سورية

اتصالات أردوغان ببوتين تنشط القناة الروسية التركية بشأن حلب … لافروف يعتبر مباحثات جنيف مع الأميركيين عديمة الجدوى.. ويطالب بفتح ممرات قبل وقف العمليات القتالية

| وكالات

أسفرت ثلاثة اتصالات هاتفية أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن تنشيط القناة التركية الروسية بشأن حلب، وتصادف ذلك مع انهيار مفاوضات جنيف بين الخبراء الروس والأميركيين بشأن تسوية أزمة هذه المدينة.
وبحث بوتين مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي الوضع في حلب في ضوء تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في المدينة وسيطرتهم على 98% من أحيائها الشرقية.
وكشفت مصادر دبلوماسية تركية، أن أردوغان، اتصل بنظيره الروسي ثلاث مرات خلال أسبوع، لبحث الأزمة الإنسانية في حلب، وفتح ممر آمن لخروج المقاتلين والمدنيين. لكن المصادر لم تتحدث عن نتائج تلك الاتصالات، مكتفية بالتأكيد أن الجهود التركية ما زالت متواصلة مع العديد من الأطراف لوقف «المجازر» في مدينة حلب، وفتح ممر آمن لخروج المدنيين والمقاتلين.
وأشارت المصادر بحسب موقع «ترك برس»، إلى أن الحكومة التركية تواصل الاتصالات مع الولايات المتحدة، وألمانيا، وقطر، بهدف التوصل لحل في حلب، كاشفةً أن الجانب التركي تواصل مرة واحدة مع الجانب الإيراني لبحث أزمة حلب.
ويبدو أن الاجتماع الطارئ الذي تم الإعلان عنه في أنقرة الذي يجريه اليوم مسؤولون أتراك وروس، هو ثمرة من ثمرات اتصالات بوتين أردوغان. وسيتم عقد الاجتماع بين مسؤولين في وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات لدى الدولتين، حيث سيناقشون كيفية تطبيق وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين والمسلحين.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره التشيكي لوبومير زاوراليك، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستكثّف لقاءاتها مع روسيا والدول المعنية بالأزمة السورية، لمناقشة وقف إطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وأوضح جاويش أوغلو أن أنقرة ستبذل جهوداً مضاعفة لوقف الظلم الحاصل في حلب وعموم سورية، ومشيراً إلى أن مدينة حلب تشهد في هذه الآونة «أقسى أنواع المظالم في التاريخ».
وعبرت وزارة الخارجية التركية عن «الغضب والفزع» جراء ما وصفتها بـ«المذابح» التي يرتكبها «النظام» السوري وحلفاؤه بحق المدنيين في شرقي حلب على حد زعمها. ودعت الوزارة في بيان لها بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، إلى وقف فوري للهجمات وإجلاء آمن للمدنيين في شرقي حلب، وقالت في بيان: إن النظام السوري لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة وإن هذه التصرفات بمنزلة إعدام جماعي.
وأكد مقاتل من ميليشيا مسلحة داخل حلب أن هناك محادثات بين روسيا وتركيا لكنه لم يعبر عن الأمل في نجاح هذه المحادثات. وقال في اتصال هاتفي من داخل سورية مع «رويترز»: «إنهم يتحدثون، ويفشلون، لأن روسيا لا تعرض شيئاً في حقيقة الأمر».
وقال مسؤول من ميليشيا «لواء السلطان مراد» مقيم في مدينة غازي عنتاب التركية: «إنهم (الروس) مستمرون في العودة بالمطالب نفسها غير المقبولة وتقديمها باعتبارها عرضاً. هذه ليست عروضاً حقيقية». وأضاف: إن «الفصائل المعارضة لا تريد مغادرة حلب».
وفي بلغراد عاصمة صربيا، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافورف على سؤال عن إمكانية نجاح المحادثات المتوازية مع تركيا والولايات المتحدة، قائلاً: «نعمل مع كل من يمكنه التأثير على الوضع». وتحدث عن تفاهم بين روسيا وتركيا للمهمات التي يواجهها المجتمع الدولي في خلفية الوضع في سورية، وقبل كل شيء هناك تفاهمات في مجالات مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي سورية ومنع تفككها.
لكن لافروف شدد عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في البحر الأسود، على «ضرورة فتح ممرات للخروج من المدينة أولاً قبل وقف القتال». وقال: «نسمع دعوات لوقف فوري للأعمال القتالية. وسيرغب الجانب الروسي في فعل ذلك فور إنشاء الممرات».
واعتبر الوزير الروسي، أن الإدارة الأميركية تدعو موسكو إلى وقف القتال، إلا أن واشنطن لم تفعل شيئاً لذلك، ولم تتمكن من فصل المسلحين الموالين لها عن غيرهم، مشيراً إلى أنه كان يمكن منذ أيلول الماضي إخراج المسلحين من حلب، مبيناً أن المسلحين هم أنفسهم من لم يوافق على اتفاق الهدنة.
وانتقد لافروف بشكل واضح المباحثات في جنيف مع الأميركيين، واصفاً إياها بـ«عديمة الجدوى»، وقال: «كان بالإمكان استخدام الوقت الذي جرت خلاله المشاورات عديمة الجدوى مع واشنطن في جنيف، لحل جميع القضايا المتعلقة بإخراج المسلحين وتحرير المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة للمسلحين في حلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن