سورية

علق عمليته مجدداً لإخراج آلاف المدنيين من مناطق المسلحين … ساعـــات تفصــــل الجــيش عـن توحيــــد حلــــب

| حلب – الوطن

ينتظر الجيش العربي السوري إطلاق صافرة استئناف عمليته العسكرية لتحرير ما تبقى من مدينة حلب إثر حشر مسلحيها في مساحة لا تتجاوز 3.5 كيلو مترات مربع جنوب المدينة بعد أن علق العملية مؤقتاً أمس للسماح للمدنيين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين حفاظاً على حياتهم.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن ساعات تفصل الجيش العربي السوري عن إنجاز المهمة الموكلة إليه بتطهير حلب من الإرهاب وتوحيد المدينة تحت راية الشرعية بعدما أعمل المسلحون فيها الخراب والدمار. ولفت إلى أن وحدات الجيش بكامل الجهوزية لاسترداد الأحياء الصغيرة المتبقية بحوزة المسلحين الذين لا طاقة لهم بالدفاع عنها أو بالاستحواذ عليها فترة طويلة في ظل إصرار الجيش على استعادتها سريعاً اليوم أو غداً على أبعد تقدير في انتظار أن تحدد القيادة السياسية والعسكرية توقيت العملية.
ونجح أمس أكثر من 5 آلاف مدني بالفرار من مناطق سيطرة المسلحين في أحياء المشهد والزبدية والعامرية والسكري وصلاح الدين والأنصاري إلى أحياء سيطرة الحكومة السورية غرب المدينة، وسارعت محافظة حلب والجهات المعنية إلى تأمين احتياجاتهم الإغاثية والغذائية والصحية بعد نقلهم إلى مراكز الإيواء المؤقت في منطقة جبرين، بحسب مصدر في محافظة حلب تحدث لـ«الوطن». ونقل مصدر معارض مقرب من ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» لـ«الوطن» حال التخبط التي تعيشها الميليشيات المسلحة المحاصرة داخل حلب وانهيار معنوياتهم إلى مستوى لم يسبق له مثيل جعلهم مستعدين للاستسلام بخلاف ما يطلقونه من تصريحات للإعلام الخارجي بأنهم يرفضون مغادرة المدينة، وذلك استجابة لنصائح الدول الداعمة لهم والتي تريد رفع سقف مطالبهم وتحسين شروط طردهم من المدينة لكن الزمن لا يسير في مصلحتهم، خصوصاً مع قدرة وعزم الجيش وحلفائه على الحسم السريع.
وبين المصدر أن جميع السكان المتبقين داخل مناطق سيطرة المسلحين يريدون الانتقال إلى أحياء سيطرة الجيش بعدما أذاقهم المسلحون الأمرين جراء الإرهاب الممنهج الممارس بحقهم واستخدامهم دروعاً بشرية وتجويعهم والمساومة عليهم لضمان خروجهم من المدينة.
وللدلالة على ذلك، ضبط الجيش السوري أثناء تمشيطه حي بستان القصر، الذي سيطر عليه الإثنين، مستودعات خاصة بالمواد الغذائية كانت تحوي مئات الأطنان من المواد الغذائية التي خزنها المسلحون وأخفوها ومنعوها عن المدنيين وخصوصاً المعلبات والسكر والرز والزيوت.
كما عثر الجيش على مستودعات كبيرة في بستان القصر تحوي كميات كبيرة من الذخائر والقذائف المتفجرة على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى مدافع جهنم التي كانت تطلق عشرات أسطوانات الغاز الملغمة يومياً على مركز المدينة والأحياء المحيطة به والتي خلفت آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين.
وشن المسلحون أمس هجوماً من محور جامع الرسول الأعظم ومنطقة الليرمون باتجاه جمعية الزهراء شمال غرب حلب وأطلقوا عشرات القذائف المتفجرة وصواريخ الغراد فوق رؤوس المدنيين في حي الزهراء إلا أن الجيش والقوات الرديفة صدوهم على أعقابهم وكبدوهم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة من دون تغيير خريطة السيطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن