سورية

الكرملين: الأمم المتحدة لا تعلم حقيقة ما يحدث في حلب

| وكالات

نددت روسيا ببيان لمسؤول في الأمم المتحدة حمل فيه سورية وروسية المسؤولية عما سماها «الجرائم التي ترتكبها الفصائل المنتصرة» في حلب، واعتبرت أن هذا المسؤول «لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «(مستشار المبعوث الأممي إلى سورية (يان) إيغيلان، على ما يبدو، لا يملك معلومات حول ما يحدث في حلب، وإلا فإنه سيلفت انتباهه إلى تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية».
وأدلى بيسكوف بهذا التصريح رداً على تصريحات إيغيلان الذي كتب في حسابه على موقع «تويتر»: إن «موسكو ودمشق مسؤولتان عن الجرائم التي ترتكبها الفصائل المنتصرة» في حلب.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين: إن «امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سورية وحلب».
والإثنين اتهمت الأمم المتحدة قوات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له بـ«قتل 82 مدنياً على الأقل»، بينهم نساء وأطفال، في الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، قال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان روبرت كولفيل نقلاً عما سماه تقارير جديرة بالثقة، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: إن «الضحايا، وبينهم 11 سيدة و13 طفلاً، قتلوا على الأغلب في الساعات الـ48 الماضية في أربعة أحياء مختلفة من حلب التي تكاد تسقط بأكملها في أيدي قوات النظام السوري».
وأضاف كولفيل: «تم إبلاغنا أن قوات النظام تدخل بيوت المدنيين وتقتل الأفراد هناك، بما في ذلك النساء والأطفال»، مشيراً إلى أن مكتبه يملك أسماء الضحايا، وأكد المتحدث أن بعض المدنيين «تمكنوا من الفرار».
وقال: «الليلة الماضية، تلقينا معلومات تقول إن القوات الحكومية قتلت 82 مدنياً على الأقل، بينهم 11 سيدة و13 طفلاً، في أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة والصالحين» نقلاً عن العديد من «المصادر الموثوقة». وأبلغ شهود عيان الأمم المتحدة أن «أقاربهم لم يتمكنوا من استرداد جثث القتلى في الشوارع بسبب القصف العنيف»، حسب كولفيل.
وقال كولفيل، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «السبيل الوحيد لتبديد الهواجس والشكوك في وقوع جرائم جماعية سواء داخل حلب أم فيما يتعلق ببعض الذين فروا منها أو ألقي القبض عليهم سواء من المقاتلين أم المدنيين هو أن تكون هناك مراقبة من جانب هيئات خارجية مثل الأمم المتحدة».
وكانت، قد أعلنت الأمم المتحدة الإثنين أن أمينها العام بان كي مون قلق للغاية إزاء معلومات عن فظائع ارتكبت في الساعات الأخيرة في حلب بحق «عدد كبير» من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال.
وقال المتحدث باسم بان كي مون ستيفان دوجاريك، وفق ما نقلت «أ ف ب»: إن «الأمين العام وإذ يشدد على أن الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق بصورة مستقلة من صحة هذه التقارير، فإنه يود أن يعرب للفرقاء المعنيين عن قلقه العميق».
وأضاف: إن الأمين العام طلب من مبعوثه إلى سورية ستيفان دي ميستورا متابعة تطورات الأوضاع في ثاني كبرى المدن السورية. وأوضح المتحدث أن «الأمم المتحدة تشدد على أن كل الأطراف الموجودة على الأرض من واجبها حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان».
وأضاف: «هذه بالخصوص مسؤولية الحكومة السورية وحلفائها» وفي مقدمهم روسيا وإيران.
من جانبها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان من أن حياة آلاف المدنيين في الأحياء الشرقية في خطر، مع وصول المعارك إلى قمتها ووقوع المنطقة بالفوضى، مؤكدة أن آلاف المدنيين لا يملكون أي مكان آمن ليلجؤوا إليه.
وأكدت اللجنة أن «الكارثة الإنسانية العميقة وخسارة الأرواح يمكن تجنبها، إذا تم تطبيق القواعد الأساسية للإنسانية والحرب».
كما دعت المتقاتلين إلى الأخذ بالحسبان مصير المدنيين العالقين بين النيران وبذل قصارى جهدهم لحمايتهم، معتبرة أنها قد تكون الفرصة الوحيدة لحماية الأرواح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن