رياضة

الصافرة الحائرة..!

| مالك حمود

ما كنت أتمنى العودة للحديث عن الصافرة لما أكن لها من تعاطف تقدير لظروفها ولكن رحم من قال: (من فمك أدينك) فعندما تذهب معظم مقررات الاجتماع الأخير لاتحاد كرة السلة نحو الحكام والتحكيم وواقعه الأليم، فذلك يعني أن حال التحكيم غير مرض وباعتراف الاتحاد.. خيراً فعل الاتحاد عندما خصص معظم جلسته الأخيرة للتحكيم، وهذا الأمر الصح في أحد محاور عمله الأساسية، لكن الأصح عندما تبقى مسألة التحكيم من أولويات عمله باستمرار وفي كل جلساته ومشاريعه التطويرية لما للتحكيم من أهمية كبرى في بناء اللعبة وتطويرها.. التحرك العاجل للبحث في القضية لم يأت من فراغ، فالمشهد الأخير لربع نهائي كأس الجمهورية للرجال كان مؤلماً، مع الأخطاء التي ظهرت والقصور الذي بدا في بعض أساسيات قانون اللعبة ليعكس ضعفا كبيراً في التحكيم وضرورة إعادة النظر في أمور كثيرة، فالتحكيم تراجع كغيره من عناصر اللعبة بفعل ولكن تراجع التحكيم كان أكبر! النهوض بالتحكيم لن يتحقق بين ليلة وضحاها، فأسرة التحكيم شهدت نزفا كبيراً في تعدادها لأسباب عدة، والعمل على ما تبقى يضعنا أمام خيارات محدودة وبالتالي فالعمل والعلاج يجب أن يكون وفق رؤية آنية وإستراتيجية، ومثلما كان تركيز اتحاد اللعبة على الفئات العمرية في هذه المرحلة لضمان المستقبل القريب والبعيد، فالأجدر البحث عن الروافد الحقيقية لأسرة التحكيم السوري وتغذية شريانها بدماء واعدة، وخيراً فعلت اللجنة الفنية للعبة بحلب بإقامة دورة انتساب للحكام الجدد وبالتالي فإن وجود 15 حكما وحكمة بحلب في هذه الظروف يعتبر إنجازاً، ويكفي أن يستمر منهم 5 حكام ويتعاملوا مع مهمة التحكيم بعشق وعلم وموهبة كي نتفاءل وننتظر من بقية المحافظات المبادرة نفسها، وهنا يكون الحل الجذري للتأسيس لقاعدة تحكيمية متينة، بتشجيع هؤلاء الشبان المدمنين على كرة السلة بالتوجه نحو التحكيم بدلا من العمل بالتدريب والإدارة؟ وثمة متطلبات كثيرة كفيلة بجذب الشبان نحو إمساك الصافرة وأولها التعويضات التي لا تزال ضعيفة، إضافة للدعم المتواصل من حيث التثقيف والتأهيل والتدريب (والتشييك) على لياقة الحكم وجاهزيته قبيل كل مسابقة، مع العدالة في الفرص والتمثيل الخارجي حسب الكفاءة، وعندها نكون قد وضعنا الصافرة على السكة الصح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن