم توقيعه بين تنظيم داعش في مخيم اليرموك ومييلشيا «لواء الإسلام» في بلدة يلدا. وأن الاتفاق بدأ تنفيذه الأحد بوقف إطلاق النار بين مقاتلي «لواء الإسلام» ومقاتلي داعش في الحجر الأسود واليرموك.
وبحسب النشطاء «من المتوقع أن يعلن داعش (في اليرموك والحجر) قريبا إلغاء بيعته للرقة حيث سيصبح اسم التنظيم «لواء شهداء الجولان» الأمر الذي قد يرجح إمكانية بقاء عدد كبير من مقاتليه في الحجر كلجان شعبية في حال الاتفاق على أي تسوية».
وفي تعليقه على توقيع اتفاق الهدنة بين داعش و«لواء الإسلام»، قال القيادي الفلسطيني، «في يلدا وببيلا وبيت سحم المؤشرات تدل على أنهم مقبلون على إنجاز التسوية بشكلها الكامل والتسليم الكامل للدولة، وبالنسبة لداعش في الحجر واليرموك فقد كان (المسلحون في تلك البلدات) يمارسون عليه ضغوطات، والآن داعش لا يريد أن يحصل أي احتكاك عسكري معهم».
وأوضح القيادي الفلسطيني أن «لدى داعش خشية بأن تحصل بعض المعارك في ضوء المعادلة الجديدة التي ستكون في ظل ترتيب الوضع في يلدا وببيلا وبيت سحم وهو خائف من أن يقوم الموجودون في يلدا وببيلا وبيت سحم بعد تفاهمهم مع الدولة بشن هجوم عليه».
وأضاف: «لذلك هم (الدواعش) يحاولون الاطمئنان، لأن القرار (لدى الدولة) هو مزيد من الضغط على داعش و«النصرة» في الحجر الأسود واليرموك من أجل الامتثال لتنفيذ الاتفاق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن